إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
بعض المعارضين القدامى يعيشون حالة إرتباك، وحتى.. إمتعاض! “ما كان ينبغي لـ”التاريخ” أن يحقّق هذه القفزة الخلاقة بدون استشارتهم! بل وخارج مخططاتهم “المدروسة، وعلى أيدي جماعات من “الشبّان الصغار” لم تمارس “المعارضة” في حياتها! بسيطة! المسامح كريم. ولا حول ولا..
الأهم:
لن تصبح مصر “إمارة” للإخوان المسلمين، ولن تصير ليبيا أرضاً لـ”القاعدة”، ولن تغرق سوريا في الحرب الطائفية (الديكتاتور الراحل، غير المغفور له، هدد السوريين: “أنا، أو الحرب الأهلية”!). في بلاد العرب مُناخ جديد، ونظيف، مناخ ديمقراطي وليبرالي، مناخ ثوري! وهذا المناخ الجديد، الذي يحمله جديد عربي شاب “ما بَعد إيديولوجي” هو الذي سيقي الثورات العربية من شوائب جيل الآباء.
وهذا المناخ الجديد لا يقتصر على المثقفين الحداثيين! فهو يشمل حتى شباب الإخوان و”السلفيين”، والمعمّمين المتخرّجين من “لندنستان”!
في ما يلي 3 نصوص من هذا المناخ الجديد الذي خلقته الثورات العربية. أما الصورة، فهي من اليمن الذي سيصبح “سعيدا”!
بيار عقل
*
شيخ بنغازي: “هذه ليست ثورة إٍسلامية، ولا ثورة حزبية..”
نقلت جريدة “لوموند” الفرنسية اليوم نص خطبة أحد مساجد بنغازي، “الشيخ ونّيس فاسي”، وهو معارض قديم للقذافي عاد من بريطانيا (من “لندنستان”؟) بعد اندلاع الإنتفاضة الليبية.
بدأ الشيخ خطبة الجمعة قائلاً: إن الغارات الجوية (الغربية) تحمي المدنيين، وهذا أمر حسن. ولكننا نطالب الغرب، أيضاً، بتوفير سلاح حديث يسمح لنا بمحاربة القذافي”.
بعد ذلك، عرض الشيخ القادم من عاصمة الأصولية الدولية رؤيته للثورة، قائلاً: “نحن شعب واحد، ونحن جميعاً أخوة. هذه ليست حرباً أهلية. وهذه ليست ثورة إسلامية، ولا ثورة من أجل حزب أو عشيرة. إنها ثورة شعب، ثورة حقّقت معجزة. علينا أن نحفظ روح هذه الثورة. ونحن لن نقبل في المستقبل أية ديكتاتورية من أي نوع كان”.
وأضاف: “سيكون علينا أن نتوصّل إلى تفاهم يرضي جميع الليبيين، ويحمي حقوق كل الليبيين. وينبغي على كل واحد أن يتعهّد باحترام القانون وباحترام الدستور، سواءً كان موافقاً عليه أم لا”.
وأنهى الشيخ خطبته بدعوٍةٍ إلى التسامح: أراد القذافي أن يدمّر بنغازي، ولكن القذافي انتهى. لا ينبغي لنا أن نقتل كل أنصار القذافي لمجرّد أنهم يختلفون عنّا في الرأي. ينبغي ألا تقتلوا سوى الذين يريدون قتلكم..”!
*
شاهد عيان من اعتصام دوما الحبيبة البارحة
لبيت دعوة اعتصام أهالي منطقة دوما يوم أمس, لكني كنت حريص كل الحرص أن لا تكون دعوى الاعتصام طائفية,
مع ذلك تفاجئت وأنا الذي أعرف التزمت الديني لأهل تلك المنطقة, كان شعارهم الأول: حرية حرية..اسلام
ومسيحية,دروز وعلوية, أكراد واسماعيلية
..
اعتصم العديد من الشباب في ساحة البلدية, والتي أطلقوا عليها ساحة الكرامة والتحرير, واختلطت النداءات المطالبة بـ:
الحرية
الغاء حالة الطوارىء
الإفراج عن كل المعتقليين أصحاب الرأي في سورية
القضاء على الرشوة والفساد
الغاء الأحكام العرفية
بعد عدة ساعات من بدء الاعتصام أرسل النظام مندوبيه من أعضاء مجلس الشعب للتفاوض معنا, مع وعود كاذبة بالتغيير والاصلاح والافراج عن المعتقلين, بينما تتوارد لنا الأنباء العاجلة عن سقوط الشهداء في درعا والصنمين والمعضمية واللاذقيةعند هذه الأنباء المحزنة تصاعدت مطالبنا وأصواتنا, اسقاط النظام السوري, اسقاط حزب البعث الحاكم ,اسقاط حكومة العطري
تعالت الهتافات بالاعتصام لأيام وأيام,وجاءت قوات حفظ النظام, وأثبتنا لهم أننا ليس هنا للتخريب وسنعتقل كل مخرب,بالرغم من أنهم أرسلوا بعض المتخفين منهم ليحرضوا على العنف وضرب المراكز الادارية,لكن كنا في اعتصام أهلي اجتماعي سلمي, من المثقفين وأصحاب المهن الحرة, مواطنين يأكلون من كد جبينهم لكنهم يتوقون للحرية,كنا مواطنين عزل ليس لدينا إلا أوراق نرفعها تندد بالبطش وتطالب الاسراع بعملية الاصلاح,
و للأسف كانت يد البطش أقوى
في الثانية عشر ليلاً افترشنا الأرض, وهناك من جاء بالأغطية القماشية والسجادات, الكثير من رجالات تلك المنطقة تبرعوا من جيوبهم وهم من أصحاب الدخل المحدود, فاشتروا لنا المياه والخبز والتمر.
لكن للأسف كانت يد البطش أقوى
لم تبدأ قوات حفظ النظام بالهجوم, لقد أرسل النظام علينا بلطجية ملتحين يحملون عصي برؤوس مدببة
تعالى صياحهم الله..سورية..بشار وبس
وتعالى صياحنا الله..سورية..درعا وبس
وللأسف كانت يد الغباء أقوى
تقدم أحد كبار السن متجهاً إلى مندوبي النظام, وقال لهم بصوت عال..ادخروا قواكم ضد أعداءنا هناك في تل أبيب, أخيفوا أعدائكم ولا ترهبوا شعوبكم المطالبة بالحرية, فانهال البلطجية علينا بعصيهم وذلك بعد أن شكلنا درعاً بشرياً لحماية الاعتصام, كانوا ينهالون علينا ضرباً وهم يهيلون علينا الشتائم ويرددون الشعارات الموالية لبشار الأسد
لم أشعر بالعصا التي تركزت بكل لؤم على رأسي والأخرى التي أصابت خاصرتي إلا بعد ساعة تقريباً
سقط من سقط منا, وهرب من هرب, فالعصي لم تعرف كبيراً في السن أو يافعاً في ربيع عمره
ركضنا في حارات دوما هرباً من بطش هؤلاء البلطجية وأعدنا تشكيل وتجميع أنفسنا لمتابعة الاعتصام السلمي, لكن هؤلاء البلطجية كانوا من الدهاء بما يكفي ليختبىء الكثير منهم في تلك الحارات ويطوقوننا مجدداً وهذه المرة ليعتقلوننا فهربنا مجدداً
وأنا في طريق العودة رأيت سيارة شرطة كبيرة مصفحة وهتافات كثيرة تنطلق من داخلها…حرية..حرية
وكانت هذه لحظة حرية لنا جميعاً بؤسفني فيها أن هناك أيدي لم تعرف إلا الغدر والقتل أرادات أن تنال من هذه اللحظة, لكننا حصلنا عليها بالرغم منهم
بلحظة الحرية هذه سقطت ادعاءات بثينة شعبان عن الاصلاح
بلحظة الحرية هذه وبالأحداث التي طالت سكان درعا والصنمين وكل المدن السورية بات الجميع يدرك أن هذا النظام هو نظام استبدادي, مجرم, وقاتل كغيره من الأنظمة المستبدة, ولن يخرج إلا بدماء آلاف الشهداء
مع هذا فالمسيرة مستمرة
*
<img1970|center>
ميثاق شرف ضد الطائفية في سورية
نحن مواطنون سوريون، شباب وكهول، نساء ورجال، تقلقنا مظاهر التفكير والسلوك والممارسات الطائفية، ونجد فيها خطرا على الانتماء الوطني السوري الجامع، وعلى مبدأ المواطنة الذي لا نتساوى إلا على أرضيته.
إننا نعلن احترامنا التام لكل عقائد السوريين وأديانهم، ولن نشارك في النيل من أي منها، ولن نجامل من يفعلون ذلك؛
إننا لن نحابي أصولنا الدينية والمذهبية على حساب الوطنية السورية الجامعة؛
إننا سنعمل من أجل مزيد من التعارف والتواصل مع سوريين مختلفي المنابت، وعلى توطيد الثقة بيننا، لأن المرء عدو ما يجهل، ومن يجهل؛
إن حسنا بالعدالة وحسنا الوطني يلزماننا بتفهم مواطنينا المغايرين لنا في الدين أو المذهب، وبأن نضع أنفسنا في مكانهم، ونعمل على فهم ما يقلقهم، ولا نرضى لهم ما لا نرضاه لأنفسنا، ولن نمارس أي ضرب من المخاتلة أو الغش في هذا الشأن؛
إننا نرفض أية امتيازات سياسية أو اجتماعية أو حقوقية متصلة بالأصل والانتماء الموروث من أي جهة صدرت، وخاصة من جهة الدولة، كما لا نرضى بإشغال أية جماعة أهلية خاصة موقعا امتيازيا من الدولة؛
إننا نرى في التعدد الديني والمذهبي في بلدنا عامل إثراء عظيم، على أن يبقي في حيز المجتمع، وأن تنصب الحواجز القانونية والثقافية والسياسية التي تحول دون تسربه إلى الدولة ومؤسساتها؛
إننا لا نقبل أي شكل من أشكال التمييز بين السوريين، ونُدرج اعتراضنا على الطائفية في سياق التطلع إلى سورية ديمقراطية، توفر الحريات العامة لسكانها جميعا، لتكون دولة مواطنين أحرار متساوين؛
إننا نرفض أن نُعرّف بانتماءاتنا الموروثة، ونرفض المحاصة الطائفية ومنطق الكوتات، ونعترض على التأسيس المعرفي له عبر صنع الصور النمطية الثابتة لأي من الجماعات الدينية والمذهبية المكونة لمجتمعنا؛
إننا نتطلع إلى أفق سياسي وحقوقي يتوفر فيه قانون يُجرِّم التحريض الطائفي، ويعاقب ممارسيه؛
إننا نعمل أيضا من أجل المساواة الاجتماعية، والتخلص من الفقر والجوع والهامشية والبطالة، وإلى تقليل الفوارق الجهوية في بلدنا، ونرى الفقر والفوارق الجهوية تربة خصبة للانقسامات الاجتماعية والتهييج الطائفي والفئوي؛
إننا لا نقر أي شكل من أشكال التمييز الإثني والقومي، ونرى أن فتح باب واحد للتمييز يفتح أبواب التمييز كلها؛
إننا نكافح ضد التمييز الجنسي، ونعمل من أجل المساواة بين النساء والرجال؛
إننا نتطلع إلى تطور التعليم والتفتح الثقافي والاستنارة العامة والترقي الأخلاقي في مجتمعنا، باعتبار أن ذلك يقوي الروابط والوطنية والإنسانية بين الناس؛
إننا نلزم أنفسنا باعتدال النبرة وعدل الفكرة، ولن ننجر إلى ممارسة العنف اللفظي أو أي نوع من الإسفاف؛
إننا لن ننعزل عن مواطنينا، ولن نتحول إلى طائفة أو عصبة خاصة.
نصوص الثورات العربية: ماذا يجمع شيخ جامع بنغازي ومتظاهر “دوما” السوري؟ على هذا أراهن … وما أفكر فيه بعد إنتهاء هذه الثورات هو أن أتوقف عن القراءة وأن أتوقف عن الكتابة وأترك بيروت وأذهب الى العيش على شاطىء البحر في جبلة السورية فلطالما عاينتها وتتبعت صورها ، فهي اليوم أشبه شيىْ عندي برأس بيروت قبل الخمسينات من القرن الماضي ، حيث هناك هوى عيشي. للمناسبة أنا أخر مرة زرت فيها سورية كان سنة1971. لا أحب الشام ولا مدن الداخل، أحب هكذا مدينة صغيرة على البحر على الساحل الشرقي للمتوسط ،مدينة تشبه بيروت بعدما تشوهت بيروت التي أحببتها.ومن سنوات تعرفت على… قراءة المزيد ..