(مقال جريء في جريدة سعودية مهمة ورسمية! يحيّي “الشفّاف” الأستاذ حمود أبو طالب لأنه “وضع النقاط على الحروف” كما تقول العرب!)
نشرت صحيفة الوطن يوم الخميس الفارط متابعة لموضوع حماية الوحدة الوطنية تحدث فيها ثلاثة من الأعضاء المعترضين وأحد الأعضاء الذين تبنوا طرح المشروع. لكن المؤسف أن الثلاثة لم يقدموا المبررات الموضوعية لمعارضتهم حتى نتفهمها وإنما كالوا الاتهامات للذين كتبوا منتقدين إسقاط المشروع. يقولون إن المجلس تعرض لهجمة إعلامية غير منصفة، كشفت وجود خلل في منهجية الطرح وأزمة تعبير لدى النخب المثقفة والكتاب والإعلاميين، وأن هذه النخب سقطت سقوطا ذريعا في أول اختبار ديموقراطي لأنه كان عليها قبول قرار الأكثرية وفق أصول المبادئ الديموقراطية، ويرى الأعضاء أن النقد الموجه للشورى كان «ركوبا للموجة ومع الخيل يا شقرا»، وفضل أحدهم وصفه بالدرعمة.
وللأسف الشديد فإن طرح هؤلاء الأعضاء يجبرنا على إعادة ذكر السبب الأساسي للنقد وهو عدم قبول المشروع من حيث المبدأ ورفض فكرته من الأساس بعدم طرحها في المرحلة الملائمة. وقد لا نختلف كثيرا معهم لو تم قبوله ثم التصويت على مضامينه بعد اجتيازه هذه المرحلة بغض النظر عن النتيجة، وهذه هي الديموقراطية التي تزعمون أننا سقطنا في اختبارها، وليست «المصادرة» التي عاملتم المشروع بها وسميتموها ديموقراطية. وأما وصفكم للطرح الإعلامي بالهجمة فإنها هجمة بالفعل تبررها الأهمية العظمى للمشروع والطريقة التي تعاملتم بها معه، أنتم درعمتم في قضية حساسة فدرعم بعضنا غير ملومين، ولمعلوميتكم فإنكم لم تقدموا تبريرات مقنعة إلى الآن، لكن زميلكم في المجلس الدكتور ناصر بن داود الذي شارككم في تغطية الصحيفة كشف حيثيات رفضكم من خلال تفنيده لمآخذكم على المشروع.
وحتى يكون الجميع على علم فإن من المآخذ الجوهرية للمعترضين كما ذكرها الدكتور الداود ما يلي:
ــ الخوف من أن أقلية تريد فرض رأيها على الأكثرية، أو أن طائفة معينة تستغل أحداثا لتطالب بما هو أكثر من حجمها.. ونترك للقارئ فهم من تعنيهم هذه العبارة.
ــ يخشى البعض من الاعتراف بالمذهب الشيعي والصوفي حتى لا يكون لهم تمثيل في هيئة كبار العلماء أو يمارسوا شعائرهم في الحرمين.
ــ يخشى البعض من عبارة «عدم التمييز على أساس الفكر» أنها تؤسس للاعتراف بالملاحدة والأفكار المخالفة للإسلام.
ــ عبارة «عدم التمييز في الحقوق والواجبات على أساس الجنس» تعارض أحكام الشريعة وتلغي فيها أشياء كتعدد الزوجات!!
وبذلك تتضح الصورة أيها الأعضاء المعترضون وتتكشف بعض الأسباب، فهل هناك درعمة أخطر من درعمتكم؟
نقلاً عن “عكاظ” السعودية