صور نمطية، دخلت مكوناتنا الحياتية والثقافية، وقد اعتدناها كمسلمات لا غنى عنها، وجزء مما درجنا عليه…والسلام…
البداية مع مذيعات ومذيعي التلفزيونات والفضائيات. منذ بداية وعيي للتلفزيون، وقد كان أبي سبّاقا في شرائه، اعتدنا صورة المذيعات في نمط واحد موحد… شابات في مقتبل العمر، تزيّن بطريقة معينة، حتى لتبدو المذيعة أحيانا كشجرة عيد الميلاد. هذا لا يهم فهو أمر شخصي أو هي شروط العمل. وينطبق هذا الأمر على مضيفات الطيران. فأن تعمل الفتاة مضيفة طيران فهذه شهادة اعتراف بجمالها واتقانها للغات أخرى غير اللغة الأم.
لم يتغير الأمر حتى اليوم في زمن الانفتاح الفضائي. حيث لم نشهد مذيعة عربية، بدأت مشوارها مع الشاشة واستمرت فيه ردحا من الزمن طويلا.. فلم تسقط ورقتها قبل بداية موسم خريفها!!! وعلى النقيض نجد المذيعين وقد تجاوزوا خريف عمرهم وما زالوا نجوم الشاشات الفضائية والأرضية!!
شخصيا لم أنتبه للأمر الّا حين كُتِبَ لي العيش في الغرب. ورأيت في أكثر من بلد غربي، مذيعات بلغن سنّ النضج التام، وربما خلون من أي مسحة جمال لافت، لكنهن بالطبع على قدر من الكفاءة والخبرة. وكذلك هو حال مضيفات شركات الطيران الغربية. فالعمر والجمال المنتقى بعناية وبالواسطة ليسا شرطا للعمل.
فهذه ليست عنصرية وتمييزا ضد المرأة، وانما هو تكريس لدورها كدمية عليها ان تسعى جاهدة او هكذا يراد منها، لامتاع حاسة النظر للمشاهدين والمسافرين. فلم يسقط الجمال والعمر من شروط عمل الرجل في هذه الميادين؟؟
اعتدنا في اعلامنا دوما، ذكر الدرجة العلمية للأكاديمي والاشارة بحرف الدال الى جانبه نقطة “د.” . ومع كثرة “الدالات”، ما زلنا نعاني من التخلف الشيء الكثير، كما نعاني من القصور في الآسهام الحضاري وبناء ثقافة انسانية. لم ألاحظ تلك الظاهرة، الا في ثقافتنا، هذا على حد علمي، فهل يحتاج المثقف الى برهان مسبق على تميزه؟ في النرويج لم لفت نظري تلك الظاهرة، ففكرت في نفسي: ياه .. أما شعب نرويجي متخلف، ليس لديه أي حامل لحرف “الدال” وبجانبه حرف “الراء” وأخيرا النقطة” لتتماشى مع لغته.
في وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، يحتار المذيع أو الصحفي في انتقاء الألقاب وكلمات التشريف لضيفه. بعض الألقاب قد ترتبط بالمراكز الوظيفية.. فخامة، سيادة، سعادة وقد يلقى الضيف أكثر من لقب في وقت واحد، سعادة اللواء الركن القائد العظيم… وفي حال التواضع الشديد، تكون المخاطبة بـ “حضرتك”.. وكأن مخاطبة الانسان باسمه عيب عليه.. فكرت أيضا، بعدم تهذيب النرويجيين، ومخاطبتهم الوزير والنائب ورئيس الحزب بأسمائهم فقط!
ففي حديقة القصر الملكي في اوسلو، يتنزه الناس، ويلعب الأطفال، وفي الأيام المشمسة يتمددون على العشب للتشمس أو احتساء البيرة الباردة. وأمام البرلمان النرويجي تنتشر المقاعد والمقاهي للاستراحة. ولا يمر يوم الا ويتجمع المعارضون والمحتجون او المؤيدون لأمر ما وترفرف الأعلام المختلفة الألوان والاشكال.. وما أكثر الأثنيات والجنسيات والديانات في هذا البلد، وما أكثر المشاكل في بلدانهم.. وما أكثر مناسبات تجمعهم أمام البرلمان!!
يخرج النائب من البرلمان يقود سيارته بنفسه، فلا سائق ولاسيارات مرافقة او حماية، وبدون اجهزة كاشفة ورادارات تسبقه.. وأخرى تتبعهه..
أمّا في بلادنا.. فمن يجرؤ على الاقتراب من تلك الأمكنة ؟ فسكانها جاؤوا من عوالم أخرى، لا يحق لنا مشاهدتهم أو الاقتراب منهم، فهم مشغولون في صنع مستقبلنا، ويعملون نيابة عنا، ويسهرون على مصالحنا، لهذا فنحن ننام ملء جفوننا ولا ندري الى أي هاويةٍ نسير أو نُسيّر..
albakir8@hotmail.com
حنان بكير روائية وكاتبة فلسطينية من لبنان تقيم في أوسلو
نحنُ وهُم: ملاحظات عابرة
مقال رائع وواقعي. والفرق بيننا وبينهم هو هذه العقلية التي تميل الى الواقع والمحتوى وليس الالقاب والرتب.
نحنُ وهُم: ملاحظات عابرة مقال ممتاز ومدخل للبناء عليه لخلخلة وتفكيك الخطاب والذات العربية المنغلقة على ذاتها في عالم يزداد انفتاحا والساكنة سكون آسن في عالم يزداد سرعة وحيوية , هل لاحظتم هذا الكم الهائل من ال “د.” و “أ.د.” يسرحون ويمرحون في صندوق العجائب (الفضائيات العربية) متسلحين بكتابهم المقدس (قصاصة من صحيفة هآرتس) ومطمئنين المشاهد البائس بأنه على قمة العالم طالما اعترف العالم ان (الاقتصاد الاسلامي) هو الحل ؟.. ويواصلون نفخ الروح في نظرية “فوكاياما” التي اصبحت عظامها مكاحل ؟.. هل لاحظتم هذا الكم الهائل من الدراسة والبحث والتنقيب في أهلية سيد القمني ل “د.” لدرجة ان احد حملة… قراءة المزيد ..
نحنُ وهُم: ملاحظات عابرة في مكانك لكتبت فقط “حنان بكير ” , بعد ما ورد من اجل ان يقتدوا الآخرين, من يقدموا نفسهم بالشكل التالي , مؤلف أكثر من 60 كتاب في علم الثرثرة بين المغرب والعشاء باللغة المحلية الدارجة, من اجل رجال الاستخبارات ما يعتقلوا مؤلفاتي , كتبي لهدا لا احد يستطيع فك رموزها السرية جدا , عشرات , مئات من المسرحيات في اون لاين مباشرة أيضا لنفس السبب السابق , سيمفونية معدنية , باسم البطة تحب العنزة في المنام في أيام البرد القارص , خاصة من شغلوا حالهم وحالنا , د. أكاديمي , كيف يمكن ان يكون إنسان… قراءة المزيد ..