على غرار مؤتمر “معراب 1“، سيكون مؤتمر “معراب2“!
فالظاهر ان رئيس حزب القوات اللبنانية، “سمير جعجع”، لم يتعلم من درس المؤتمر الاول الذي قاطعه معظم قيادات السُنّة في البلاد، والدروز، وبطبيعة الحال الشيعة، فضلا عن التمثيل المتواضع لحزب “الكتائب اللبنانية”.
لا يعرف سمير جعجع كيف يريد ان يتزعم المعارضة اللبنانية!
فلا ينفك يرسل “الاستدعاءات” للنواب والفعاليات السياسية للصعود الى معراب والجلوس على تلك الطاولة المربعة التي يتم هندسة الجلوس عليها بدقة وبإشرافه شخصيا! فهو مغرم بالتفاصيل!
مؤتمر “معراب1” انعقد تحت عنوان المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1701، وكفى المؤمنين شر الكلام!
الدعوة جاءت من دون ورقة عمل، ما تسبب برفض الرئيس السنيورة وكل من النواب السابقين احمد فتفت ومصطفى علوش المشاركة، علما ان الدعوة للرئيس السنيورة تم ارسالها عبر “الواتس اب“.
والبيان الختامي للّقاء، تم تكليف النائب وضاح الصادق بتلاوته، لايهام اللبنانيين بأن نواب السُنّة شاركوا بكثافة في اللقاء.
وفي معزل عن الحضور السُنّي من غيره، فإن أي مسعى لم يتم القيام به من اجل تحويل المطالبة بتنفيذ القرار 1701 الى واقع، فلم يتم تشكيل لجان متابعة على سبيل المثال، او تشكيل وفود تجوب دوائر القرار في العالم للمطالبة بتنفيذ القرار، واكتفت معراب بالصورة والبيان الختامي؟!
مؤتمر “معراب2“، والذي تمت الدعوة للمشاركة به تحت عنوان “خريطة طريق لانقاذ لبنان“، لن يكون افضل من سابقه! فلا ورقة عمل، بل بيان جاهز اعده سمير جعجع وربما يتم ادخال بعض العبارات عليه، وينتهي بانفراط عقد المجتمعين.
جعجع يشبّه بلاعب كرة القدم الذي يمسك بالكرة من اول الملعب الى خط النهاية وهو إما يفقد الكرة او انه يضعها في مرمى فريقه!
في الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية، لم يجد حرجا من الموافقة على تعديل الدستور، كما كان يطالب نواب حزب الله من أجل تشريع سلاحهم!
فقال جعجع :”إذا كان البعض يريد تعديل الدستور فلا مانع لدينا! فلننتخبْ رئيساً للجمهورية أولاً، وتبعاً للدستور، وبعدها نحن جاهزون، لا بلْ ندعو، الى طاولة حوارٍ وطنيّةٍ فعليّةٍ في قصر بعبدا حيث نطرح كلّ شؤوننا وشجوننا الوطنيّة….؟.
لم يمضِ شهر على هذا الكلام الذي ينم عن سوء تقدير للمتغيرات الاقليمية، وينم ايضا عن ان جعجع لا يملك مشروعا وطنيا، بل مشروعا رئاسيا. وهو يريد إظهار نفسه قائدا للمعارضة الوطنية اللبنانية، ومن بعدها مرشحا باسمها لرئاسة الجمهورية، علما ان جعجع كان رشح نفسه لمنصب الرئاسة من دون التنسيق مع الحلفاء وقتها في ما كان يعرف ب “قوى 14 آذر“.
مؤتمر “معراب 2 ” سيشهد ايضا مقاطعة وطنية من قوى المعارضة وسيقتصر الحضور على نواب القوات، وبعض المستقلين الذين يقتاتون على فضلات مائدة القوات، كمثل “نعمة افرام” (وردنا الآن أنه “اعتذر عن الحضور”)، الذي تحوَّل بين ليلة وضحاها الى مرشح مزمن لمنصب الرئاسة، وربما ايضا “ابراهيم كنعان” الذي يسوّق لترشيح نفسه مدعوما من بكركي، وسواهم. وفي اعتبار جعجع ان اللجنة الفاحصة للرؤوساء انتقلت من حارة حريك الى معراب.
صاحب الحسابات المتسرعة، الذي يقبع في قلعته الحصينة “معراب”، التزم الصمت منذ تصاعد الهجمات الاسرائيلية على لبنان فلا موقف من “القوات”، ولا من جعجع شخصيا، تحت مسمى التزام “الصمت الاستراتيجي“. وهو في جميع الاحوال سيغطي موقفه من مجريات الحرب بالمؤتمر المزمع عقده غدا بمن حضر بعد ان اعتذر رئيس حزب الكتائب سامي الجميل عن المشاركة، وهو سيرسل الامين العام للحزب، ميشال خوري ليمثل الحزب في اللقاء، ويغيب معظم نواب السنة الحاليين والسابقين وبطبيعة الحال نواب الثنائي والمردة والتيار العوني لانهم غير مدعوين. وحده النائب “اشرف ريفي” اعلن عن مشاركته في اللقاء.
فما هي النتيجة من هذا اللقاء؟ ببساطة، شرذمة المعارضة ما لم توافق على تَزعيم سمير جعجع !
بماذا يختلف جعجع عن ميشال عون وجبران باسيل؟ اوجه مختلفة لطينة واحدة
من اعتبرَ شعارَ “رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان” شعاراً “فضفاضاً” (!) ليس مؤهلاً لرئاسة الجمهورية. تكفيه “تلّة معراب”.
قد لا يكون الأكثر ذكاءً بين الزعماء المسيحيين (ففي النهاية هم ليسوا جميعًا بهذا الذكاء)، لكنه على الأقل اتخذ مبادرة. أخبرني من فعل شيئًا آخر، أي شيء، ليُظهِر للعالم أن هناك تجمعًا حاشدًا يعارض عربدة إيران في لبنان