زيارة وزير خارجية الدانمارك لسوريا ربما خفّفت من عزلة النظام السوري. ولكن كلام الوزير الدانماركي لم يرق للمسوؤلين السوريين، خصوصاً تشديده على أهمية مراقبة الحدود بين سوريا ولبنان، وتأكيده بأن “سوريا جزء من المشاكل”!!
*
©ا ف ب – لؤي بشارة- دمشق (ا ف ب) – شدد وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر الثلاثاء على “اهمية” مراقبة الحدود بين سوريا ولبنان لمنع تهريب الاسلحة وذلك خلال مؤتمر صحافي في دمشق مع نظيره السوري وليد المعلم.
وقال مولر “من الاهمية بمكان ان تجري مراقبة فعلية للحدود السورية اللبنانية. نبحث مع لبنان مساهمات يمكن ان تقدمها الدنمارك في هذه المسألة”.
واضاف “من الاهمية بمكان الا تعبر الحدود اشياء ينبغي الا تعبرها” في اشارة الى معلومات تحدثت عن عمليات تهريب اسلحة عبر الحدود السورية اللبنانية.
واوصى تقرير للامم المتحدة صدر في نهاية حزيران/يونيو بنشر مراقبين دوليين في لبنان لمساعدة هذا البلد في مكافحة تهريب الاسلحة انطلاقا من سوريا.
من جهته كرر المعلم رفض سوريا انتشار قوة دولية على الحدود مع لبنان وقال ان “موقفنا من انتشار القوات الدولية واضح ومعلن”.
لكنه تدارك ان “اي اجراء يتخذه لبنان ضمن اراضيه وبقواه الذاتية هذا شأن لبناني ولا علاقة لسوريا به”.
ونفت سوريا في 12 حزيران/يونيو اي تهريب للسلاح عبر حدودها منتقدة بشدة الموفد الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن الذي اعتبرت انه وراء هذه “المعلومات الخاطئة”.
من جهة اخرى قال الوزير الدنماركي “نشعر بان سوريا جزء من المشاكل (في الشرق الاوسط) بسبب علاقاتها مع (حركة) حماس وحزب الله” الشيعي اللبناني.
واضاف “يجب ان تشعر اسرائيل بان حزب الله وحماس لا يملكان اسلحة وليسا في وارد مهاجمتها”.
ووصف المعلم علاقات دمشق مع حزب الله وحماس ومختلف الفصائل الفلسطينية بانها “علاقات سورية مع الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني”.
وقال “طالما هناك احتلال برهن التاريخ دائما انه ستكون هناك مقاومة مشروعة”.
واعتبر مولر ان وجود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) “مهم لضمان الامن” واضاف ان “الدنمارك جزء من اليونيفيل لاننا نريد حماية الحدود اللبنانية لمنع وصول الاسلحة من المناطق الساحلية”.
واكد المعلم ان “سوريا حريصة على دور اليونيفيل لانهم اتوا من بلادهم للحرص على امن واستقرار لبنان”.
وقال “لقد عبرنا لاسبانيا عن اسفنا الشديد للحادث الارهابي الذي تعرضت له القوة الاسبانية” في 24 حزيران/يونيو واسفر عن مقتل ستة جنود.
وتم تعزيز قوة اليونيفيل تنفيذا للقرار الدولي 1701 الذي وضع حدا في صيف 2006 لنزاع عسكري بين اسرائيل وحزب الله استمر 33 يوما. وبموجب هذا القرار ينتشر نحو 13 الف جندي دولي في جنوب لبنان.
ويجري مولر جولة في المنطقة وغادر سوريا الثلاثاء متوجها الى اسرائيل.