هل تستطيع تركيا حقاً الدخول في حرب مع سوريا؟ ولو أنها فعلت ذلك، فسوف يكون لزاماً على أنقرة أن تجد أسلوباً للتعامل مع الصراع الذي يأخذ طابعاً طائفياً بشكل متزايد في سوريا وتداعياته المحتملة داخل تركيا.
لقد حظي نظام الأسد بتأييد ساحق بين السكان العلويين الذين يشكلون أقلية في سوريا. ومن ناحية أخرى، تقود الأغلبية السنية تمرداً ضد نظام الأسد. كما أن الضغط الذي تمارسه تركيا على نظام الأسد لفت الأنظار إلى إمكانية وجود مخاطر على أنقرة: وقد تصل تبعات الصراع الطائفي بين السنة والعلويين في سوريا إلى تركيا المجاورة، مما يتسبب في حدوث توترات بين العلويين الأتراك والحكومة في أنقرة.
وهذه مفاجئة كبيرة نظراً لأن العلويين الأتراك ليسوا كالعلويين السوريين. وعلى الرغم من التشابه الدلالي في الأسماء – حيث اشتُقت هذه الأسماء من الوقار الذي يكنه كل منهم لعلي بن أبي طالب، أحد أفراد آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم – إلا أن كلاً منهما يمثل فصيلاً مختلفاً من الإسلام. إن العلويين الأتراك ليسوا هم العلويون السوريون، تماماً مثلما أن أتباع الطائفة البروتوستانية ليسوا محتجين بحسب التشابه بين المصطلحين الإنجليزيين “Protestants” و”protestors”.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن العلويين السوريين هم عرب كما أن العلويين في تركيا هم أتراك الأصل. بل أن السكان العلويين الأتراك الذين يعيشون مع المسلمين الأكراد والبلقانيين يؤدون الصلوات باللغة التركية، مما يدل بقوة على الطبيعة التركية للعلوية في تركيا.
إن العلويين العرب هم جزء من طائفة توفيقية متحفظة جداً من طوائف الإسلام، ويسود اعتقاد بأنها مفتوحة فقط للرجال، وهم في هذه الحالة قلة يتم تلقينها مبادئ محددة. كما يرى البعض أن العقيدة العلوية المتحفظة هي الأقرب إلى الشيعية. وقد تطورت الهوية العلوية السورية في الآونة الأخيرة؛ ففي أعقاب الثورة الإسلامية، تواصلت إيران مع العلويين السوريين، وقامت بنشر دعايا تقول بأنهم شيعة بالفعل، أملاً في تبرير دعم الشيعة الإيرانيين للنظام الذي يدعمه العلويون في دمشق.
ومن ناحية أخرى، نجد أن عقيدة العلويين الأتراك هي تفسير فضفاض نسبياً للإسلام، فهي مفتوحة لكلا الجنسين، وحتى لغير المسلمين عبر التاريخ. وتعتبر العلوية التركية طائفة فريدة ضمن الطوائف الإسلامية، حيث إنها لا تفصل بين الرجال والنساء حتى في الصلوات. كما أن عقيدة العلويين الأتراك هي عقيدة توفيقية في طبيعتها، حيث تجمع بين الإسلام والصوفية، بالإضافة إلى أنها تكن الاحترام لبعض تقاليد الديانة المسيحية والديانة الشامانية التي كانت موجودة في تركيا قبل الإسلام. وعلى عكس عقيدة العلويين السوريين، نجد أن العلوية التركية تفتقر إلى التقاليد المكتوبة كما أنها لا تؤكد على ممارسة الطقوس الدينية.
بالإضافة إلى ذلك فمن أهم أوجه الاختلاف الرئيسية بين هاتين الطائفتين المتشابهتين في التسمية أنه بينما يمكن اعتبار عقيدة العلويين السوريين من فروع الإسلام الشيعي، إلا أن العلويين الأتراك ليسوا من السنة أو الشيعة.
وفي حين يشكل السنة نحو 80 بالمائة من المسلمين في العالم فإن الشيعة يشكلون ما بين 15 إلى 20 بالمائة. كما تمثل الطوائف الأخرى، مثل العلويين الأتراك، جزءاً صغيراً نسبياً من المسلمين إلى درجة أن الكثيرين هم ببساطة لا يعرفون عنهم شئ. ويؤدي ذلك إلى مغالطة مفادها ما يلي: يفترض الكثيرون أنه نظراً لأن العلويين الأتراك هم ليسوا من السنة، فمن المؤكد أنهم من الشيعة، مما يؤدي إلى الخلط بينهم وبين العلويين السوريين المماثلين لهم في التسمية. وهذه المغالطة شائعة حتى في أوساط بعض المسلمين الذين يفترضون أن هناك تطابقاً بين العلويين السوريين والعلويين الأتراك.
ومما يدعو للدهشة أن هذا التصور الخاطئ قائم حتى في أوساط العلويين الأتراك أنفسهم. وليس من المستبعد أن تقابل علويين أتراك ممن يفترضون – بسبب افتقارهم للتوعية الدينية جراء العلمانية التي تأصلت بينهم في القرن العشرين – أن العلويين السوريين هم مجرد اسم آخر للعلويين الأتراك.
لقد قدّم العلويون الأتراك أنفسهم منذ القدم على أنهم أقلية مضطهدة من قبل الأغلبية السنية. ووفقاً لذلك، إذا أدى الصراع في سوريا إلى تأليب السنة ضد العلويين السوريين؛ فمن المتوقع أن يتعاطف العلويون الأتراك أصحاب النزعة الدينية القوية مع الأقلية العلوية في سوريا.
لذا، فإنه حتى وإن لم يكن هناك تطابق بين العلويين الأتراك والعلويين السوريين، فإن وجود صراع بين السنة والعلويين في سوريا قد يدوي صداه في تركيا، مما يؤدي إلى تعكير سياسة أنقرة تجاه سوريا.
وبعض من ذلك متجذر في السياسات التركية الحديثة. فالعلوييون الأتراك – الذين يشكلون ما يزيد عن عشرة بالمائة من سكان تركيا البالغ تعدادهم 75 مليون نسمة – هم علمانيون ومؤيدون لمنهج كمال أتاتورك الذي يؤيد الفصل الصارم بين الدين والسياسة. ولا يزال «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا – والذي أجرى إصلاحات وابتعد عن جذوره الإسلامية المتشددة ووصل إلى جميع شرائح المجتمع التركي – يخفق في التودد إلى العلويين الأتراك. ولتبيان الأمور بشكل صريح، يبدو أن هناك عدم توافق بين «حزب العدالة والتنمية» والعديد من العلويين الأتراك.
وبعيداً عن «حزب العدالة والتنمية»، فإن لتركيا نصيبها من النزاع الطائفي بين العلويين الأتراك والسنة، ويشمل ذلك الهجمات التي شنتها على مجتمعات العلويين الأتراك في سبعينيات القرن الماضي. بيد أن الأمور تحسنت مؤخراً. ومع ذلك، إذا تدخلت أنقرة في سوريا ضد نظام الأسد الذي يتشكل قوامه من “العلويين السوريين” ودعمت الانتفاضة “السنية” عسكرياً، فقد يميل البعض في مجتمع العلويين الأتراك للنظر إلى ذلك التدخل على أنه “هجوم سني” ضد “إخوانهم من العلويين السوريين”.
وكل هذا قد يقيّد يد تركيا في سوريا. لكن ما يزال بوسع أنقرة أن تجد مخرجاً من هذه المعضلة، مع الحد من المخاوف بأن التدخل التركي من شأنه أن يخدم مصالح السنة الطائفية على نحو يُضر بالعلويين السوريين أو العلويين الأتراك.
ولهذا تحتاج أنقرة إلى التواصل مع العلويين الأتراك وإبلاغهم بالطبيعة الإنسانية لسياستها تجاه سوريا.
كما ينبغي على تركيا أن تتواصل مع العلويين السوريين لبناء الثقة بينهم، وقد يتأتي ذلك مثلاً عن طريق ضمان لجوء أعضاء النظام السوري البارزين من العلويين إلى تركيا لدى انشقاقهم.
إن العلويين السوريين ليسوا كالعلويين الأتراك، لكن ذلك التمييز قد تضيع معالمه بسهولة أثناء الترجمة ما لم تبدي أنقرة اهتماماً بهذه المسألة الحساسة في غضون سعيها للتعامل مع الأسد.
سونر چاغاپتاي هو مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن.
المقالة الأصلية بالإنكليزية:
هل العلويون السوريون هم نفس العلويين الأتراك؟
ما قيل عن العلويين الاتراك ونسبهم الي علي واهل البيت هو صحيح . أما العلويين في سوريا مع تشابة الاسماء ينتمون الي جبل علي بسوريا وكانت تقطنة طائفة كبيرة من الدروز فعلويين سوريا معتقداتهم الدينية درزية صرفة وها خلاف علويين تركيا مع تشابة الاسم
هل العلويون السوريون هم نفس العلويين الأتراك؟
بالفعل المقال مليئ بالمغالطات فكل ما قيل عن علويي سوريه تقريبا خاطئ اولا هم ابعد ما يكون بالعقيده والافكار عن الشيعه الجعفريه وان كان التحالف اصلا لمصلحه متبادله فهمها ولعبها حافظ جيدا بينما ضاع فيها ابنه واضاع فيها البلد
هل العلويون السوريون هم نفس العلويين الأتراك؟
اجتمع أهل الكفر لقتال أهل السنة في سوريا أيا كانو شيعة أو علويين_________الخ فما الفرق؟
هل العلويون السوريون هم نفس العلويين الأتراك؟
اولا ان العلويين كما كل الطوائف لهم عقائد خصوصية هنا العلويين كعقيدة اما كاناس فالعلويين هم اكثر الناس بعدا عن الدين بالمعنى التقليدي الا جملة من المستنفعين. العجيب في البحث انه يستنكر على العلويين <كأفراد> علمانيتهم ويعزوه الى نقص وعي<ديني> وكأن البحث كتب في السعودية ونضد في الغرب ! السياسة مصالح والعقائد تراث مجموعة من الناس ولكي تلعب العقائد دور في السياسة لابد من واسطة وهم رجال الدين …ولا وجود لهم عند العلويين عموما.
هل العلويون السوريون هم نفس العلويين الأتراك؟ كاتب المقال وهو مختص بالشؤون التركية ، يقول بوجود فرق شاسع.لكنه يتجاهل حملة الجيش التركي أواسط الثمانينات على العلويين الاتراك واسمهم القزلباش بسبب تفشي إنتشار حزب الله بينهم.في حدود معرفتي الضيقة ولكن ” اللاقطة” فإنّ ممارسات العلويين الاتراك في العبادة هي نفس ممارسات العلويين السوريين في شمالي لبنان وفي طرطوس قبل معركة شقجب سنة 703 هجرية.أي انها نفس “إختراع” العبادات التي كانت عند علووي تلك المنطقة قبل تجريد الحملة العقدية عليهم على يد أبن تيمية بسب إستغلالهم للفوضى المصاحبة للتقدم المغولي وكان مسلما ( قاتله ابن تيمية بشراسة_ وهو من افتى بإفطار ”… قراءة المزيد ..