هل خضعت إيران للتنين الصيني؟

0

استطاعت الصين، الدولة الشيوعية “الكافرة”، أن تنجح في تحقيق تقارب بين دولتين مسلمتين تعكسان الثقل المذهبي في العالم الإسلامي (السعودية وإيران).

 

ويبدو أن هذه الدولة “الكافرة” هي الرابح الأكبر من هذا التقارب. فالصين ستعزز نفوذها السياسي والاقتصادي في المنطقة بصورة تاريخية.

وهي، أي الصين، لا تحتاج الى ايران سياسيا واقتصاديا بقدر حاجتها الى دول الخليج.

فالعقوبات الأمريكية على إيران، والموارد الخليجية الضخمة لدى أغلب دول مجلس التعاون، وقرب الصين من “المنافس” الامريكي على أراضي الدول الخليجية، هي من النقاط التي يحب النظر إليها في الانفتاح الصيني على المنطقة.

ويبدو جليا أن طهران خضعت للشرط الصيني في التقارب مع الرياض. فالسعودية تريد استقرارا في المنطقة لإنجاح مشاريعها الاقتصادية. والصين تسعى إلى أن تكون أحد اللاعبين الاساسيين في هذه المشاريع وأحد المؤثرين السياسيين البارزين في المنطقة. وطهران لا تريد أن تخسر بكين، أحد حليفيها الرئيسيين إلى جانب روسيا.

إن أقل “الأرباح” من التقارب السعودي-الإيراني (أو لنقل “الخسائر”) سيكون من نصيب طهران.

فهي ستفقد الكثير من الامتيازات في المنطقة جراء اضطرارها تقديم تنازلات سياسية وأمنية في مناطق عدة، على الرغم من أنها فتحت نافذة تغيير مهمة على الساحة الدولية.

كذلك، لا أعتقد أنه حتى بعض مشاكل ايران الاقتصادية سيتم حلحلتها عن طريق هذا التقارب، على الأقل في المنظور القريب.

فأي اتفاق تجاري بين الرياض وطهران، إن تم، لن يكون متاحا عمليا قبل معالجة مسألة العقوبات الأمريكية، ولن يكون واقعيا ما لم تلتزم ايران باتفاق “الفاتف” (FATF)، والذي يقف حجر عثرة أمام قدرة الجمهورية الإسلامية على تغيير أزمتها الاقتصادية والمعيشية.

*كاتب كويتي

 

*”فاتف” هي منظمة حكومية دولية تأسست في عام 1989، تضم حالياً 35 دولة ومنظّمتين إقليميتَين، هما اللجنة الأوروبيّة ومجلس التعاون الخليجي. تتمثل مهام “فاتف” بوضع المعايير وتعزيز التنفيذ الفعال لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح.

Leave a Reply

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

Discover more from Middle East Transparent

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading