لم يسبق أن عرف العالم العربي والاسلامي قضية اكتنفها الغموض والوضوح في آن واحد كقضية الإمام موسى الصدر. الغموض لأن تفاصيلها لم تنجل بعد 32 عاما على غيابه ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، والوضوح لأن الواقعة تزامنت مع زيارتهم الرسمية لليبيا في آب 1978، ولم يخرجوا منها وفق العديد من الروايات.
في ذكرى مرور 11687 يوما على تغييب الامام، إلتقت “الوكالة الوطنية للاعلام” نجله السيد صدر الدين الصدر الذي يدلي بحديث صحافي للمرة الاولى.
الصدر: القضاء مقصر
وبادرنا السيد صدر الدين الصدر: “أنا من الخدام في مؤسسات الامام الصدر للدراسات والابحاث مع السيدة رباب الصدر (شقيقة الامام المغيب)، ومقيم في لبنان. عام 1976، وبسبب الحرب الاهلية والوضع الامني لتحركات الوالد، اضطررنا الى الانتقال الى طهران، ولكن كنا نأتي ونذهب في زيارات عائلية، الى ان عدت عام 1989 واستقررت في مؤسسات الامام الصدر وبقيت فيها. وأنا أعمل في القسم الخاص الذي يعنى بجمع النتاج الفكري للامام، سواء عبر الاصدارات أو الكتب، أو عبر الموقع الالكتروني للمؤسسات، والمؤتمرات تحت عنوان “كلمة سواء”، وبما نقدر عليه من خلال متابعة قضية خطف الامام الصدر وأخويه، لكي نحض المسؤولين على القيام بواجبهم لعل الله سبحانه يمن علينا بإنقاذهم من سجون القذافي”.
وقال: “من الواضح عند المراجع القضائية والديبلوماسية أن الامام والشيخ والسيد ذهبوا الى ليبيا في زيارة رسمية، ولم يخرجوا منها. وقد ادعى القذافي أنهم خرجوا الى روما، ولكن القضاء الايطالي والتحقيقات اللبنانية والمعلومات الكثيرة أثبتت أنهم لم يتركوا ليبيا. وخلال فترات طويلة منذ نحو 24 سنة كان ادعاء القذافي أن الامام ورفيقيه ذهبوا الى ايطاليا، ولكن في 31/8/2002 إعترف القذافي علنا بأن الامام الصدر ورفيقيه دخلوا ليبيا بدعوة من سلطاتها واختفوا هناك، أي بخلاف ما كان يقوله طوال 24 سنة، وأدى ذلك الى تحريك القضاء اللبناني مجددا، والذي يا للاسف كان نائما لأسباب نجهلها. ومذذاك حرك الملف القضائي، الى أن صدر قرار اتهامي عن المحقق العدلي اللبناني بحق القذافي بخطف الامام ورفيقيه وحجز حريتهم. كما صدرت مذكرة توقيف بحق القذافي، وحصل ذلك يوم 21/8/2008، وكانت تلك القرارات مدعومة بمطالعات للنائب العام التمييزي يؤكد فيها مسؤولية القذافي ويطلب الادعاء عليه. والمؤسف أنه من 2008 الى الآن لم يحدد المجلس العدلي الذي هو المرجع الصالح موعدا لجلسة المحاكمة”.
أضاف: “لم يقم القضاء بواجبه، ولكن لا يمكنني أن أتعرض له لأنه قضاء يمثلنا. كما أن مذكرات التوقيف بحق القذافي وأعوانه بقيت في الأدراج ولم تعمم. ليس هدفنا الاساءة الى أحد، وإنما هناك قضية حق، وعيب علينا وعلى القضاء اللبناني والدولة والمجتمع العربي أن نبقى صامتين. وأذكر بأن بيان الحكومة الحالية تحدث عن السعي الى مضاعفة الجهود في كشف ملابسات قضية الامام الصدر. ولكن الى الآن لم نر أي خطوة إيجابية، ويجب أن تُسأل عن ذلك، وأنا أسال عبر الوكالة الوطنية عما فعلته الحكومة لإطلاق الامام والشيخ والسيد في الذكرى ال32 لإخفائهم، وخصوصا أن تلامذة الامام ومحبيه وأصدقاءه كثر ومن كل الطوائف”.
وسأل الصدر: “لو أن الامام كان موجودا وأسر أحد المسؤولين لدى القذافي، فماذا كان الامام ليفعل؟ أترك الجواب لمخيلة الذين يعرفونه”.
ولفت الى التعامل مع القضية “من زاوية أنه أحيانا، وربما عن غير قصد، يصدر كلام في الاعلام وكأنه يساعد الجاني على تبرئة نفسه. فالقضية لا لبس فيها ولا لغز ولا غموض، ولا شيء يحتاج الى جلاء. الأمر واضح، إلا إذا كنا جاهلين أو نتجاهل. وكان الامام يردد: “الخطر الاسرائيلي محدق وآت علينا، إلا لمن هو جاهل أو يتجاهل”. والشيء نفسه نقوله في قضية الامام. فهو لا يزال واقفا ورفيقيه خلف القضبان، إلا لمن يريد أن يرفع المسؤولية عنه”.
وبسؤاله هل يقصد بما يقوله أن الامام ورفيقيه لا يزالون أحياء، أجاب: “الامام الصدر وسماحة الشيخ محمد يعقوب والاعلامي السيد عباس بدر الدين لا يزالون أحياء وأسرى في يد القذافي. هذا ليس جديدا، ولكن يبدو أن هذا يجب ألا يعمم. المسؤولون في الدول العربية كلهم أصدقاء للامام، وكثر منهم تدمع أعينهم عندما يحدثوننا عنه، ولكن لم يفعلوا شيئا على الاطلاق. كل المسؤولين العرب، الأحياء منهم وورثتهم، بدءا من السعودية الى سوريا الى المغرب وايران والاردن ومصر والكويت، كانوا أصدقاء له”.
وأكد “أن الهدف من كلامي ليس التهجم على أحد ولا المحاسبة، لكن هناك قضية حق، والساكت عن الحق شيطان أخرس. كائنا من يكون. لقد عاش الامام 19 سنة في لبنان وأنجز ما أنجزه، فكيف لو كان موجودا خلال السنوات ال32 الماضية؟ نحن في أمس الحاجة اليه”.
وما المطلوب للتحرك، أجاب: “تحرير الامام والشيخ والسيد يكون بالضغط على القذافي كي لا يكذب مجددا، لأنه عاد واشترى أحد القضاة الايطاليين في القضاء هناك، وفبركوا أن الامام الصدر ربما دخل روما. هذه أكاذيب فاضحة، وراءها سلطة ومال وعلاقات، يقابلها صمت من الآخرين. وأود أن أسأل: لماذا شارك لبنان في القمة العربية في ليبيا، في حين أن القضاء اللبناني اتهم القذافي بأسر الامام ورفيقيه؟ ولماذا بقيت العلاقة بين لبنان وليبيا الى الآن؟ إنها اسئلة لا إجابات عنها، لكنها تكشف سبب بقاء الامام والشيخ والسيد خلف القضبان”.
وهل يتوقع أن يطول التغييب، قال: “إذا أردنا أن نعبر عن الألم، فعلينا أن نعد الأيام ال11687 بالثواني. منتهى الظلم على الامام ورفيقيه أن يسجنوا ويسكت عن قضيتهم، بدليل مرور 32 سنة تغييبا. ويشهد الله أن هدفنا ليس أن نعاتب أحدا أو نؤذي أو نحاسب”.
وأي عبرة يستخلص بعد كل هذه السنوات؟ أجاب: “علمنا الامام أنه عندما تكون هناك قضية حق يجب أن ندافع عنها حتى لو بقينا وحيدين. واجبي الشرعي يجبرني على التحرك بغض النظر عن أنه والدي”.
وكرر تأكيده “أن المطلوب هو السعي الى تحرير الامام وأخويه. وإذا طالبنا بشيء آخر نرتكب خيانة”.
وهل يؤمن بالثأر والانتقام؟ سارع الى القول: “لا، لم يعلمنا الامام الثأر ولا الانتقام، وانما الدفاع عن الحق. هل ثأر أبناء الامام الحسين لدم الحسين؟ لا، ولكنهم تابعوا الحياة الدنيا، لأن هناك قضية حق. الامام والشيخ والسيد لم يخطفوا لأن عيونهم خضراء ولهجتهم محببة، بل لأن لديهم نهجا صحيحا، وكانوا مصدر إزعاج للمخططات التي كانت تحاك”.
وختم: “أنا بعيد عن السياسة، ولكن واجبنا أولا تحريرهم لإكمال المسيرة، وثانيا أن نسير على خطى الامام”.
تحقيق : منى سكرية
نجل الصدر في أول حديث صحفي: الإمام المغيب وأخواه أحياء في ليبيا وأسرى لدى القذافي محمدعبدالغنى محاسب وضابط سابق — lissy_572003@yahoo.com فاجأنا الأخ العقيد معمر القذافى بهذا التصريح الذى يدعو فيه إلى إنشاء الولايات المتحدة الأفريقية وقد ظننته من أول وهلة أنه ينادى بالوحدة العربية وإنشاء ما يسمى بالولايات المتحدة العربية تحت زعامة رئيس واحد ونائب رئيس واحد وفى حماية جيش واحد ولها وزير خارجية واحد ومتحدث رسمى واحد وسياسة خارجية وداخلية واحدة فإذا به يطالب بالمستحيل الرابع بعد المستحيلات الثلاثة السابقة التى توارثناها عن أجدادنا جيلا بعد جيل وهى ” الغول والعنقاء والخل الوفى ” وكان الأجدر والأولى بك… قراءة المزيد ..