منذ أكثر من سبعة اشهر والنفايات تتراكم في شوارع العاصمة اللبنانية وسط تخبط الحكومة واللجنة الوزارية المكلفة حل هذه الازمة برئاسة الوزير اكرم شهيب بعد تكليفه بديلا عن وزير البيئة الاصيل محمد المشنوق لحل الازمة.
بدأت أزمة النفايات مع إقفال “مطمر الناعمة” في الشهر السادس من العام المنصرم، بعد ان كانت الحكومة اللبنانية اتخذت قرار بإقفاله مطلع العام على ان تؤمن خطة بديلة للتخلص من النفايات.
مع استنفاد المهلة تبين ان الحكومة اللبناينة لم تبادر طوال ستة اشهر الى ايجاد بديل عن”مطمر الناعمة” وبدأت النفايات تتراكم في الشوراع ، فانطلق حرك مدني يطالب الحكومة بمعالجة ازمة النفايات. وبعد احتلال وزارة البيئة من قبل ناشطين مدنيين، اعتكف الوزير محمد المشنوق وتم تكليف وزير الزراعة اكرم شهيب بإيجاد حل للازمة.
ومنذ تكليف شهيب الى اليوم، تعددت الحلول والنتيجة واحدة: اخفاق في ايجاد حب لازمة النفايات التي تتراكم، وبعد ان أخفقت الحكومة في إيجاد مطامر صحية في عكار والبقاع، حيث تم “تطييف” و”مذهبة” جغرافية المطامر! فرفض السنّة استقبال نفايات المسيحيين والشيعة، ورفض الشيعة استقبال نفايات المسيحيين والسنّة، ورفض المسيحيون إنشاء مطامر في مناطقهم! فلجأت الحكومة الى إقرار ترحيل النفايات، وحينها بدأت روائح الصفقات تفوح من عملية الترحيل.
شركات وهمية ونفي روسي!
بدايةً، تم الاتفاق مع شركة هولندية، تبين لاحقا انها مفتلعة وعنوانها منزل شريك مضارب في هولندا ولا وجود لها. الى ان رُسي الامر على شركة تدعي “شينوك”، ليتبين لاحقا ان الشركاء فيها من اصحاب المصالح والمشاريع، والتي بدأت تسوق انها سوف ترحل النفايات تارة الى قبرص التركية، وطورا الى جنوب افريقيا وأخيرا وليس آخرا الى روسيا حيث اشترت الشركة المزعومة قطعة أرض ومحرقة قديمة من مخلفات الاتحاد السوفياتي السابق، بالقرب من جمهورية الشيشان، في حين ذكرت مصادر روسية أن المحرقة تم تركيبها في مدينة “كراسندار” بالقرب من البحر الاسود، في منطقة سياحية ويشكل جوارُها مصيفا للقادة الروس.
وزارة البيئة الروسية قالت في بيان لها اليوم انها لم توافق على استقبال نفايات اللبنانيين والتخلص منها، وقالت إنها ستلاحق قانونيا كل من يثبت علاقته في إعطاء وثيقة قبول مزورة للنفايات الروسية.
وشركة “شينوك” تقول اليوم إنها استحصلت على قرار من مجلس الوزراء الروسي باستقبال النفايات، وفق عقد قيمته مليار دولار، على ان تكون الدفعة الاولى منه 50 مليون دولار تم تحويلها فعلا الى “مجلس الانماء والاعمار” للبدء في ترحيل النفايات قبل ان بتبين ان وزارة البيئة الروسية لم تعطِ موافقتها على استقبال النفايات.
احد رجال الاعمال المتورطين في صفقة الترحيل، ويدعى م.ش. توسط لدى رئيس حزب من اجل ان يوقف عرقلة ترحيل النفايات عبر مجلس الوزراء. وقال للوسيط، إن حصته من من الصفقة بسيطة ولا تتجاوز الاربعين مليون دولار!
مصادر سياسية لبنانية تساءلت عن السبب الذي يحول دون إعادة فتح”مطمر الناعمة” لاستقبال النفايات، علما ان المطمر المذكور بامكانه العمل لسنوات خمس إضافية على أقل تقدير، وان هذا الامر يمثل حلا مؤقتا الى حين الشروع بتنفيذ الخطة المستدامة التي اقرتها الحكومة ومدتها 18 شهرا للتخلص من النفايات محليا!
المعلومات تشير الى ان احد السياسيين اشترى قطعة ارض مساحتها لا تقل عن ستمئمة الف متر مربع في بلدة “عين درافيل”، المطلة على البحر وعلى”مطمر الناعمة”، وانه انجز اعمال الفرز والتخطيط التي تشمل ايضا ملعبا للغولف، وباشر العمل على توليد الطاقة الكهربائية من مطمر الناعمة والتي تستمر مدة 20 عاما على اقل تقدير حسب بعض الخبراء،. وتاليا هناك استحالة بقوة الامر الواقع لاعادة فتح”مطمر الناعمة”. ما يعني إن النفايات ستبقى تتراكم في الشوارع وفي الساحات وسط تواطوء حكومي مكشوف ولا يستثني احدا.
مصادر طبية بدأت تتخوف من تأثير انتشار الروائح والانبعاثات من النفايات المتراكمة، بعد تسجيل اربع حالات وفاة بفيروس انفلونزا الخنازير، وانتشار العديد من الفيروسات المجهولة التي تدأت تفتك بصحة اللبنانيين.