رجّحت مصادر سياسية في بيروت ان يعلن رئيس تيار المستقبل، الرئيس سعد الحريري، عن “مبادرة رئاسية” جديدة يتراجع فيها عن ترشيح النائب سليمان فرنجيه لصالح شخصية مارونية من خارج القيادات الاربع التي حصرت الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية في ما بينها.
وأشارت الى ان الرئيس الحريري، وبعد ان وصلت الازمة الرئاسية الى الحائط المسدود، وفي ضوء نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية، اصبح اقرب الى التخلي عن سياسة اليد الممدودة نحو “حزب الله”، بعد ان رفض الاخير ترشيح كل من فرنجيه من قبل “تيار المستقبل”، والجنرال عون، من قبل حزب “القوات اللبنانية”، واعتبر ان الرئاسة اللبنانية في جيبه، وهو قادر على الإفراج عنها سواء باعتماد ترشيح فرنجيه او عون او أي شخصية أخرى يرضى عنها.
وتشير المصادر الى ان الحريري، ومن خلال سياسة اليد الممدودة، دفع أثمانا سياسية باهظة من جمهوره وتياره، من دون ان يبادر الحلفاء والخصوم على حد سواء لملاقاته في منتصف الطريق. وذلك، حرصاً منه على المصلحة الوطنية، والعبور بالبلاد الى مرحلة الحد من الخسائر السياسية والاقتصادية، قبل انبلاج فجر حل للازمة السورية، التي طال أمدها، من دون ان يبرز في الافق ما يشير ايضا، الى قرب إنتهائها.
وتضيف ان نتائج الانتخابات البلدية في بيروت أظهرت تخلي الحلفاء المسيحيين عن “تيار المستقبل”!
فقد تركوا مناطقهم الانتخابية من دون اي نشاط انتخابي يُذكر، لدعم لائحة “البيارتة” الممثلين فيها، علما ان الحريري، لم يتدخل في تسمية الاعضاء المسيحيين في المجلس البلدي، وترك الامر في عهدة “القوات اللبنانية” و”التيار العوني”، والمطران الياس عوده، والوزير ميشال فرعون، وحزب الكتائب اللبنانية، مع حرصه الشديد على المناصفة في المجلس البلدي بين المسيحيين والمسلمين. ووعد الاطراف الثلاثة بالتصويت للائحة البلدية، بمعدل يفوق 25 الف مقترع! وجاءت النتائج لتخيب امال الحريري، حيث تركت الاحزاب والفعاليات المسيحية “تيار المستقبل” وحيدا في مواجهة لائحة “بيروت مدينتي”، فصوتت الأحياء ذات الاغلبية المسيحية للائحة المنافسة، وفازت لائحة الحريري بأصوات “تيار المستقبل”.
وفي طرابلس، كان لتبني الرئيس الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجيه، لمنصب رئيس للجمهورية، الوقع السيء على الناخبين الطرابلسيين، فصوتوا للائحة المدعومة من الوزير اشرف ريفي، مسجلين اعتراضهم على تحالف ربع الساعة الاخير، مع الرئيس نجيب ميقاتي، وعلى كل شكل التحالف البلدي في طرابلس مع الوزير السابق فيصل كرامي وسائر القوى والفعاليات في المدينة. وهذا، فضلاً عن رفض جمهور “تيار المستقبل” في طرابلس، لتخلي الرئيس الحريري عن رئاسة المجلس البلدي لرجل الاعمال عمر الحلاب، لصالح مرشح الرئيس ميقاتي، الطبيب النسائي، عزام عويضه.
نتائج الانتخابات البلدية، وسياسة اليد الممدودة التي ينتهجها الرئيس الحريري ما زالت موضع دراسة وتحليل في دوائر “تيار المستقبل” حيث تشير المعلومات الى المعلومات الى ان “التيار الازرق” يتجه نحو الانتفاض وقلب الطاولة في وجه الخصوم والحلفاء على حد سواء واستعادة زمام المبادرة في الشارع السني وعلى المستوى الوطني.
وتضيف ان اول الغيث سيكون مبادرة رئاسسية تدعم ترشيح شخصيات مارونية من طراز النائب بطرس حرب، وبذلك لا يكون “المستقبل” قدم تراجعا امام “ألقوات اللبنانية” التي خاضت “معركة الغاء بلدية” في وجه النائب حرب، وأحرج في الوقت نفسه “القوات” التي قال رئيسها مراراً إن ترشيحه للعماد عون جاء ردا على ترشيح النائب سليمان فرنجيه من قبل الرئيس الحريري. فتخسر بذلك القوات الورقة الاساسية التي استخدمتها لترشيح عون، وتصبح في موقف لا تُحسد عليه امام جمهورها المسيحي وجمهور 14 آذار، الذي خسرته من دون ان تربح في اوساط الجمهور العوني، حسب ما اظهرت نتائج الانتخابات البلدية.