ما ينقص أوطاننا العربية التي تشتعل فيها الحروب الأهلية الطاحنة هو الاقتداء ب”رواندا” التي أرست ثقافة «التسامح والمغفرة والنسيان»، فأصبحت أكثر دول أفريقيا ثراء ونهضة وتقدماً.
وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف يؤكد:
ضرورة معرفة ممثل الشعب الفلسطيني عبر انتخابات رئاسية ونيابية حرة تحت إشراف الأمم المتحدة
ثم أخذ الخيار العربي والدولي ودعمها من أجل حل القضية الفلسطينية @PartOfYoussef#MBC1#MBCinAweek pic.twitter.com/gZs0n8uk6d— في أسبوع MBC (@MBCinaWeek) November 17, 2023
وثقافة التسامح هي وسيلة فاعلة لإفشال مخطط الطغاة الإباديين العرب أمثال صدام والقذافي والبشير وغيرهم ممن عاثوا في أوطانهم قتلا وقمعاً وفساداً ممن يسعدهم ما يرون بعد إزاحتهم من استمرار عمليات التنازع وسفك الدماء مع فقط تبادل أدوار الضحية والجلاد وبقاء علاقة خسارة – خسارة سائدة عبر الحروب في الأوطان العربية بدلاً من التحول لعلاقة ربح – ربح التي يخلقها السلام بين مكونات المجتمع…
***
وقد جرب الكفاح المسلح لحل القضية الفلسطينية منذ يومها الأول قبل مئة عام، وحتى يومنا هذا من دون أن يصل بالفلسطينيين للحل المنشود الذي يوفر الأمن ويحقن الدماء، وما تطالب به القيادة الشرعية في فلسطين والذي يجب أن يستمع له ويجرب هو نهج «الكفاح السلمي» الذي يكسب الشعوب التي تأخذ به ليس فقط تعاطف ودعم شعوب العالم، بل حتى دعم أصحاب الضمائر الحية لدى الطرف الآخر، لقد جُرب «الكفاح المسلح» ولم يوصلنا لحل للقضية.
فلماذا لا يُجرب الكفاح السلمي الذي تطالب به القيادة الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس لعشرة أعوام ستمضي سريعاً ونرى بعد ذلك…
***
آخر محطة
1) مشكلة «الكفاح المسلح» أن عدد الإسرائيليين يعادل عدد الفلسطينيين وهو 7 ملايين لكل منهم مع فارق كبير «بالتسلح» الذي يصبح لا قيمة له في الكفاح السلمي.
2) للمعلومة.. عندما أخذ الزعيم غاندي بمبدأ «الكفاح السلمي» بالهند كان عدد الهنود يفوق عدد الإنكليز 8 مرات، كما كان عدد الجيش الإنكليزي بالهند لا يزيد على 70 ألفاً، بينما كان هناك 2?5 مليون هندي تحت السلاح يعملون بالجيش الإنكليزي، وفي قضية أخرى مطابقة للحالة الفلسطينية هي حالة جنوب أفريقيا، كان عدد السود يفوق عدد البيض بخمس مرات ومع ذلك اختار الزعيم نيلسون مانديلا «الكفاح السلمي» بدل المسلح وحصل على ما يريد بعد أن كسب قلوب العالم بذلك النهج وألحق ذلك بشروع التسامح والمغفرة بين البيض والسود… تجارب ناجحة تستحق أن نقتدي بها بل من تكرار تجاربنا المخفقة.