إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
خاص بـ”الشفّاف”
يَطرحُ نداء عبد الله أوجلان يوم الجمعة الذي دَعا إلى حلّ “حزب العمال الكردستاني” وإنهاء الكفاح المسلح تَحدّيات قانونية وأمنية وجيوسياسية كبيرة. كيف يتوافق هذا الإعلان مع الإطار الدستوري لتركيا، ومع سياسات مكافحة الإرهاب، وجهود السلام التاريخية؟ وما هي تداعياته على الديناميات الأمنية الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” و”وحدات حماية الشعب” في سوريا؟ هل يمكن أن يمهد هذا التطور الطريق لنزع السلاح بشكلٍ حقيقي، أم أنه سيحوِِّل الصراع إلى جبهة أخرى؟ يتطلبُ فهمُ التأثير الأوسع لتصريح أوجلان تحليلًا عميقًا لاستراتيجية الأمن القومي لتركيا، والآثار المحتملة لحلّّ “حزب العمال الكردستاني”، والدور المتطور للفاعلين الخارجيين في المنطقة.
وصلت المسألة الكردية المطروحة منذ أمد بعيد في تركيا إلى منعطفٍ حاسم مع دعوة “عبد الله أوجلان” لحلَّ حزب العمال الكردستاني ووقفِ الكفاح المسلح. وبينما قد يشير هذا التصريح إلى تَحَوُّل تاريخي، فإنه يثير أيضًا تحديات قانونية وأمنية وجيوسياسية معقدة. فبالنظر إلى هيكل الدولة الموحَّد في تركيا، وسياسات مكافحة الإرهاب، والمخاوف الأمنية الإقليمية، يجب تقييم أي مبادرة سلام تتعلق بنزع سلاح حزب العمال الكردستاني ضمن إطار استراتيجي أوسع.
الأسئلة الرئيسية:
-
هل يمكن لحزب العمال الكردستاني أن يحلّ نفسَهُ دون معالجة قضية “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”وحدات حماية الشعب” في سوريا؟
-
هل ستقبل الولاياتُ المتحدة نزعَ سلاح “وحدات حماية الشعب”؟
-
هل تعتبر المؤسسةٌ الأمنية في تركيا أن نزع السلاح قابل للتنفيذ إذا احتفظ الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني بسلاحه؟
-
كيف تؤثر تجارب عمليات السلام السابقة على فرص نجاح أو فشل هذه المبادرة؟
من الناحية القانونية، يؤكد الإطار الدستوري لتركيا بشدة، ولا سيما المواد الأربع الأولى، على مبدأ الدولة الموحدة، ويحظر أي توجه نحو الانفصالية. لذلك، يجب أن يتماشى تحولُ حزب العمال الكردستاني إلى كيان سياسي مع هذه القيود القانونية. في الوقت نفسه، تشكل قوانين مكافحة الإرهاب تحديات لجهود إعادة الاندماج، ما يثير تساؤلات حول المساءلة عن الجرائم السابقة وحول آليات العفو المحتملة.
من الناحية الأمنية، تم إضعاف حزب العمال الكردستاني عسكريًا داخل تركيا بفضل العمليات الناجحة للقوات المسلحة التركية (TSK) وأجهزة الاستخبارات (MİT). ومع ذلك، فإن استمرار الوجود المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب (PYD/YPG) في سوريا يُعقِّدُ المشهد، حيث ألمحت قيادته إلى أن نزع السلاح مشروط بالحصول على شرعية سياسية. فهل ستقبل الولايات المتحدة بمثل هذا الاتفاق؟ وإذا لم تفعل، كيف سيؤثر ذلك على استعداد تركيا للتفاوض مع حزب العمال الكردستاني؟
من الناحية الجيوسياسية، لا يزال “حزب الاتحاد الديمقراطي”/”وحدات حماية الشعب” شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في سوريا، على الرغم من مطالبة تركيا المتكررة لواشنطن بقطع العلاقات. إذا تم حل حزب العمال الكردستاني بينما يظل “حزب الاتحاد الديمقراطي”/”وحدات حماية الشعب” نشطًا عسكريًا، فمن المحتمل أن ترفض الأجهزة الأمنية التركية أي مبادرة سلام، معتبرةً ذلك خدعة تكتيكية بدلاً من إنهاء حقيقي للصراع المسلح.
سأحاول استكشاف هذه الأبعاد، بما فيها عوامل “حزب الاتحاد الديمقراطي”/”وحدات حماية الشعب”، واعتبارات السياسة الأمريكية، وتجارب عمليات السلام السابقة، لتقييم جدوى نزع سلاح حزب العمال الكردستاني وآثاره على أمن تركيا واستقرار المنطقة.
1. الاعتبارات القانونية والدستورية
1.1 القيود الدستورية في تركيا
يشدد الإطار الدستوري لتركيا، وخصوصاً في المواد الأربع الأولى غير القايلت للتغيير، على مبدأ الطبيعة الموحّدة للدولة والوطن، ويحظر أي تغيير باتجاه نزعة الإنفصال. يعني ذلك أن أي عملية نزع سلاح أو إعادة دمج ينبغي أن تتوافق مع ما يلي:
-
حظر أي حكم ذاتي إقليمي أو أية هياكل فيدرالية ( يعني ذلك أنه يجب التخلي عن المطالب السابقة لحزب العمال الكردستاني).
-
الالتزام الصارم بسياسة اللغة الرسمية (يمكن الاعتراف باللغة الكردية في السياقات الثقافية، ولكن ليس كلغة رسمية للدولة).
-
عدم السماح بوجود هياكل حكم موازية ،في تركيا، لا يمكن تكرار نموذج الحكم الخاص بحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا ).
يثير ذلك التساؤل التالي: هل يمكن لحزب العمال الكردستاني أن يحلَّ نفسه مع الحفاظ على روابط أيديولوجية وتنظيمية مع “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”وحدات حماية الشعب”؟ وفي تلك الحالة، كيف يمكن للدولة أن تضمن أن نزع السلاح لن ينقل الصراع إلى سوريا؟
1.2 قوانين مكافحة الإرهاب ومعضلة العفو
بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في تركيا، يواجه أعضاء حزب العمال الكردستاني عقوبات قانونية صارمة، ما يجعل إعادة الإدماج أمرًا صعبًا. إن القانون 6551 للعام 2014 يوفّر حماية قانونية محدندة لمفاوضات السلام، ولكنه يخلو من آلية عفو شامل أو من آلية إعادة دمج. وينبغي لأي قانون جديد أن يتطرق إلى ما يلي:
-
العفو الانتقائي: هل ستتم محاكمة قادة حزب العمال الكردستاني بينما يحصل الأعضاء الأدنى مرتبة على عفو؟
-
العدالة الانتقالية: كيف سيتم تعويض ضحايا هجمات حزب العمال الكردستاني مع ضمان المصالحة؟
-
آليات الرقابة: هل ستسمح تركيا بمراقبة دولية، أم ستصر على السيطرة الحصرية للدولة التركية؟
إذا تم حل حزب العمال الكردستاني بينما ظلت فروعه السورية مسلحة، فقد ترى المؤسسة الأمنية في تركيا أن أي ترتيب للعفو سابق لأوانه أو حتى خطير.
2. الاعتبارات الأمنية والعسكرية
2.1 تراجع القوة العسكرية لحزب العمال الكردستاني ودور “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”وحدات حماية الشعب”
تعرَضَ حزبُ العمال الكردستاني لخسائر كبيرة بسبب العمليات العسكرية التركية ومجهودات الاستخبارات، ما أدى إلى تراجع حضوره العملياتي داخل البلاد. ومع ذلك، فإن فَرعَهُ السوري (“حزب الاتحاد الديمقراطي”، و”وحدات حماية الشعب”) ما زال قائمًا، ما يثير مخاوف كبيرة:
-
هل يمكن لأعضاء حزب العمال الكردستاني الذين تم نزع سلاحهم الانتقال إلى سوريا ومواصلة الكفاح تحت راية “وحدات حماية الشعب”؟
-
هل سيقوم “حزب العمال الكردستاني” بحل نفسه فعلاً، أم سيواصل العمل في المناطق التي يسيطر عليها “حزب الاتحاد الديمقراطي” في شمال سوريا؟
-
هل يمكن أن تصبح وحدات حماية الشعب، مع الوقت، “حزب عمال كردستاني بديلا”، ما يبقي الكفاح المسلح حيًا تحت اسم مختلف؟
إن القيادة العسكرية التركية ما تزال متشككة، وتخشى أن يكون نزع السلاح دون الامتثال من قبل “وحدات حماية الشعب” فخًا، وليس خطوة حقيقية نحو السلام.
المسألة الأساسية هي: هل ستسمح الولايات المتحدة لـ”وحدات حماية الشعب”/”قوات سوريا الديمقراطية” بأن تتخلى عن سلاحها؟
إن تخلي “حزب العمال الكردستاني” عن أسلحته داخل تركيا تصبح بدون معنى إذا ما ظلت “وحدات حماية الشعب” محتفظة بأسلحتها في سوريا. ومن منظور أنقره، فإن أية إتفاقية نزع سلاح تستثني “وحدات حماية الشعب”/”قوات سوريا الديمقراطية” لن تكون سوى مناورة مؤقتة وخادعة. إن دواعي القلق الرئيسية تشمل ما يلي:
. هل يمكن لأعضاء حزب العمال الكردستاني الدين ألقوا سلاحهم أن يلتحقوا بقوات حماية الشعب وأن يواصلوا نشاطاتهم تحت مسمّى آخر؟
. هل ستقبل واشطن بترتيب أمني يشمل تفكيك قوات “وحدات حماية الشعب”؟
. وإذا ما رفضت واشنطن أن تفك ارتباطها مع “وحدات حماية الشعب”، فهل ستردّ تركيا بتصعيد عملياتها العسكرية في سوريا؟
3. الدروس المستفادة من عمليات السلام السابقة
ساهمت الانقسامات الداخلية في صفوف حزب العمال الكردستاني، والتغيرات الجيوسياسية المتسارعة، والمشهد السياسي الداخلي في تركيا، والمخاوف الأمنية الأوسع نطاقًا في انهيار المفاوضات. علاوة على ذلك، لم يكن تنظيم “فتح الله غولين” (FETÖ) متغلغلًا” داخل جهاز الاستخبارات الوطنية فحسب ، بل كان قد تسلل إلى جميع فروع أجهزة الدولة تقريبًا، من القضاء والجيش إلى أجهزة إنفاذ القانون والبيروقراطية.
3.1 الإخفاقات الرئيسية في المحاولات السابقة: دروس من عمليات السلام الماضية والتخريب المؤسسي
سعت تركيا إلى تنفيذ عدة مبادرات سلام مع حزب العمال الكردستاني، لكن أياً منها لم يُفضِ إلى حل دائم. فشلت كل محاولة بسبب مزيج من الحسابات السياسية الخاطئة، والانقسامات الداخلية داخل كل من حزب العمال الكردستاني والدولة، والتغيرات الإقليمية، والمخاوف الأمنية. ومن بين هذه الإخفاقات، لعب تنظيم “فتح الله غولين” دورًا معرقلًا، لا سيما في محادثات أوسلو (2009–2011) ومسار الحل (2013–2015). ومع ذلك، وبصرف النظر عن تدخل هذا التنظيم، كانت هناك مشكلات أعمق في المنظومة، بما في ذلك الحسابات الاستراتيجية الخاطئة لحزب العمال الكردستاني، وتطور العقيدة الأمنية التركية، والتحولات الجيوسياسية الخارجية، والتي كانت عوامل حاسمة في فشل هذه الجهود.
محادثات أوسلو (2009-2011) – عملية سلام سرية أُحبطت بسبب التخريب وانعدام الثقة1.
بين عامي 2009 و2011، جرت أول مفاوضات سلام منظمة بين الحكومة التركية وممثلي حزب العمال الكردستاني في أوسلو، النرويج، بوساطة نرويجية. هدفت المحادثات إلى:
• ضمان وقف إطلاق النار من قبل حزب العمال الكردستاني وانسحابه من تركيا.
• تحديد إطار قانوني لنزع السلاح وإعادة الإدماج.
• تطوير إصلاحات دستورية تتناول الحقوق الثقافية والسياسية.
ورغم تقدّم أولي فقد انهارت محادثات أوسلو في عام 2011 بسبب:
-
فضيحة التسجيلات المسربة (2011)
• تم تسريب تسجيلات صوتية سرية للمحادثات، ما أضر بالثقة العامة وأثار ردود فعل سياسية قوية.
• اتهمت المعارضة (MHP، CHP) الحكومة بـ”التفاوض مع الإرهابيين”، ما وضع حزب العدالة والتنمية في موقف دفاعي.
• أدت التسريبات إلى خلق شكوك عميقة بين الدولة وحزب العمال الكردستاني، حيث بدأ كل طرف يشكك في نوايا الآخر. -
تصعيد هجمات حزب العمال الكردستاني
• بينما كانت المفاوضات جارية، واصل حزب العمال الكردستاني أنشطته المسلحة، ما أثار الشكوك داخل المؤسسات الأمنية التركية.
• في يوليو 2011، قتل مقاتلو حزب العمال الكردستاني 13 جنديًا تركيًا في “سيلفان”، ما زاد من الضغط السياسي الداخلي للتخلي عن جهود السلام. -
التجزؤ المؤسسي وتأثير تنظيم غولين (FETÖ)
• تسلل تنظيم غولن إلى أجهزة الاستخبارات (إم آي تي) والقضاء وإنفاذ القانون والاستخبارات العسكرية، مما مكنه من التأثير على تقييمات الأمن والسرد الإعلامي.
• في عام 2012، حاولت عناصر مرتبطة بتنظيم غولن اعتقال رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان بسبب دوره في محادثات أوسلو، في خطوة اعتُبرت محاولة لتخريب جهود السلام وتقويض قيادة الاستخبارات.
وبينما لعب تنظيم غولن دورًا في تقويض محادثات أوسلو، فإن المشكلة الأكبر كانت في غياب الشفافية، والتوافق السياسي، والانسجام المؤسسي. وقد مهد انهيار محادثات أوسلو الطريق لمبادرة سلام أكثر تنظيمًا في عام 2013 واجهت في النهاية تحديات مماثلة.
2. عملية الحل (2013-2015): استراتيجية كبرى تعطلت بسبب حرب المدن، والتغيرات السياسية، والواقع الجيوسياسي
بعد فشل أوسلو، استؤنفت محادثات السلام المباشرة في عام 2013، ما أدى إلى إطلاق أكبر مبادرة سلام في تاريخ تركيا.
2.1 الإطار الأساسي لعملية الحل
• مفاوضات مباشرة بين الحكومة التركية وأوجلان، بوجود وسطاء من طرف ثالث.
• إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار في مارس 2013، مع انسحاب جزئي لمقاتليه من تركيا.
• مقترحات إصلاحات قانونية ودستورية لتلبية المطالب السياسية الكردية.
ومع ذلك، انهارت العملية بحلول عام 2015 بسبب عدة تطورات رئيسية:
2.2 لماذا فشلت عملية الحل؟
-
تصعيد حرب المدن (ما سُمِّي “استراتيجية الخندق”) وسوء تقدير حزب العمال الكردستاني
• شنت مجموعات شبابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني (YDG-H) انتفاضات مسلحة داخل المدن، وحفرت الخنادق وأقامت المتاريس في المدن الكردية الكبرى.
• أدت هذه صراعات المدن إلى تآكل ثقة الدولة في التزام حزب العمال الكردستاني بالسلام، ما دفع الحكومة إلى شن حملة عسكرية واسعة في جيزرة، وسور، ونصيبين. -
صعود حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ووحدات حماية الشعب (YPG) في سوريا وتغير التوازنات الجيوسياسية
• غيرت الحرب الأهلية السورية (2011 – حتى الآن) وصعود حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الحسابات الاستراتيجية.
• بدعم عسكري من الولايات المتحدة، أنشأت وحدات حماية الشعب منطقة حكم ذاتي بحكم الأمر الواقع في شمال سوريا، ما أدى إلى تحول إقليمي عزز من قوة حزب العمال الكردستاني.
• رأت تركيا أن حزب العمال الكردستاني يستغل عملية السلام كغطاء لتعزيز نفوذه عبر حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، ما جعل أنقرة أقل استعدادًا لمواصلة المفاوضات. -
دور تنظيم غولين (FETÖ) في تخريب العملية
• قام ضباط أمن مرتبطون بتنظيم غولين بالتلاعب بتقارير الاستخبارات، ما أدى إلى تقديم تهديدات مبالغ فيها حول إعادة تسليح حزب العمال الكردستاني، وبالتالي زعزعة الثقة داخل الدولة.
• سمح تسلل تنظيم غولين إلى أجهزة الأمن بتدفق غير مراقب للأسلحة إلى معاقل حزب العمال الكردستاني في المدن، ما فاقم أزمة حرب المدن.
• يُعتقد أن “تفجير سروج” (يوليو 2015)، الذي نُسبَ إلى داعش، تضمن إخفاقات أمنية مرتبطة بتنظيم غولين، ما أدى إلى تجدد المواجهات بين حزب العمال الكردستاني والدولة.
• سعت وسائل الإعلام والقضاء المرتبطان بتنظيم غولين إلى تصوير المسؤولين الحكوميين على أنهم “متعاونون مع الإرهابيين”، ما أجج ردود الفعل القومية ودمّر الدعم الشعبي لجهود السلام. -
التغيرات السياسية وانتخابات نوفمبر 2015
• شهدت انتخابات يونيو 2015 تحقيق حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) الموالي للأكراد دعمًا تاريخيًا، مما منع حزب العدالة والتنمية من تشكيل حكومة أغلبية.
• مع تصاعد عدم الاستقرار السياسي، تبنّى حزب العدالة والتنمية خطابًا أكثر قومية، ما ساعده في استعادة أغلبيته البرلمانية في نوفمبر 2015.
• تزامن انهيار محادثات السلام مع إعادة ترتيب المشهد السياسي التركي، حيث تحالف حزب العدالة والتنمية بشكل أوثق مع حزب الحركة القومية (MHP) واعتمد نهجًا أكثر صرامة تجاه حزب العمال الكردستاني.
لماذا فشلت جهود السلام؟
الدروس الرئيسية:
-
أخطاء تقدير حزب العمال الكردستاني (حرب المدن، وعامل وحدات حماية الشعب) قوضت مصداقية عملية السلام.
-
التحولات السياسية في تركيا، لا سيما إعادة الاصطفافات الانتخابية، أثرت على استدامة المفاوضات.
-
سعى تنظيم “فتح الله غولن” إلى تخريب مؤسسات الدولة وعمليات الاستخبارات، ما زاد من حالة انعدام الثقة المتبادلة.
-
أدت تدخلات الجهات الخارجية (مثل دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب) إلى خلق مخاوف استراتيجية جديدة، ما جعل أنقرة أكثر مقاومة لجهود السلام.
-
كان هناك نقص في التنسيق المؤسسي داخل الدولة التركية، ما أدى إلى استراتيجيات متضاربة بين القيادة السياسية والجيش وأجهزة الاستخبارات.
*يوسف كانلي هو رئيس التحرير السابق لجريدة “حريت” التركية