كما حدث في لبنان، حيث سرّع صعود الحزب الإيراني عملية تهجير المواطنين اللبنانيين اليهود،دفع الحوثيون أبناءً عمومتهم من اليهود، وهم أهل “صعدة” الأصليين منذ ما قبل الإسلام، إلى مغادرة بلادهم قسراً!
القدس (رويترز) – نقلت إسرائيل 19 يهوديا من اليمن الذي تعصف به الحرب فيما وصفه مسؤولو الهجرة بأنه أحدث عملية سرية لجلب أفراد جالية يهودية متناقصة يرجع تاريخها في اليمن إلى ألفي عام.
وصرح مسؤولون بأن 17 شخصا وصلوا في ساعة متأخرة من ليل السبت من بينهم رجل يعمل حاخاما وقصابا يذبح الماشية بالطريقة اليهودية الحلال في بلدة رياد وكان يحمل معه لفافة من العهد القديم عمرها 500 عام. وكان اثنان من اليهود قد وصلا قبل ذلك ببضعة أيام.
وانتقال هذه اللفافة اليهودية المقدسة من اليمن يمثل فعليا انتهاء الجالية التي عاشت مع المسلمين طوال قرون وخروجها بعد تصاعد المعارك والاضطرابات السياسية.
وقال الحاخام سليمان يحيى دهاري للقناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي “حلمت بالمجئ إلى إسرائيل قبل أعوام.”
وقالت المحطة التلفزيونية إن أربعة من أبنائه تركوا اليمن منذ أشهر وأعيد شملهم بعد تسكينه وغيره من المهاجرين في مدينة بئر السبع.
وشكا يهود اليمن من مضايقات متزايدة منذ سيطرة جماعة الحوثي التي يقول شعارها “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل” ولعنة الله على اليهود والنصر للإسلام على العاصمة صنعاء في 2014.
ونظمت إسرائيل موجات متتالية لهجرة اليهود من بينها عملية نقل جماعي لأربعين ألفا من يهود اليمن عام 1949.
ودفعت المعارك والفوضى السياسية كثيرين ممن بقوا في اليمن من يهود إلى ترك موطنهم في شمال البلاد.
وقال رئيس الوكالة اليهودية شبه الحكومية في إسرائيل ناتان شارانسكي في بيان “هذه لحظة في غاية الأهمية لدولة إسرائيل والهجرة اليهودية.”
وأضاف أنه بعد عمليات نقل جوي متعددة ليهود اليمن وصلت بنقل المجموعة الأخيرة “المهمة إلى نهايتها.”
وذكرت الوكالة في بيانها إن نحو 50 يهوديا قرروا البقاء من بينهم نحو 40 على الأقل يعيشون في مجمع قرب السفارة الأمريكية في صنعاء تحت حماية الحكومة اليمنية.
وعبر عدد من أفراد الجالية اليهودية اليمنية الشديدة المحافظة عن مخاوفهم من أن العيش في إسرائيل أو أي مكان آخر سيسئ إلى قيمهم التقليدية.
وأوقفت حكومة اليمن مساعداتها لمن طردوا من الشمال والتي بلغت 20 دولارا شهريا للفرد منذ نحو ستة شهور وتواجه المجموعة التي تخلفت خطر الإجلاء من المجمع.
وشملت عمليات هجرة أخرى نقل اليهود من أثيوبيا وعمليات سرية أكثر من الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم معها إسرائيل علاقات رسمية.