إذا كان السياسيون عقل الثورة فنحن ضمير الثورة.
نعم وبكل بساطة!
هؤلاء السياسيون الموجودون في المجلس الوطني هم سوريون، ولا نشك بأحد منهم، ونحارب كل من يشكك بهم، لأننا لما قلنا ندعمهم فإننا نعني ما نقول.
وطالما هم سوريون فهم سيسعون إلى ما يرون فيه مصلحة الوطن والثورة ولكن قد نختلف معهم بأن هذا الأمر هل يخدم الثورة أو لا. نحن أصحاب الثورة ونحن أدرى بمصلحتنا. وهنا السؤال: كيف سنضمن صوت الثورة؟
إذا كان السياسيون عقل الثورة الذي سيقودها نحو إنهاء هذا النظام فنحن ضمير الثورة.
لا مجال لإلغاء العقل كما لا مجال لإلغاء الضمير.
ولا نعني بهذا أن السياسيين بلا ضمير لأن ما نقصده بـ”الضمير” هو الضمير العام وليس الضمير الشخصي. الضمير العام الذي لا يخطئ. الضمير العام هو الشعور العام بأن هذا الأمر خطأ. لذلك كان من الخطأ أن يشارك الثوار في صنع القرار السياسي. ولكن الصواب أن يبقى هذا الضمير العام جرس إنذار للعقل السياسي بأن هناك خطأ ما.
السياسيون لهم ضميرهم الشخصي ولكن قد ينفصل الضمير الشخصي عن الضمير العام لضغوط أو لخلفيات فكرية، وأحيانا لغايات نفسية. وهنا الضمان الذي نتحدث عنه صرخة الضمير العام ستوقظ الضمير الشخصي عند السياسي وتعيده إلى موافقة الضمير العام مما يدعوه إلى تغيير قراره.
ولا ننسى أبداً أنه لا أحدَ من السياسيين يعمل بمعزل عن رغبته بتأييد الناس له. فإذا وجد أن الثوار قد خالفوه سيعيد الحساب لأنه يسعى لإرضاء الناس بقراراته.
فهما عاملان للضمان:
الأول: الضمير العام سيوقظ الضمير الشخصي إذا شذ.
الثاني: رغبة السياسي بأن يبقى الثوار مؤيدين له.
وبحالة المشاركة سيتم عكس الأمور:
سنكون نحن في الهيئة العامة وسيلة لتبديل الضمير العام بما يتناسب مع القرار السياسي على اعتبار أننا نمثل الجزء الأكبر في الشارع.
والثاني: أن السياسيين يعيشون مع ممثلي الثوار الذين ينقلون لهم نظرة الثوار فستتحقق رغبتهم بتأييد الثوار من خلال تأييد ممثلي الثورة لهم.
وهذا مخالف للسير الطبيعي للعلاقة بين الضمير والعقل. فالضمير لا يتنبّه إلا بعد أن يعزم العقل أمره على قرار. ولا يتحرك أثناء الإعداد للقرار فتنبهوا يا أولى الأبصار.