هل أخفقت الحملة الإعلامية المستمرة لتصوير مدينة طرابلس وكأنها “قندهار” الأفغانية؟ للتذكير، هذه الحملة كانت انطلقت من صفحات جريدة “الأخبار” الإلهية قبل أشهر، وبقلم رئيس تحريرها إبراهيم الأمين. ثم تلقّفها إعلام النظام السوري، ورئيس النظام السوري شخصياً، في الأسابيع الأخيرة.
خبر “نهار نت”، الذي ننشره أدناه، يعبّر عما يتردّد في بيروت هذه الأيام، وهو أن نظام البعث وحلفائه الإلهيين يمكن أن يعتمدوا “الخطة رقم 2” في مخطط الفتنة.
فإذا فشل مشروع الفتنة السنّية- العلوية، فلماذا لا تقع فتنة سنّية- مسيحية هذه المرة؟ أليس السنّة “أصوليين” و”جهاديين”؟ فلماذا لا يقع إعتداء “أصولي” على هدف مسيحي “كافر”؟ وفي النهاية، فسجون البعث السوري تعجّ بالمعتقلين الإسلاميين، وبينهم سوريون وسعوديون ولبنانيون وعراقيون وأردنيون وغيرهم! ولا بدّ أن بينهم “إنتحاري” واحد، أو إثنان، أو حتى عشرة! هذه كلها “موارد” يمكن تحويلها لضرب هذه “الهدف” أو ذاك!
نظام البعث “العلماني” سيكون جاهزاً، طبعاً، بعد مثل هذا الإعتداء الأصولي الإرهابي لتقديم خدماته لأميركا وأوروبا ولكل رعاة “الحرب على الإرهاب”! فقط، ليسمحوا للبعث السوري بإعادة قواته، أو أجهزته الأمنية، إلى لبنان..
وبعد ذلك، فمن يتصوّر “الأوراق” التي سيعطيها إعتداء “أصولي” على هدف “مسيحي” للجنرال العلماني السابق الذي أصبح حامي المسيحيين وممثّلهم الأوحد بنسبة 70 بالمئة!
*
مخاوف سياسية وأمنية من استهداف “رمز مسيحي” في الشمال
تبادلت قيادات سياسية وعسكرية وأمنية لبنانية خلال اليومين الماضيين مجموعة من المؤشرات والتقارير التي تلقتها عن عملية أمنية يتم التخطيط لها من أجل استهداف “موقع مسيحي” مهم في واحدة من مناطق شمال لبنان.
وبحسب المعلومات التي توافرت ل”نهارنت” من مصادر واسعة الإطلاع فإن جهات استخباراتية إقليمية تسعى الى تنفيذ عملية قد تكون انتحارية ضد “رمز مسيحي مهم” من دون أن تتوافر تفاصيل دقيقة ومحددة عن طبيعة هذا الهدف.
غير أن قيادات سياسية وروحية وأمنية تلقت إشعارات بضرورة اتخاذ تدابير احترازية في محيط الكنائس والأديار والمدارس والجامعات التابعة لرهبانيات أو مرجعيات مسيحية ومراكز المطارنة المسيحيين في طرابلس ومحيطها. كما تلقت تحذيرات من إمكان استهداف المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان أو المقر الذي يقيم فيه بطريرك الروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم خلال وجوده في لبنان في منطقة البلمند.
أما بالنسبة الى السياسيين فتتركز أنظار الأمنيين على تدابير استثنائية تتخذ في محيط المنزل الصيفي لرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع في الأرز، ومقر إقامة رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجيه في بنشعي، ومنزل النائب نايلة معوض في زغرتا.
وتفسر المعلومات انتماء “الأهداف” الى توجهات سياسية وحزبية مختلفة والى مذاهب مسيحية متعددة بأن العاملين على التخطيط لهذه العملية وتنفيذها يهدفون الى إثارة مواجهات طائفية ومذهبية سنية – مسيحية في الشمال من خلال تسليط الاضواء، في حال النجاح بتنفيذ العملية، على دور للجهات الأصولية الإسلامية في الوقوف وراءها، وهم مستعدون للقيام بأي شيء من أجل تحقيق أهدافهم، والسعي الى قلب موازين القوى السياسية في الشمال عشية الانتخابات النيابية المقبلة.
وتعتبر قيادات من قوى 14 آذار بأن المرحلة الحالية تشبه الى حد بعيد المرحلة التي سبقت الانتخابات النيابية الماضية. وتتهم هذه القيادات سوريا بالسعي الى تكرار السيناريو الذي اتبعته في العامين 2004 و2005 بدءا بمحاولة اغتيال الوزير السابق النائب مروان حماده، وصولا الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري بهدف منع تحالف القوى المعارض للدور السوري في لبنان من الفوز في الانتخابات من خلال ترهيب أنصاره، وتصفية رموزه جسديا.
أما القريبون من سوريا فيؤكدون بأن ما يتم الترويج له من عمليات أمنية يعكس حقيقة الجهات التي تقف وراء مثل هذه العمليات والجهات التي تدعمها وتغطي حركتها وتؤمن لها بيئة ملائمة للحركة. ويتهم حلفاء سوريا في لبنان قوى 14 آذار بالسعي الى تعطيل الانتخابات النيابية المقبلة، وفي أحسن الأحوال الى تخويف الناس من خلال عمليات أمنية، على أمل تجيير خوفهم لمصلحة الأكثرية الحالية، في ظل المؤشرات الشعبية على “استحالة” الفوز بها والدلائل المتزايدة عن اتجاه المعارضة الى تحقيق فوز كبير من خلالها.
http://www.naharnet.com/domino/tn/arabicNewsDesk.nsf/getstory?openform&A09FB84D552FCE6FC22574DA003F57A1