في المقال الرئيسي على موقع جريدة “الأخبار” الإلهية اليوم ترد “النادرة” التالية لمراسل الجريدة في باريس بسام الطيارة:
“مرّ عيد الميلاد ولم تصل «هدية جيفري فيلتمان الشخصية» إلى اللبنانيين، رغم الوعد الذي قدّمه إلى النائب فؤاد السنيورة أمام السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيلي، بـ«تمزيق حزب الله»، حسبما ورد في مقال لفرانكلين لامب، في «فورين بوليسي جورنال» عن زيارة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في ١٧ تشرين الأول الماضي، فقد نقل فيها قول فيلتمان «سنضرب حزب الله ألف ضربة بطيئة عبر استخدام القرار ١٧٥٧». ويشير الفرنسيون إلى هذه الهدية في سياق «التندّر» على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط عموماً، وفي لبنان خصوصاً.”
وفي المقطع “التحفة” أعلاه 3 “تلفيقات” على الأقل.
أولاً، يعرف مراسل “الأخبار” بسام الطيارة أن مقال “فرانكلين لامب” المزعوم نُشِر َأولاًعلى الصفحة الإنكليزية لموقع “المنار” التابع لحزب الله في 20 نوفمبر 2010 وبصفة “مقال خاص بالمنار”. ثم قام موقع “المنار” بنشر ترجمة مختصرة له على صفحته الإنكليزية. وكل ذلك قبل أن ينشره، بعد أيام، موقع “مجهول” يدعى “فورين بوليسي جورنال”، وهو بالطبع غير مجلة “فورين بوليسي” الأميركية المشهورة التي كنا نتمنّى أن تصل جريدة عربية إلى مستواها المهني.
وبعد هذا المسلسل “المناري”، قام موقع “النشرة” العوني بترويج قصة “هدية فيلتمان” وكأنه “اكتشفها” على موقع “فورين بوليسي جورنال”، وطبعاً من غير أن يكلّف نفسه عناء أن يشرح للقارئ أن “فورين بوليسي جورنال” هو موقع مجهول ولا صلة له، لا من قريب ولا من بعيد، بمجلة “فورين بوليسي”!
وثانياً، لا يبيّن “مراسل الأخبار” من هم “الفرنسيون” الذين ينقل عنهم أنهم “يتندّرون” حول “هدية فيلتمان”! وبانتظار أن يكشف المراسل “مصادره الموثوقة”، فإننا نرجّح أن من يسميهم”الفرنسيون” في المقطع المنشور في “الأخبار” تعني 2 أو 3 من الأصدقاء العرب للمراسل، ولا نستبعد طبعاً أن يكون هؤلاء من حملة الجنسية “الفرنسية”، وفي هذه الحالة يصحّ إستخدام تعبير “الفرنسيون” عليهم، ولكن من الناحية “اللغوية” فقط. ولو أن ذلك ليس ما أراد المراسل أن يوحي به لقراء “الأخبار”!
وأخيراً، فمراسل “الأخبار” يتصوّر، في ما يبدو، أن سفارة فرنسا في بيروت، وسفارات البلدان الأخرى، لم تلاحظ أن موقع “المنار”، أي حزب الله، هو مصدر كل الخبر الملفّق من الألف إلى الياء حول ما يسمّى “هدية فيلتمان”.
وفي النهاية، نقترح على مراسل “الأخبار” أن “يحدّد” المصادر الفرنسية التي “تتندّر” على “السياسة الأميركية في الشرق الأوسط عموماً، وفي لبنان خصوصاً”! إلا إذا كانت هذه المصادر “طلعت معه” على فنجان قهوة!
وكلمة أخيرة لمراسل “الأخبار”: الأغلبية الساحقة من اللبنانيين تكنّ تقديراً كبيراً لرجل الدولة الشجاع فؤاد السنيورة ولأول سفير أميركي يقف بصلابة مع إستقلال لبنان، وهو جيفري فيلتمان! وهذا مع إقرارنا بأن بعض “اللبنانيين” يفضّلون عليهما “رستم غزاله”، وهذا من حقّهم طبعاً..
وكما قال المثل القديم “وشر المراسل ما يُضحك”!
“الشفّاف”
*
نقترح على القارئ العودة إلى مقال “الشفاف” المنشور في 25 تشرين التاني/نوفمبر، وفيه “قصة” فبركة “هدية فيلتمان” المزعومة، من أولها إلى آخرها، الذي نعيد نشره أدناه للفائدة:
موقع “النشرة”: “يكزّ” عن “المنار” ويتّهم مجلة “فورين بوليسي”!
الخميس 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010
بعد تقرير “سي بي سي” الكندية بدا الظرف ملائماً لـ”تسريبة” جديدة ضد التحقيق الدولي وضد الدور “الشيطاني” للسفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان. وقد تكفّل بـ”التسريبة” موقع تلفزيون حزب الله على الإنترنيت، وهو موقع “المنار”.
فقد نشر موقع “المنار” على صفحته الإنكليزية مقالاً لأميركي يدعى “فرانكلين لامب” بعنوان Lebanon’s Tribunal as Bludgeon How Israel and the US hope to destroy Hezbollah
ومعه تنوية “خاص بالمنار” (Exclusive to Al Manar)، ونُشِرَ الموضوع بتاريخ 20 نوفمبر أي قبل 5 أيام. والكاتب الأميركي مقيم في بيروت ويكتب “زاوية أسبوعية كل سبت على الموقع الإلهي!
وبعد نشر الموضوع على “المنار”، فقد تم نشره على موقع يدعى “فورين بوليسي جورنال” وهو، كما نفترض أن محرّري “النشرة” (العونية) يعرفون غير موقع “فورين بوليسي” التي تُعتَبَر من أرقى المجلات الأميركية.
ماذا فعل موقع “النشرة”؟ ببساطة، فقد “أغفل” الإشارة إلى نشر المقال على موقع حزب الله أولاً، ونحن “نجلّ” موقع “النشرة” عن أن يكون قد قام بذلك “سهواً”!
وثانياً، فقد خلط “بصورة بريئة” بين مجلة “فورين بوليسي” و”مجلة فورين بوليسي”، أي بين مجلة من الدرجة الأولى وموقع من الدرجة التاسعة .. أعاد فيه الكاتب فرانكلين لامب نشر موضوعه الـ”خاص بالمنار”!
وفي أسوأ الأحوال، كان بوسع محرّري “النشرة” أن يقتطفوا ما ورد على موقع “المنار” في صفحته العربية وهو “روى لامب في زاويته الاسبوعية على موقع قناة المنار الالكتروني وقائع محادثة قال انها جرت بين مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان وموظفة مكتبه السابقة, السفيرة الاميركية الحالية في لبنان مورا كونيلي..”
وهذا يذكّر، إستطراداً، بـ”موقع فيلكا”، وهو موقع “إسرائيلي” سوى أنه يصدر في مكانٍ ما بين ضاحية بيروت الجنوبية و”ريف دمشق” الذي يرعاه سيء الذِكر رستم غزالة!
وبعد ذلك عنون موقع “النشرة” ترجمته (“الخاصة” هي أيضاً) للمقال بعنوان مثير: “النص الكامل لـ”فورين بوليسي جورنال”: الجائزة الكبرى نصرالله”!!
مثل لعبة الـ”3 أوراق” صار المقال المُمَؤَّل من حزب الله مقالاً من مصدر أميركي حّق موقع “النشرة” إنجاز ترجمته إلى العربية.. وترويجه!
وماذا يريد الجمهور “المغفّل” أكثر من شهادات أميركية تدين “المجرم” جيفري فيلتمان ومخططاته “الجهنمية” ضد حزب الله؟
“كلّو تمام”..
سوى أن اللبنانيين يفضّلون جيفري فيلتمان على رستم غزالي وحواشيه! بين أول سفير أميركي وقف مع إستقلال لبنان منذ 30 سنة(أسلافه كانوا يدافعون عن إحتلال قوات حافظ الأسد للبنان) وحاكم لبنان السابق من “عنجر” (وحاكم “ريف دمشق حالياً)، اللبنانيون يختارون جيفري فيلتمان.. بدون تردّد!
يمكن مراجعة مقال “النشرة”، المنقول “بتصرّف” عن موقع “المنار” على العنوان التالي. ويمكن للقارئ “غير المغفّل” أن يرسل للكاتب “إيميل” لسؤاله عن “مصادره” التي لم يتّسع له الوقت لإيرادها!!
http://www.elnashra.com/articles-1-24392.html