تشكيل الحكومة عاد إلى مرحلة ما قبل إعلان حزب الله عن قبوله بحكومة من دون ثلث معطل، مع قبول “المداورة” في الحقائب الوزارية، وبحث التخلي عن ثلاثية “جيش وشعب ومقاومة”.
لماذا؟
مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي أشارت الى ان ما أسمته “مناورة حزب الله” انقلبت عليه، عندما اعلن عن تخليه عن حكومة 9-9-6، وأبدى استعداده لقبول بحكومة 3 ثمانات، لا تتضمن ثلثا معطلا لاي فريق سياسي. وآضافت ان الحزب أبدى تلك المرونة وفي يقينه ان الرئيس سعد الحريري، وقوى 14 آذار سوف يرفضون طرحه، ما يعفي الحزب من اي التزام، خصوصا لجهة ملء الفراغ الحكومي المستمر منذ عشرة اشهر.
وأضافت المصادر الاشتراكية ان الرئيس نبيه بري، والنائب وليد جنبلاطـ، تلقفا بسرعة ما بدا أنه تراجع من قبل حزب الله، وأطلقا مبادرة في اتجاه قوى 14 آذار، والرئيس الحريري. ولم يكن في حساب حزب الله ان الحريري وقوى 14 آذار سيوافقون على مشاركتهم في حكومة،
في ضوء التصعيد الذي مارسته هذه القوى في اعقاب إغتيال الوزير السابق محمد شطح، وفي اعقاب انعقاد الجلسة الاولى للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وتشير المصادر الاشتراكية الى ان موافقة الحريري السريعة على حكومة تضم وزراء لحزب الله، اربك الحزب، كما ان تراجع الحزب لم يحقق الغاية المرجوة منها، في احداث خروقات وتصدعات في صفوف قوى 14 آذار، فبدأ يبحث عن مبررات للتراجع عن التزامه بما كان اوكل للرئيس بري وللنائب جنبلاط القيام به.
وتضيف ان الحزب لم يكن في الاصل في وارد التخلي عن الحكومة الميقاتية بصيغتها الحالية، فهي تؤمن له كل مستلزماته من حيث الصرف من خارج الموازنة، ومن حيث التجاوزات والارتكابات وعدم تحمل المسؤولية عن مشاركة الحزب الميدانية في القتال الى جانب نظام بشار الاسد.
أشارت معلومات الى ان الوضع الحالي هو الامثل للحزب الالهي، حيث انه يمسك بالمجلس النيابي من خلال حليفه الرئيس بري الذي يفتح ابواب المجلس ويقفلها وفق اجندة “حزب الله”، ومن خلال حكومة مستقيلة يسيطر على وزرائها بالكامل. وتاليا، فهو ليس مضطرا لمشاركة قوى 14 آذار اي حكومة، خصوصا ان هؤلاء حددوا سقوفا عاليه لمشاركة الحزب، تبدأ بعدم إعطاء الحزب اي شرعية لقتاله في سوريا، ومطالبته بالانسحاب من الميدان السوري، فضلا عن ن هذا الانسحاب يجب ان يترافق بأجندة واضحة لحل مسألة سلاح الحزب، والاستراتيجية الدفاعية. وتتسلح قوى 14 آذار، بالهبة السعودية للجيش اللبناني، ما يلغي عمليا الحاجة الى سلاح الحزب، فضلا عن ان قوى 14 آذار تطالب الحزب بتسليم المتهمين الخمسة بالتورط في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وتشير المعلومات الى ان مناورة الحزب انتهت، بعد ان تقدم الاعتراض العوني على التشكيلة الحكومة المتداولة، التسهيلات الالهية، مشترطا استمرار تولي الوزير باسيل وزارة الطاقة وتولي النائب ألآن عون وزارة الاتصالات ، مايضرب الاتفاق على مبدأ المداورة، إضافة الى إعلان الحزب الالهي عن عدم مشاركته في حكومة لا يتمثل فيها الجنرال عون كما يريد.