اي الاثنين اخطر على النظام الإيراني: إسرائيل ام حجاب المرأة؟

0
إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...

 

  • رغم الهجمات الجوية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، إلا أن أي تصعيد عسكري بين الاثنين لن يكون في صالح أي طرف منهما. فإيران، حسب العديد من المراقبين، لن تساعدها الظروف الداخلية ولا الإقليمية لخوض صراع عسكري جوي مع إسرائيل، التي من جهتها واجهت ضغوطا، أمريكية، وغربية، لتخفيف حدة التوتر الإقليمي، لكنها رأت في ذلك تنازلا من الدول الصديقة وضوء أخضر غربي لبدء معركة غزة الأخيرة: رفح.

 

  • لذا، ليست الصواريخ الإسرائيلية هي التهديد الأكبر على وجود النظام الإسلامي في طهران، بقدر ما يمثله “حجاب المرأة” من تهديد وجودي للنظام، في ظل التطورات الداخلية الأخيرة التي تزامنت مع التصعيد مع إسرائيل.

 

  • فقد كتبت وكالة “رويترز” للأنباء قبل أيام أنه في الوقت الذي يهاجم فيه النظام الإسلامي إسرائيل، كثف قمع المعارضين والمتظاهرين داخل إيران.
  • واستهدفت إيران إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مساء 13 أبريل/ نيسان. وفي اليوم نفسه، وضعت إيران على جدول الأعمال تنفيذ خطة تكثيف الضغوط ضد معارضي الحجاب الإجباري، المعروفة باسم “خطة نور”.
  • وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز” يوم الثلاثاء 23 أبريل/ نيسان، يقول النظام الإسلامي إن هذه الخطة يتم تنفيذها بناءً على طلب المواطنين الذين سئموا من زيادة عدد النساء غير المحجبات في الأماكن العامة.
  • ونقلت “رويترز” عن نشطاء مدنيين وسياسيين إيرانيين أن الغرض من تنفيذ ما يسمى بخطة “نور” ليس فقط فرض سياسة الحجاب الإجباري في إيران، بل إن النظام في وضع ضعيف في هذه المرحلة، ويحاول منع أي احتجاج ومعارضة من خلال إطلاق مثل هذه الحملات.

وبحسب “رويترز”، فإن العصيان على سياسة الحجاب الإجباري اتخذ شكلا سياسيا منذ سبتمبر/ أيلول 2022، عقب مقتل مهسا أميني في مركز احتجاز دورية شرطة الأخلاق.

وانتقد العديد من السياسيين اشتداد المواجهات مع معارضي الحجاب الإجباري في إطار مشروع “نور”، وأعربوا عن قلقهم من اتساع الفجوة بين النظام والمجتمع.

وكتبت آذر منصوري، رئيسة جبهة الإصلاح، على شبكة التواصل الاجتماعي “X”، ردا على تنفيذ خطة “نور” وسط التوترات بين إيران وإسرائيل: “قبل وفاة مهسا والاحتجاجات بعد ذلك، قلنا مرارا وتكرارا ألغوا دورية شرطة الأخلاق وانهوا هذا الصراع المدمر”.

وتابعت منصوري في منشورها: “في الوقت الذي نحتاج فيه التضامن الوطني أكثر من أي وقت مضى، تتكرر نفس المشاهد القبيحة بمزيد من القوة والعنف مع النساء والفتيات في إيران!”

وفي مقابلة مع “رويترز”، قال ناشط في مجال حقوق الإنسان في طهران، إن هدف النظام من زيادة قمع معارضي الحجاب الإجباري هو “بث الخوف في المجتمع”.

وقال الناشط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إيران تعتزم منع حدوث احتجاجات مناهضة للحرب، وإسكات أي صوت معارض خلال المواجهة مع إسرائيل.

وشدد هذا الناشط في مجال حقوق الإنسان على أن الهجوم المتزامن على إسرائيل وبدء ما يسمى بخطة نور “ليس صدفة”، ويظهر أن النظام يخشى استئناف الاضطرابات.

وقال مسؤول سابق في حكومة إيران، وصفته “رويترز” بأنه “معتدل”، لوكالة الأنباء إن قادة النظام اتخذوا مؤخرًا إجراءات أكثر صرامة ضد الأشخاص الذين يريدون تغييرات سياسية واجتماعية.

ووفقا لقوله، فإن النظام الإيراني يخشى أن تحظى مواقف هؤلاء بتأييد الشعب في وقت يتعرض فيه النظام لضغوط شديدة.

وفي مقابلة مع “رويترز”، أكد نائب سابق أن التطورات الأخيرة لا تستهدف فقط النساء اللاتي يقاومن الحجاب الإجباري. وأضاف: “شهدنا في الأيام الماضية قمعاً واضحاً لأي علامة معارضة [للنظام]”.

وكتبت نرجس محمدي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة والحائزة على جائزة نوبل للسلام، في مقال حصري لـ”إيران إنترناشيونال” في 20 أبريل/ نيسان: “إن نضال المرأة الإيرانية ضد الحجاب الإجباري ليس مجرد نضال من أجل الحق في اختيار اللباس، كما أن مواجهة النظام مع المرأة ليست انطلاقا من حرصه على تطبيق فريضة دينية، وإنما الطرفان- النساء والنظام – يعلمان أن الهدف هو هزيمة الاستبداد الديني أو استمراره”.

والأيام الماضية انطلقت موجة جديدة من عمليات إعدام السجناء في إيران، ويبدو أن النظام الإيراني زاد من عمليات إعدام السجناء في ظل التوتر مع إسرائيل، وتراجع اهتمام المجتمع الدولي بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران.

اترك رد

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading