عاد الصرح البطريركي في بكركي الى الواجهة مجددا في ظل التناقض في الخطاب بين ما يقوله سيد الصرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الخارج وما يتوجه به الى الداخل!
المعلومات التي رصدت كلام الراعي واترابه البطاركة في واشنطن ورصدت ما تفوّه به غبطته في دار الافتاء، تشير الى ان الكلام يحمل تناقضا فاضحا.
ففي واشنطن تحدث الراعي، خلافا لموقف الفاتيكان، عن المسيحيين بوصفهم “اقلية” تبحث عن حماية، وعن ما يشبه “حلف للاقليات” في المنطقة، وطالب بتشكيل “لوبي لبناني” للضغط على الادارة الاميركية لتتحرك لحماية الاقليات المسيحية في الشرق، مصطحبا معه بطاركة الشرق. في حين ان الفاتيكان يرى المسيحيين في الشرق جماعة تتفاعل مع محيطها وتنفعل به وليس أقلية تبحث عن حماية. والفاتيكان ينظر الى المسيحيين في الشرق بوصفهم اصحاب رسالة وشهود للمسيح والحقيقة.
وتضيف: خطاب الراعي في واشنطن، “أقلوي” ودعا الى تسليح المسيحيين، في حين ان خطاب الفاتيكان يبتعد كل البعد عن التسليح والعنف.
وفي بيروت قال الراعي كلاما مختلفا في دار الفتوى، حيث قصد مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان مهنئا بتسلمه منصبه مفتيا للجمهورية اللبنانية، على رأس وفد من المطارنة. ففي دار الفتوى قال الراعي كلاما مختلفا وطنيا بامتياز، فجدد التمسك باتفاق الطائف، وبالدولة ومؤسساتها رافضا الحديث عن المثالثة وإعادة النظر بالنظام اللبناني، مع انه طالب في مرحلة سابقة بـ”عقد اجتماعي جديد”. يكون بديلا لاتفاق الطائف.
كلام الراعي وتناقضاته أثارا استفهامات عدة، في الاوساط الفاتيكانية الامر الذي دفع بالراعي الى إرسال موفد من قبله الى الفاتيكان مرتين في خلال اسبوع واحد، لتوضيح الالتباسات! ولم تعرف الى الآن ماهية ردة فعل الدوائر الفاتيكانية على “تخبيصات” الراعي.
المعلومات تشير الى ان الراعي وفي معرض تبريره لكلامه الاميركي، قال إنه جاء انسجاما مع رغبة ممولي ومنظمي المؤتمر، خصوصا الممول الرئيس جيلبير الشاغوري، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع النظام السوري، ما زاد في استياء الاوساط الفاتيكانية منه، بالاشارة الى ارتهان موقف الكنيسة المارونية لمصلحة متمول يحمل اجندة سياسية تسعى الى إقامة حلف للاقليات في المنطقة من خلال تعويم النظام العلوي في دمشق والشيعي في طهران، والسعي الى مخاطبة الادارة الاميركية لضم الاسد ونظام ملالي طهران الى التحالف الدولي – العربي لمكافحة الارهاب.
الاستياء الفاتيكاني بلغ مسامع الراعي فبدا عليه التوتر في الآونة الاخيرة وهو يعمل جاهدا على إصلاح ما افسده، من دون ان تتضح نتيجة مساعيه.
“لحام” يريد تدخّلاً لصالح الأسد!
وفي سياق متصل كان لافتا موقف بطريرك الروم غريغوريوس الثالث لحام، من الضربات الجوية للتحالف على مواقع تنظيم داعش الارهابي وجبهة النصرة في سوريا، حيث اعرب عن رفضه للضربات! وتساءلت مصادر شاركت في مؤتمر واشنطن باستغراب عن موقف البطريرك اللحام، مشيرة الى ان اللحام قصد واشنطن ليطالبها بالتدخل العسكري مع لفيف من البطاركة وعندما قررت واشنطن التدخل انتفض اللحام رافضا!
المعلومات تشير الى ان هدف مؤتمر واشنطن لم يكن استدراج “هذا النوع” من التدخل العسكري، بل تم استخدام البطاركة ستار لتعويم نظام الاسد وإضفاء شرعية على النفوذ الايراني في المنطقة من خلال السعي لضم النظامين، باسم بطاركة الشرق، الى التحالف الدولي – العربي. ولما فشلت مهمة البطاركة عاد كل واحد منهم ليغرد على طريقته.