كانت الحرب الأهلية في لبنان، في سبعينات القرن الماضي، جزئياً، حرباً بين الشعبين الأفضل تعليماً في المنطقة العربية! وكانت المرأة الفلسطينية بين أكثر نساء العرب تحرّراً وتقدّماً. ثم جاءت كارثة “الخمينية“، وكارثة صعود “الإخوان” في أعقاب هزيمة التيارات القومية المتخلّفة. وجاءت “أم الكوارث” (حسب تعبير مقتبس من “غير المغفور له” صدام حسين) حينما تحالف “الإخوان” مع “الدولار الخميني“!
النتيجة: كانت المرأة الفلسطينية (والعربية) تطالب بمزيد من “المساواة” مع الرجل، فصارت تطالب بـ“حق” دخول مباريات كرة القدم!
الشفاف
*
أ ف ب عربي ودولي
منعت الشرطة التابعة لحركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة الاحد مجموعة من النساء من حضور مباراة لكرة القدم وسط القطاع بعد ان كان تقرر حضورهن بدخول الملعب، مع تخصيص مدرج منفصل لهن.
وقد تقرر ان يخصص نادي النصيرات مدرجا خاصا للنساء لحضور مباراة الاحد مع نادي الجلاء.
لكن السلطات في القطاع منعت النساء من الدخول الى الملعب في مخيم النصيرات للاجئين جنوب مدينة غزة، ما اضطرهن الى مشاهدة المباراة من خارج السياج، بحسب مراسل لفرانس برس.
وقالت آيات عثمان، وهي من المشجعات اللواتي حاولن مشاهدة المباراة “حضرنا الى هنا لتشجيع الفريق وشبابنا في النصيرات ومشاهدة المباراة، ولكن فوجئنا بوجود قوات الامن التابعة لحماس والتي اغلقت البوابات بوجهنا ولم تسمح لنا بالدخول والتشجيع“.
وكانت مباراة الاحد ستشكل احدى المرات النادرة التي يتم فيها السماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم منذ سيطرة حركة حماس الاسلامية عام 2007، في اطار برنامج لتحسين النوادي الرياضية في القطاع الفقير والمحاصر.
واعربت الناشطة النسائية امل شحادة، التي تدير مشروعا لتحسين النوادي الرياضية لوكالة فرانس برس عن خيبة املها ازاء قرار المنع.
واضافت “رغبنا في ان تكون هناك سابقة في قطاع غزة تقوم فيها المرأة بتشجيع نادي النصيرات“.
كما في غزة، كذلك في طهران
وبحسب شحادة “لكن تفاجئنا بأن البوابة مغلقة امامنا وقوات الامن التابعة لحماس تمنعنا من الدخول لتشجيع فريقنا مع ان المدرج مخصص للمرأة فقط“.
وقال شرطي في الملعب انه استنادا للتعليمات سيتم منع دخول النساء الى الملعب.
ولم يصدر اي تعليق من حماس على قرار المنع.
وكان نادي النصيرات أعلن صباح الاحد انه سيسمح للنساء بحضور مباراته في مدرج منفصل حسبما قال فريد ابو يوسف، رئيس النادي.
واكد ابو يوسف قبل المباراة انه “لا مانع لدينا من حضور النساء مبارايات كرة القدم، واليوم للمرة الاولى دون اختلاط. مدرج خاص للنساء ومدرج خاص للرجال“.
وبحسب أبو يوسف فأنها “المرة الاولى التي ستحضر فيها المرأة بشكل رسمي” موضحا انه في السابق كانت نساء يحضرن المباريات بشكل فردي ومحدود.
وتابع “طلب اللاعبون ان يقوموا باحضار امهاتهم واخواتهم وزوجاتهم، ثم تطور الامر وأصبحت كل النساء يرغبن في الحضور“.
ومنذ سيطرتها على القطاع عام 2007، تفرض حماس مجموعة من القوانين وتسعى لمنع او تخفيف الاختلاط بين الجنسين في الاماكن العامة.