نشر ناشطون من مدينة الطبقة على صفحات التواصل الاجتماعي معلومات مثيرة، حول قيام النظام بإرسال عدد من المعتقلين إلى مطار الطبقة العسكري، قبل أيام من سقوطه بيد عناصر تنظيم الدول الإسلامية، وقد دلل الناشطون على ما قدموه من معلومات عبر الحديث عن قصة الشاب “باسل الصياد”.
الناشط عبادة الحسين تابع القصة، وأعد لأخبار الوعد السوري التقرير التالي:
باسل الصياد شاب من مواليد الطبقة 1992، كان يؤدي خدمته العسكري قبل أكثر من عامين ونصف في إحدى القطع العسكرية بدمشق. حاول الانشقاق إلاّ أن قوات النظام قامت بإلقاء القبض عليه في أحد الحواجز، داخل مدينة دمشق، ليتم اعتقاله وسجنه لمدة عامين في سجن صيدنايا. وطيلة هذين العامين لم يعرف ذووه أي معلومات عنه، ولم يتسرب اليأس إلى والده وأخيه فواصلا البحث عنه، ما عرضهم لتهديدات من قبل النظام باعتقالهم هم أيضاً.
شقيق لباسل تحدث عن تفاصيل مثيرة حدثت قبل أيام من سقوط مطار الطبقة فقال أنّه تلقّى اتصالاً هاتفياً قبل شهر من أخيه الأصغر باسل، أخبره فيه أنّه كان معتقلاً في سجن صيدنايا العسكري لمدة عامين، وذلك بسبب محاولته الانشقاق وهو الآن يقيم جبرياً في إحدى القطع العسكرية، وسيتم نقله بعد أيام الى مطار الطبقة العسكري لإكمال خدمته هناك، وقد ذكر أيضاً أن أحد الضباط قال له حرفياً: “روح انقلع دافع عن أهلك”.
نُقل باسل إلى مطار الطبقة العسكري بواسطة طائرة”يوشن” عسكرية قبل عدة أيام من سيطرة داعش على المطار، ليصبح ما يفصله عن أهله مجرد ثلاثة كيلومترات، وعشرات من حراس المطار، ومئات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاصرون المطار.
عند بدء الاشتباكات واقتحام التنظيم للمطار بتاريخ 24 آب، لم يرفع باسل سلاحه في وجههم، بل قام بتسليم نفسه لهم ظناً منه أنه قد حرّر نفسه، وخرج من هذا الكابوس، ليتم أسره وسوقه الى معمل القرميد وتصفيته ميدانياً دون استجوابه أو التبين من أمره.
في الفيديو الذي أظهر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يسوقون عدد كبير من عناصر النظام، وهم شبه عراة لتتم تصفيتهم، يسأل أحد عناصر التنظيم عنصراً آخر: “وين الديرية وينهم”؟ ليجيبه زميله “هذول هم، هذول هم، جايين يدافعون عن المطار” في إشارة الى أن عدداً من عناصر النظام هم من مدينة دير الزور، قد أتوا قبل أيام الى مطار الطبقة العسكري، ما يدفع الكثيرين إلى مراجعة الحسابات في هذا الشأن، وإعادة ترتيب المشهد الذي أثار الدهشة، مشهد سقوط المطار بزمن قياسي، وأسر المئات من العناصر، دون العثور على قيادات المطار، والطيارين، الذين ربما تم استبدالهم بباسل وزملائه.
بهذه الطريقة الكارثية انتهت حياة باسل، كما انتهت حياة الكثير من أشباهه الذين لم يعرف بأمرهم أحد، وقضوا بصمت بين مطرقة سجن صيدنايا، وسندان “داعش”، بين معتقلات النظام، ورصاص التنظيم.
المصدر : اخبار الوعد السوري