هل بلغ الوضع الايراني مرحلة الحسم وهل تنهي ثورة الانترنيت ثورة الكاسيت؟

مروان طاهر الشفاف

يشير تسارع الاحداث في ايران الى ان المواجهات التي بدأت في اعقاب اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل أخذت منحى تصاعديا بعد ان سعى كل فريق في المرحلة السابقة الى استيعاب الآخر من اجل كسب مزيد من الوقت وحشد المزيد من المؤيدين في صفوفه في المواجهة المفتوحة منذ حزيران الماضي.

إلا ان الايام الماضية خصوصا يوم العاشر من محرم حمل في طياته ما يشير الى ان المواجهة فتحت على مصراعيها وسلك كل فريق طريق اللاعودة ، خصوصا اذا ما صحت الانباء عن نفي قادة المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي الى خارج العاصمة في ما يشبه سيناريو ما قبل الاعتقال والمحاكمة ولاختبار ردة فعل الشارع الايراني قبل الاعلان النهائي عن اعتقال القادة.

المراقبون المتابعون للوضع الايراني اعتبروا ان النظام والمعارضة اختبرا آليات المواجهة في ايام محرم العشرة بعد ان ان بدلت المعارضة في تكتيكات المواجهة والتي تستند في معظمها على آليات المواجهة التي اعتمدها نظام الملالي نفسه من اجل إسقاط نظام الشاه .

المعارضة الخضراء لجأت الى اساليب متعددة اولها الاستعاضة عن التظاهرات الحاشدة في شوارع محددة الى تظاهرات طيارة في اكثر من شارع ومدينة من اجل ارباك القوى الامنية وتشتيت قواها بما يحول دون استطاعتها على إخماد التظاهرات في جميع الامكنة وفي وقت واحد.

كما اعتمدت المعارضة التكبير الليلي من على اسطح المنازل والدعاء لاسقاط الديكتاتور.

وسّيرت المعارضة الخضراء مسيرة “درامز الطناجر” حيث جاب المتظاهرون الشوارع حاملين الطناجر وهم يقرعون عليها منددين بالنظام الديكتاتوري.

من جهتهم عمد سائقو سيارات التاكسي الى اطلاق العنان لابواق سياراتهم احتجاجا وتعبيرا عن مشاركتهم في التظاهرات.

وما اشعل غضب السلطات هو المسيرات العاشورائية التي ردد فيها المشاركون اثناء الدعاء والتكبير “يا حسين يا مير حسن ” ويا ” مهدي يا مهدي كروبي” وما اربك قوات الشرطة هو وقوفها موقف العاجز امام مسيرة طابعها ديني ومضمونها سياسي مؤيد للمعارضة.
.
وتزامنا طورت المعارضة وسائل الاتصال ونقل المعلومات من داخل ايران عبر المواقع الالكترونية وتقنيات ال “يو تيوب ” والـ” تويتر” بحيث عمدت الى تحديث المعلومات المتعلقة بتطور المواجهات تباعا الى انحاء العالم كافة.

السلطة الايرانية بادرت بدورها الى ممارسة انواع القمع كافة وبابشع صورة فدهست المتظاهرين بالآليات واطلقت الرصاص الحي في اتجاههم ما ادى الى مقتل اكثر من سبعة وثلاثين متظاهرا من بينهم السيد علي حبيبي موسوي ابن شقيق احد قادة المعارضة مير حسين موسوي.

وما زاد من ارباك السلطات الايرانية هو التعاطف الشعبي مع موسوي وهو التعاطف الذي تضاعف بعد اغتيال ابن شقيقه بدلا من ان يؤدي الاغتيال الى إرهاب المتظاهرين وإبعادهم عن الشوارع ، كما ان الاعتقالات بالجملة التي نفذتها الشرطة وحدها بلغت حسب ما صرح قائدها اكثر من خمسمئة معتقل من دون احتساب الذين تم اعتقالهم على يد الباسدران والباسيج وسائر الميليشيات السلطوية الاخرى حسب ما قال قائد الشرطة في مدينة طهران.

المواجهات في ايران تتصاعد حدتها والسلطات الايرانية اخذت خيارها في حسم المواجهة لصالحها فدفعت بانصارها في تظاهرة مليونية لمواجهة تظاهرات المعارضة بالتزامن مع تدابير امنية وقمعية شديدة القسوة اطلقت العنان لانصارها من اعضاء المجلس التشريعي للمطالبة باعتقال قادة المعارضة ومحاكمتهم وخلصت الى إبعاد قادة المعارضة واخضاعهم للاقامة الجبرية تمهيدا لتشريع اعتقالهم ومحاكمتهم.

هل تنجح السلطات الايرانية في محاكمة قادة الثورة الخضراء؟ الايام المقبلة كفيلة بتحديد وجهة الوضع في ايران.

فهل تذهب ثورة الانترنيت بثورة الكاسيت؟