ورقة لبنانية للخروج من مأزق الاستقالة يجول بهــا ابراهيم خارجيا: عودة الحريري فتسوية جديدة “وسطية” ثم حوار لمعالجة سلاح “الحزب”
المركزية- في موازاة الاتصالات والمشاورات المكوكية التي تشهدها المقار الرسمية منذ السبت الماضي، ولولُبها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري اللذان أظهرا تناغما “قلّ نظيره” في مقاربتهما لأزمة استقالة الرئيس سعد الحريري، يبدو أن “ورقة” لبنانية تحمل في طياتها خطّة أو “خريطة طريق” للخروج من المأزق الحاصل، أبصرت النور في الساعات الماضية بعيدا من الاضواء، وقد انطلق المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في جولة خارجية بغية تسويقها وجسّ النبض “الدولي” و”الاقليمي” حيالها، وفق ما كشفت مصادر مطّلعة لـ”المركزية”.
ابراهيم أو “رجل المهمات الصعبة”، كما تقول المصادر، مكلّف من بعبدا وعين التينة بمهمّته الجديدة، التي لن تكون أسهل من كل تلك التي سبق أن اضطلع بها. وقد باشر أمس اتصالاته في شأنها، من الاردن حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سبق ان أجرى اتصالا بالحريري خلال وجوده في المملكة قبل يومين، وقد انتقل ابراهيم من عمّان الى فرنسا التي وصلها ليل أمس، ومن غير المستبعد ان يزور أكثر من دولة أوروبية وقد تقوده مشاوراته أيضا الى الخليج وتحديدا الى المملكة العربية السعودية.
أما فحوى “المبادرة” التي يحملها، فتنص على التالي:
أولا، عودة الرئيس الحريري الى بيروت.
ثانيا، البحث مع رئيس الجمهورية في أسباب وظروف وخلفيات استقالته.
ثالثا، تحديد قراره النهائي من الاستقالة. فاذا كان يريد تثبيتها، عندئذ ينطلق المسار الدستوري الطبيعي في مثل هذه الحالات، ويباشر رئيس الجمهورية استشارات نبابية لتكليف رئيس حكومة جديد وتشكيل حكومة جديدة.
أما اذا كان الحريري راغبا في العودة الى السراي، فحينئذ، يُصار الى وضع قواعد جديدة للتسوية السياسية، فتحصل على أساسها هذه العودة، وتحكم هي، اللعبةَ الحكومية خصوصا والحياةَ السياسية وتوجهات الدولة اللبنانية، عموما.
وهنا، توضح المصادر ان “الاتفاق” المرتجى، في نسخته الجديدة، سيكون وسطيا، أي انه لن يميل لصالح أي من المحاور المتصارعة في المنطقة، ويقوم على أن يتقدّم كل فريق لبناني “خطوة” نحو الآخر، ويخفّض من سقف شروطه ومواقفه وممارساته، بما يساعد في إعادة لبنان الى موقعه الحيادي والوسطي في الاقليم.
رابعا، إطلاق طاولة حوار وطني يُخصّص لوضع استراتيجية دفاعية والاتفاق على سلاح حزب الله وكيفية تنظيمه مع تحديد دوره الداخلي والخارجي.
وتشير المصادر الى ان التسوية العتيدة، يطرح لبنان ان تكون محصّنة بضمانات خارجية اقليمية ودولية، تمنع كسرها او الخروج عن مندرجاتها من قِبل اي طرف داخلي، فلا تلقى مصير التسوية الاولى حيث كان الرئيس الحريري تعهّد بأن يتكفّل مع رئيس الجمهورية بضمان التزام الجميع بها، الا ان ذلك لم يحصل.
وفي وقت تلفت الى ان حركة ابراهيم تتقاطع مع مساع دولية لمساعدة لبنان على الخروج من “خضّة” استقالة الحريري، تنشط فرنسا في شكل خاص، على خطّها، وتسجّل في السياق دينامية داخلية للسفير الفرنسي برونو فوشيه وخارجية اضطلع بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي التقى ليل امس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تقول المصادر ان من الضروري أن تحمل المبادرة المرتقبة علاجا لجوهر الازمة الناشئة، الا وهو دور حزب الله في الميادين العربية، والا فإنها قد تولد “ميتة”.