هوف: الضربة قادمة لأن الأسد سعى، لسببٍ ما، لإذلال أوباما وضرب مصداقيته

0

‎لأول مرة، يخرج مسؤول سابق في إدارة أوباما هو فريدريك هوف في ردّ مباشر وعنيف على مواقف الرئيس الأميركي ووزير خارجيته جون كيري‫.‬ ولا مفرّ من ملاحظة أن ردّ فريدريك هوف يعيد إلى الذاكرة المعارضة العنيفة التي نشأت في أميركا في أواخر عهد الرئيس كارتر الذي اتّهمه خصومه بإضعاف أميركا وإفقادها هيبتها خصوصاً بعد سقوط شاه إيران والعمليات العسكرية الفاشلة لاستعادة الديبلوماسيين الأميركيين الأسرى في طهران‫.‬

‎في ردّه القوي يعتبر ‫”‬فريدريك هوف‫”‬ (الذي يعرف سوريا ولبنان معرفة دقيقة ومباشرة، والذي كان مسؤول “ملف سوريا” في بداية الأزمة السورية) أن ما أسماه وزير خارجية أميركا ‫”‬الفحش الأخلاقي‫”‬ في قصف المدنيين بالسلاح الكيميائي ليس جديداً في سوريا‫.‬ فنظام الأسد قتل المدنيين العزل بكل أنواع الاسلحة، وحتى بالسكاكين‫.‬

‎ويضيف‫:‬ ‫”‬كان الفحش الأخلاقي جارياً على قدم وساق حينما رفض الرئيس أوباما، في تموز‫/‬يوليو ٢٠١٢، توصيات بتسليح ثوّار سوريين تم اختيارهم بدقة‫، واستمرّ الفحش الأخلاقي شهراً دموياً بعد شهر دموي في حين كان الناطقون بلسان إدارة أوباما يحذّرون من “عسكرة النزاع” ثم حينما بدأوا يشيرون، في ما يشبه سخرية الأقدار التي يتحملون هم مسؤوليتها، إلى الضعف النسبي للقسم الأكبر من المعارضين‬ الذين بات يتفوّق عليهم الجهاديون الذين يسبحون في أموال الخليج الخاصة‫.‬

‎ويقول هوف‫:‬ ‫”الجديد هو أن رئيس عشيرة الأسد-مخلوف.. حاول، أياً كان السبب، أن يُذِل رئيس الولايات المتحدة وأن يدمّر مصداقيته، سواءً في منطقة الشرق الأوسط أو في العالم.‬ ويبدو أن اعتقاد الأسد بأنه يستطيع أن يفعل ذلك بدون عقاب كان حساباً خاطئاً، كما فهمنا من بيان وزير الخارجية كيري‫!‬

(لا يتطرّق “هوف” إلى هذا “السبب ما” الذي قد يكون دفع الأسد لإذلال اوباما وضرب مصداقيته، رغم أهميته! فهل يشير إلى مسؤولية ما لفلاديمير بوتين، الذي تصرّف بعنجهية لا تبرّرها قدرات روسيا الضعيفة إزاء “تودّد” إدارة أوباما له ولوزير خارجيته الصفيق؟ أم أن هوف يفكّر بحاكم إيران العجوز الذي لا يتردّد الناطقون بلسانه عن التأكيد على أن لبنان وسوريا والعراق “ضمن دائرة نفوذهم”؟..)

ومع ذلك، يمكن للأسد أن يفلت من العقاب عما فعله‫”!‬

‎كيف؟

‎يضيف هوف‫:‬ ‫”‬الواقع أن الأرجح أن هذه الإدارة ما تزال تفضّل حلاً ديبلوماسياً‫.‬ وفي اللحظة الراهنة، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحول دون تنفيذ عملية عسكرية هو إعلان النظام السوري، من جانب واحد، عن وقف إطلاق النار ثم عن خطوات سريعة لتخفيف التصعيد العسكري كما نصّت على ذلك منذ وقت طويل خطة كوفي أنان‫.‬ إن مثل هذه الخطوة يمكن أن تمهّد لمؤتمر جنيف منتج‫.‬ ولكن إحتمالات انتهاز النظام السوري لهذه الفرصة منعدمة‫.‬

‎ولكن الأخطر في نظر ‫”‬هوف‫”‬ سيكون ردّاً ضعيفاً أو رمزياً من جانب الولايات المتحدة على ما فعله الأسد‫. ‬

‎‫ويقول هوف: “إن بيان الوزير كيري مؤشر قوي على أن العملية العسكرية آتية. ولكن، إذا ما اعتُبِرت العملية، في الشرق الأوسط وأبعد منه، كعملية رمزية أو ضعيفة، فإن ستكون أسوأ من عدم القيام بأي رد فعل. إن عدم القيام بشيء يتميز، على الأقل، بأنه يبقي الأمل (والخوف) من أن الإدارة الأميركية تقوم بالنظر في رد فعل كبير. أما مجرّد ضرب بضعة أهداف فلن يؤدي سوى إلى زيادة حدة معضلة مصداقية (الرئيس أوباما) التي يسعى الأسد لجعلها مفقودة كلياً. ومع أنه من المؤسف أنه كان لا بد من استخدام السلاح الكيميائي لكي تنتبه إدارة أوباما إلى أن هنالك فحشاً أخلاقياً وضرورة للقيام بعمل ما، فإن الشعب السوري وجيرانه، رغم ذلك كله، سيرحّبون بعمل يجعل مرتكبي الفحش يذوقون جرعة قوية لما كانوا هم أنفسهم يذيقونه للناس.‬

الحد الأدنى المطلوب في نظر فردريك هوف هو: “حملة عسكرية متواصلة تستمر عدة أيام وترمي إلى تدمير قدرات النظام على الأستخدام المكثف للنيران- بمختلف أنواعها- ضد
‎‫ المدنيين، أو إلى إضعافها بشكل ملحوظ. ويمكن أن تشمل مثل هذه الحملة ضربات بصواريخ “كروز” ضد المفاصل السياسية والعسكرية للنظام. إن تدمير مدفعية النظام، وصواريخه، وطائراته، وقذائفه، وما يتبعها من منظومات إسناد يمكن أن يغيث كل الذين يتأذون بصورة مباشرة أو غير مباشرة من الفحش الإخلاقي لنظام الأسد: وهم السوريون الذين يتم ذبحهم بصورة عشوائية، وحلفاء أميركا وأصدقائها في المنطقة الذين تغمر بلدانهم (يقصد
‎‫ لبنان والأردن وتركيا) موجات النازحين المذعورين علاوة على كل أنواع العواقب السياسية المخلّة بالإستقرار.‬

يمكن للقارئ الإطلاع على النص الكامل، بالإنكليزية، لمقال فريد هوف على صفحة “الشفاف” الإنكليزية.

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading