يقال ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هو من حمل كلمة السر معه من دمشق، فأُلفت الحكومة على عجل.
لن ندخل هنا في القيل والقال.
قد يكون وليد جنبلاط من حمل كلمة السر وقد يكون غيره، خصوصاً “الخليلين”؟ إنما الثابت أن وليد جنبلاط الذي يجزم ان مرارةً تغلي في صدور فريق “14 آذار”، كان قلقا على حصته. لكنه نال ما أراد، ما أدى إلى حرَد المير طلال أرسلان.
النتيجة: جنبلاط حصل على الزبدة من ضرع الطائفة نفسها، ولم ينافس أي أحد آخر. والنتيجة أيضاً: يفرح جنبلاط ويزعل أرسلان.
والمعنى، أن جنبلاط الذي لطالما انفق من إرث والده السياسي، ما جعله على مدى عقود لاعبا أساسيا من لاعبي السياسة اللبنانية ينفق اليوم من إرث جدوده. فلقد أنفق ارث والده برمته، ولم يبق له ما يعتد به.
اليوم يحصل وليد جنبلاط على حصته على حساب زعامات درزية أخرى. ذات يوم كان وليد جنبلاط ينافس الطوائف الكبرى على حصصها، وأحيانا ظهر في المشهد السياسي كما لو أنه الزعيم الاكثر تأثيرا في لبنان، والأقدر من بينهم على العبور بين الطوائف.
الزمن زمن انغلاق. كل فئة تعض على ما تملكه بنواجذها. لكن المؤكد أن جنبلاط لن يستطيع أن يستفيد من زمن انفتاحٍ مقبل، إن قيض للبنان أن يعيش زمنَ انفتاح بعد.
لن نذهب بعيدا في تحميل المسؤوليات عما آلت إليه أحوال طائفة ما في البلد. لكن المشهد الراهن يوحي بلا لبس، أن ثمة هيمنة (مسلحة) تمنع على كل ما عداها أي تمدّد خارج حدودها الضيقة.
الطائفة الدرزية، لألف سبب وسبب، كانت صاحبة دور ملحوظ في رسم السياسات اللبنانية الخارجية والداخلية إلى زمن قريب جدا.
وتاريخ وليد جنبلاط مع “14 آاذر” كان تاريخ الدور الذهبي لجنبلاط بوصفه قائداً وزعيماً وطنياً، لكنه يبدو اليوم كما لو أنه بات اعجز من أن يغادر الحدود الديموغرافية للطائفة.
ثمة من يحسب أن منحَ جنبلاط حقيبة من حصة السنّة هو انتصار له. الجواب واضح، السنّة خارج الحكومة أصلا، وحين يدير أهل السنّة دوراً معارضا في البلد، لا ينجح في التغطية عليه وزير من هنا أو هناك.
والأرجح ان الزعيم وليد جنبلاط يتذكر ـ بلا شك ـ المغفور له الرئيس شفيق ال
ayman.jezzini@gmail.com
* كاتب لبناني – بيروت