قد لا يكون هنري حلو حتمًا الرئيس المقبل للبنان إذا حصلت الانتخابات الرئاسية، لكنّه حقق خطوة إلى الأمام بالتأكيد، باكتسابه صفة “مشروع رئيس”.
مشهد الانتخابات ولو لا يزال معلّقًا حمل دلالات سياسية قبل أن يكتمل، ربح وخسارة في جولته الأولى. رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ربح ببرنامجه والأصوات التي نالها في جلسة الإنتخاب اليتيمة. نائب عاليه هنري حلو يعتبر هو أيضاً أن معركته رابحة. الرجل لا يعيش وهم الرئاسة، لا يركض وراء كرسي وينظر بوعي إلى تطورات السياسة. “أفخر بما حدث، وأنا أثبتّ نفسي في وسط لبنان السياسي”، يقول حلو. كيف لا وهو ابن النائب والوزير الراحل بيار حلو، رجل الحوار والانفتاح، وحفيد ميشال شيحا واضع دستور استقلال لبنان؟
في مكتبه في الحازمية لوحة كبيرة لرجلين يتحاوران ومجسّمات لبطل الرسوم المتحرّكة Tintin. لمَ Tintin؟ لأنه يحبّه ويقرأ قصصه. هنري حلو يشبه قارئي Tintin الصغار في عفويّته وشفافيته، لكنّه أيضًا صدق وثقافة واطلاع ومواقف.
“الإيجابية” كلمة مفتاح في حديث النائب حلو، منها ينطلق في كلّ مشاوراته وخطواته وقراراته. يبدأ حديثه إلى “الشفاف” من دون مقدّمات. على الفور تدرك أن ثقافته فرنسية – أنغلوفونية ، يتعثر بعض الشيء بالعربية لكنه يجد الكلمات المناسبة ليقول ما في باله. يخبر عن لقائه قبل يوم مع الجنرال ميشال عون: “إيجابيّ جدًا، بمعزل عن السياسة والتباين في وجهات النظر أحيانًا. لا شك أن الجنرال عون شخصية تلعب دورًا أساسيًا في تركيبة لبنان.” يؤكّد حلو أن علاقته مع الدكتور سمير جعجع جيّدة جدًا والاتصالات بينهما دائمة وسوف يجمعهما لقاء في الفترة المقبلة. “جعجع دفع ثمن الحرب واتفاق الطائف غاليًا” يقول.
يستغرب حلو ما يحدث في لبنان، يشرب قهوته في كوب كُتب عليه: “أبي، أنت البطل”، ويملأ مكتبه صورًا لأولاده ورسوماتهم تتوسّطها صورة للوالد بيار حلو، ملهم الابن ومثاله.
يقارن بين واقع لبنان وأوروبا بعد الحرب: “في لبنان لا نزال في الدوامة ذاتها، وحديث القتل لم يتوقّف بعد أكثر من ثلاثين عامًا. أمّا في أوروبا، فبعد خمس سنوات من الحرب التقى شارل ديغول وأديناور، صارت الحرب وويلاتها خلفهما وتشكّلت مجموعة أوروبا 12.”
يعود مرارًا النائب حلو إلى حوادث من التاريخ، تعلّم منها واستنتج: “تركيبة لبنان تفرض الاعتدال. لا يستطيع مرشّح تحدٍّ أن يحكم حتى لو وصل إلى الرئاسة. نظامنا ديموقراطي توافقي. قد لا يكون ذلك جيّدًا لكن هذا هو واقعنا. يتطلّب الأمر تنازلات، وإلّا فسنبقى في فراغ طويل الأمد. انقسامنا عطّل كلّ شيء، وترشيحي يهدف إلى مدّ جسور الحوار لأننا معًا قادرون على تحقيق إنجازات كبيرة، كما يحصل في حكومة الرئيس تمام سلام الجامعة، عدا “حزب القوات اللبنانية”، لديهم أسبابهم وأتفهمهم”.
يذكر هنري حلو بأنه خرج من قوى 14 آذار عندما استنتج أن “مواقف التطرف والرفض لأي تقارب لن تؤدي إلى نتيجة”. يتابع، “فكرة ترشّحي طرحها بعض زملائي النواب منذ سبعة أشهر، لكن الموضوع لم يتبلور إلّا بعد اجتماعات عقدتها “جبهة النضال” اقتنعنا بنتيجتها بأن حلّ أزمتنا يكمن في وسطية إيجابية. الوسطية ليست هي بلا طعم ولا لون بل بالعكس هي أساسية، تجمع الكلّ. الأطراف تقاطع في موضوع، ثمّ تشارك في آخر، تناقض نفسها في المواقف.”
هنري حلو “ضدّ المقاطعة، ضدّ المقاطعة” مهما كان السبب، فهموم الناس بالنسبة إليه أهم من أيّ خلاف سياسي. يعود في ذاكرته إلى العام 92 “قاطع المسيحيون الانتخابات ولم يتغيّر شيء. ألَم يكن أفضل لو صوّتوا بورقة بيضاء؟ أيّ خيار يحمل رسالة أقوى؟ السياسة كالقطار لا تنتظر أحدًا فمن يقاطع يخسر. عليك أن تكون داخل اللعبة السياسية لتعارض.”
إذا انتخبوني فسأكمل
ما فعله سليمان…
قبل اختلافه مع “حزب الله”
نسأل: ماذا عن فكرة أن عدم المقاطعة هو اعتراف بأمر واقع، بشرعية “حزب الله” مثلا؟
“المجتمع الدولي يعترف بشرعيّته شئنا أم أبينا والسفراء يجتمعون بقياداته. أوافقناه الرأي أم لا، حزب الله قوة موجودة في لبنان، قوة تقلق إسرائيل بطريقة أو بأخرى وكثيرون يدعمونه حتى لو قلنا إن ولاءاتهم تابعة إلى الخارج، لكنّهم في نهاية المطاف لبنانيون ويجب محاورتهم من هذا المنطلق.”
وهل يمكن أن تقوم دولة بوجود سلاح حزب الله؟
“لا.” يقول حلو بوضوح “لا يمكن”، ويتابع “لذا علينا درس آلية أخرى لبناء الدولة رغم وجود السلاح. الموضوع ليس سهلًا ومشاكل لبنان كثيرة ولكن يمكننا طبعًا أن نبدأ من مكان ما. نقاط التلاقي موجودة.”
هنري حلو مع الحوار حتى لو لم يكن مجديًا، فهو يبقى أفضل من اللا حوار. محبّ هذا النائب. يحلم بصورة لبنانية تشبه تلك التي رأيناها بين الرئيسين محمود عباس وشيمون بيريز في الفاتيكان برعاية البابا فرنسيس. لم تحلّ الأزمة، لكن الصورة معبّرة تبعث على الأمل.
يقول حلو إن فكرة المرشّح التوافقي تطوّرت في الشهرين الماضيين وبدأت تدخل أذهان الناس بمعزل عن الأسماء. لمَ لا؟ يشكّ حلو في أن تحصل الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، “وإذا بقينا في هذا النهج، فنحن ذاهبون إلى التمديد لمجلس النواب مرة أخرى”، يقول.
“البطريرك الراعي لم يعد قادرًا على شيء، وأنا أحمل هموم كل المسيحيين في هذه المنطقة، وموضوع مكان إعلان ترشيحي من منزل (رئيس “جبهة النضال”) وليد جنبلاط “صار ورانا”. ربّما المشكلة كانت في الشكل لكن المضمون هو إياه”، يجزم حلو. يذكر بابتسامة فكرة قالها له أحد أصدقائه السياسيين “كان يجب أن تترشح محاطاً بصور قديسين وإلى جانبك قريبك الوزير السابق ميشال إده “!
ويختم “إذا انتخبت رئيسًا أكمل ما فعله الرئيس ميشال سليمان لأنه رسم طريق الجمهورية القوية.” لكن الرئيس سليمان انتهى عهده على خلاف مع “حزب الله”. يعلق هنري حلو: “أتابع ما فعله قبل أن يختلف مع “حزب الله” وينقطع الحوار.
أهم شيء الحوار، ولو للحوار”.
هنري حلو لـ”الشفاف” : الحوار الحوار ولو بلا جدوى!
Sympa et gentil.
Un mec tout ce qu’il faut pour passer quelques moments de détente; et, en plus, pas méchant pour un sou.
Un garçon avenant, qui ne dérange personne.
Henri, tu peux continuer. Quant à ta candidature lancée depuis la demeure de M. Joumblatt, rassure-toi, y a pire. Vraiment, tu ne déranges personne.