رغم كل ما أثير ويثار ويشاع من “موجات تفاؤل” بقرب إنتخاب الجنرال عون رئيس للجمهورية اللبنانية، فإن واقع الحال يشير الى ان جلسة إنتخاب الرئيس المرتقبة نهاية الشهر الجاري ستكون كسابقاتها، ولن تشهد إنتخاب رئيس، وسيعمد رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى تأجيلها من جديد!
المعلومات تشير الى ان “موجة التفاؤل” العونية مردها الى “شائعات” عن ان رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري سيعلن تبني ترشيح الجنرال عون لمنصب الرئاسة، إلا أن هذا الامر ما زالت دونه عقبات في المدى المنظور، تحول دون مبادرة الرئيس الحريري الى تبني هذا الخيار.
وتشير المعلومات الى ان الحريري الذي كان اتفق مع الاعلامي مرسيل غانم على ان يكون ضيفه في حلقة تلفزيونية يوم الاحد المقبل، عاد والغى ظهوره الاعلامي. وبعد ان كان غانم أرجأ سفره الى الولايات المتحدة، أبلغه الحريري بأن بإمكانه السفر. ما يعني أي الحريري لن يشارك في حلقة تلفزيونية كان تم التسويق لها على أساس ان الحريري سيعلن خلالها تبني ترشيح عون.
وتضيف المعلومات ان قرار الحريري بتبني ترشيح عون في حال قرر اعتماده، لن يكون سهل المنال!
فعليه ان يجمع المكتب السياسي لتياره اولا، ومن ثم كتلة المستقبل النيابية ثانية ومن ثم يجمع المكتب السياسي والكتلة النيابية، وان يعلن تبني ترشيح عون بعد الاجتماع المشترك، وهذا الامر دونه صعوبات تحول دون تحقق إجماع حول ترشيح عون. إذ أن معارضة ترشيح عون، داخل تيار المستقبل، يُحسب لها حساب. والقرار في حال تبنيه لن يكون سهلا وسيواجه بالكثير من النقاشات والمواقف المتصلبة، خصوصا من نواب الاطراف، لحسابات وطنية وشخصية، ولان الوقوف في وجه تبني ترشيح عون، يعطي نتائج إيجابية على صعيد القواعد الشعبية خصوصا في الشمال، وتاليا لن تكون درب الحريري معبدة بالورود داخل تياره.
عودة النفوذ السوري: لا مفرّ من توزير سليمان فرنجية ووهّاب وأرسلان
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان النفوذ السوري، بدأ يتقدم تدريجيا في لبنان على حساب النفوذ الإيراني، خصوصا بعد ان ثبت تورط اجهزة الاستخبارات السورية في عدد من الاعمال الامنية في لبنان، من طرابلس الى مجدل عنجر الى توقيف المدعو “الكاوبوي” على خلفية التخطيط لاغتيال رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، والثي ثبت ان للاجهزة السورية ضلوع فيها.
وتشير المعلومات الى ان نظام الاسد، وبعد التدخل الروسي التقط انفاسه وبدأ يوازن بين النفوذ الايراني، من جهة، وحاجة الاسد الى ميليشات إيران، وبين التسهيلات العسكرية التي اعطاها لروسيا وعزز من خلالها دوره وتخلص نسبيا من سيطرة غيران وميليشاتها على نظامه وقراراته السياسية.
وتضيف ان الاسد عاد ليدلي بدلوه في الشأن الرئاسي اللبناني، وهو تجاوز حزب الله في ومصالحه اللبنانية وأبلغ من يعنيهم الامر في لبنان بأنه لا يقبل بوجود سعد الحريري على رأس الحكومة اللبنانية، ولو ليوم واحد. وان اي حكومة مقبلة ستضم حكما، كل من سليمان فرنجيه وزيرا للداخلية ووئام وهاب وطلال ارسلان ووزراء للحزب السوير القومي وحزب البعث، والثلث المعطل لقوى 8 آذار، وتاليا في حال وجود اي شخصية سنية على رأس الحكومة المقبلة لن تستطيع تجاوز قرار دمشق بتوزير هؤلاء.
الى ذلك تشير المعلومات ان احدا لن يستطيع إعطاء الرئيس الحريري أي ضمانة بشأن توليه رئاسة الحكومة المقبلة، او حتى السماح له بتشكيل حكومة ما يعني عمليا ان الحريري لن يستطيع السير بتبني ترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية في المدى المنظور.