(الصورة: رابطة مدرّسي الحوزة العلمية في مدينة “قم المقدّسة”)
*
هذه “براعة” إيرانية: فالفضائيات الشيعية المتخصّصة بشتم “السنّة” مسجّلة في كاليفورنيا أو أي بلد خارج إيران، ولكن إنتاج برامجها يتم في “قم”، أو في “مشهد” أو في “إصفهان” أو في.. “كربلاء” بالعراق!
لكن، هل بلغت “السذاجة” بزعيم الحزب “المذهبي” إلى درجة أنه لا يعرف أن تأجيج الصراع السنّي-الشيعي يمثّل “حاجة إيرانية” لتدمير المجتمعات العربية من الداخل ومدّ السيطرة الإيرانية إليها؟ ألا يعرف حسن نصرالله أن الصراع السنّي-الشيعي يدخل في “اعتبارات الأمن القومي الإيراني” كما يراها الحرس الثوري؟
نصرالله يعرف حتماً! لذلك نفترض أن الوفد الذي أرسله إلى “قم” قبل أيام ربما جاء ليطالب الإيرانيين بـ”تخفيف اللهجة قليلاً”.. فقط!
وهو على حق: فالطائفة الأكبر عدداً في لبنان، وهي الطائفة “السنّية”، مستَفَزّة من مرتزقة إيران، وقد تضخّمت أعدادها خلال السنوات الثلاث الماضية مع لجوء مليون سوري، معظمهم من “السنّة، إلى لبنان!
الشفاف
*
استجاب حاكم مقاطعة “قم” الإيرانية لشكاوى حسن نصرالله الذي طالب بفرض “رقابة أكبر” على القنوات الفضائية الدينية الإيرانية التي يشرف عليها رجال الدين في مدينة “قم”. وأفاد موقع “روز أون لاين” الإيراني أن الشكوى من تلك الفضائيات تنصبّ على مضمونها المعادي بشدّة لـ”السنّة”.
وشاركت في الحملة على الفضائيات الدينية الإيرانية “وكالة فارس”، التي تضم بين مراسليها أعضاء في حزب الله اللبناني.
وفي الوقت نفسه، أشار ناشطون من “السنّة” إلى تصريحات حاكم مقاطعة “قم” للتدليل على عدم صحة “الأكاذيب التي يتم الترويج لها منذ سنوات حول وجود مراكز في إيران تعمل لتخفيف الإحتقان بين الشيعة والسنّة”.
وحسب وكالة “مهر” الإيرانية، فقد أدلى حاكم مقاطعة “قم”، “حجة الإسلام محمد صادق صالحي مانيش” بملاحظات غير مألوفة لدى افتتاحه استوديو للبث المباشر لخطب الجمعة. فقد أعلن أن “أخينا العزيز السيد حسن نصرالله أرسل لي وفداً في الأسبوع الماضي وطلب مني فرض رقابة على بعض قنوات التلفزيون الفضائية التي تبث من “قم”. وقصد المحافظ بكلامه البرامج المناوئة للسنّة التي يتمّ إنتاجها في مدينة “قم” نفسها قبل أن يتمّ بثّها على قنوات فضائية.. مسجّلة خارج إيران!
11 فضائية شيعية متخصّصة بالتهجّم على “السنّة”
وأشارت “وكالة فارس” إلى “شبكة تلفزيون أهل البيت” التي أسّسها “حسن الأحيري” في “قم”، والتي وصلت الإهانات التي كانت توجّهها إلى “السنّة” إلى درجة أن إيران اضطرت لمطالبتها بالعمل من خارج البلاد. وأضافت أن “قناة أهل البيت رحلت إلى واشنطن حيث وقعت في المعسكر الذي يروّج لسياسة فرق تسد..”!
وكشفت “وكالة فارس” أن هنالك قنوات تلفزيونية أخرى تمّ تأسيسها في “قم” وتتّبع نفس سياسات “شبكة أهل البيت”. وأضافت أن هنالك 11 فضائية شيعية تبثّ بالفارسية وبلغات أخرى بينها العربية والإنكليزية.
وقالت أن ما يثير احتجاج حسن نصرالله هو أن إنتاج برامج بعض هذه القنوات يتمّ في “قم” نفسها. على غرار “فضائية الإمام الحسين” التي تبثّ بالفارسية والعربية والإنكليزية. والغريب أن مكاتب هذه القناة تقع في “كربلاء” بالعراق، ولكن إنتاج برامجها فيتمّ في مدينة “قم” وفي العاصمة الأميركية واشنطن!
كما كشفت “وكالة أنباء ألبرز”، التي تملكها مقاطعة ألبرز، أن رجل الدين “مصطفى محمد”، المدير المسؤول لـ”فضائية الإمام الحسين”، اعتقل في العام الماضي، وأنه سوف يُحاكم أمام المحكمة الخاصة برجال الدين. وكان موقع ديني آخر، هو “الشيعي أون لاين”، قد أورد أنه كان بين الأسباب التي دعت لاعتقاله دعوى قضائية تم رفعها ضده تتّهمه بالترويج لـ”التطبير” (ضرب الرؤوس بالسيوف أو أي أدوات حادة أخرى لإحداث جرح لإسالة الدماء من الرأس مع ترداد كلمة “حيدر” التي تشير إلى الإمام علي) على “قناة الإمام الحسين”,
وتقول “وكالة فارس” أن “قناة الإمام الحسين” ترتبط بـ”مؤسس فارهانغي رسول أكرم”، أي “المعهد الثقافي للرسول” التابعة لرجل دين مهم في “قم”. وحسب بعض التقارير، فإن مالك هذه المؤسسة هو “السيّد صادق الحسيني الشيرازي” (وهو عراقي يقيم في “قم”),
وتزعم “وكالة فارس” أن “قناة الإمام الحسين” تندّد بـ”السنّة” وتنتقدهم بدل الترويج لوحدة المسلمين.
وحسب تقرير “وكالة فارس”، فإن فضائيات شيعية أخرى مسجّلة رسمياً في كاليفورنيا، ولكن استوديوهاتها تقع في مدينتي “مشهد” و”إصفهان” بإيران! وبينها “قناة أبو الفضل العبّاسي” التي تملك مكاتب في “مشهد” و”إصفهان” و”طهران”، مع أن ليس معروفاً أين تم تسجيلها بصورة رسمية. وتؤكد “وكالة فارس” أن جميع أرقام هذه القناة تبدأ بالرقم الدولي لإيران (0098) مما يعني أن مشغّليها يعيشون في إيران.
والقنوات الأخرى التي أشارت إليها “وكالة فارس” هي “قناة الإمام الصادق”، و”قناة الباغي” و”قناة المرجعية”!
ويُذكر أن الناشطين السنّة الإيرانيين دأبوا، منذ سنوات، على التذمّر من هذه القنوات التي تبثّ من داخل إيران، ولكن المسؤولين الإيرانيين كانوا دائماً يرفضون الإعتراف بوجودها في إيران أو بخضوعها لمرجعيات إيرانية. ومن هذه الزاوية يشكل تصريح محافظ مقاطعة “قم” سابقة في السياسات الإيرانية.
وكانت “جمهورية إيران الإسلامية” قد نظّمت مؤتمرات عديدة تحت شعار ردم الهوة والخلافات بين السنّة والشيعة. ولكن تلك المؤتمرات لم تمنع منظمات حقوق الإنسان الدولية من تسجيل أن الأقليات الدينية في إيران تفتقد إلى حقوقها الدينية الرئيسية ولا تملك حرية ممارسة دينها بصورة علنية.
وفد نصرالله إلى “قم”: أوقفوا شتم “السنّة” من فضائيات “المرجعيّات”!
حتى تكونوا منصفين لماذا لا تذكروا القنوات التكفيرية التي تشتم الشيعة وتجيز قتلهم وسبي نساءهم