النداء التالي من “مركز “تطوير” للدراسات والأبحاث” في مدينة صيدا، عاصمة جنوب لبنان. وهي تتعلق بالصراع الدموي الدائر في مخيم عين الحلوة”، أكبر مخيمات الفلسطينيين في لبنان، وعدد سكانه 70 ألفا، بينهم 45 ألف فلسطيني، والبقية من “مختلف الجنسيات”!
في النداء نقطتان بالغتا الأهمية: أولاً، الدعوة الصريحة إلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على “عين الحلوة” والمخيمات الأخرى، أي إلى نزع سلاح المنظمات الفلسطينية في لبنان. وهذه الدعوة جاءت أولاً من منظمة التحرير الفلسطينية. الدعوة ليست جديدة، ولكنها تظل “حدثاً تاريخياً”!
ماذا تنتظر الدولة؟ الجيش؟
(أنا شخصياً أقترح تطوير الفكرة للتساؤل عن معنى مبرر وجود “مخيمات لاجئين” (مخيم جنين، مخيمات غزة والضفة الغربية) في مناطق وبلدات خاضعة لسلطة فلسطينية!! كيف يكون الفلسطيني “لاجئاً” في “بلده”؟)
ما رأي القارئ؟
ثانياً، “مناهضتنا للعنف، وادانة كل من يدعو له ايا تكن الأسباب والمبررات”، هذا “كلام كبير” غير مألوف في “الأدبيات” العربية التي غالباً ما اعتبرت “السلاح (الصاروخ! و”الإغتيال” و”كاتم الصوتّ”!) زينة الرجال” (وبالتعبير الستاليني “السلطة تؤخذ من فوهة البندقية”).
“غيفارا مات”!
بيار عقل
*
اطلق عدد من الناشطين اللبنانيين والفلسطينيين نداء الى الشرعية اللبنانية من اجل خلاص لبنان ونجاة اللاجئين الفلسطينيين.
وجاء في النداء: “ان ما نشهده من عنف في مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة يدمر تجربة العيش الواحد المستمرة منذ عام 1948، وينذر بمزيد من الآلام، ويدعونا لإعلان مناهضتنا للعنف، وادانة كل من يدعو له ايا تكن الأسباب والمبررات.
لقد دفع اللبنانيون والفلسطينيون معا اثمانا باهظة طوال العقود الماضية، وعلمتهم التجربة القاسية ان وحدة الموقف في الأزمات الحادة ضرورة وليست خيارا.
لذلك نتوجه بهذا النداء الى الشرعيتين اللبنانية والفلسطينية من اجل إنجاز مهمة بسط سيادة الدولة اللبنانية على المخيمات الفلسطينية بالتعاون مع القيادة الفلسطينية المحلية ومرجعياتها التي أعلنت قبولها بهذه المهمة.
كما ندعو الى منع استخدام الحالة الفلسطينية في التجاذبات الداخلية اللبنانية والنزاعات الاقليمية، والتعاون بين الشرعية اللبنانية والأخوة الفلسطينيين لإنتاج حلول للمشكلات الاساسية التي تعترض حياتهم الإنسانية ونضالهم من اجل تأمين حقهم بالعودة الى وطنهم وفق القرار الأممي 194.
ونحن اذ نتوجه بهذا النداء للشعب اللبناني ومجتمع اللجوء الفلسطيني في لبنان، فإننا نهيب بالقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لدى الشعبين، ان تواصل العمل من أجل خلاص لبنان في ظل سيادة الدولة، ونجاة اللاجئين الفلسطينيين وحمايتهم من العنف والتهجير“.
وقد أطلق هذا النداء اثر لقاء ضم ناشطين وناشطات من مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة لبوا دعوة مركز “تطوير” للدراسات والأبحاث الى حلقة نقاش مفتوح تحت عنوان:
“المدينة والمخيم بين العنف والحياة“.
وذلك مساء الخميس 28 أيلول 2023، في قاعة إشبيلية في صيدا.
واستمر النقاش نحو ساعتين، عرض فيه المشاركون معاناة اهالي مخيم عين الحلوة، وتأثير ما حصل فيه على أوضاع مدينة صيدا، واكدوا على أهمية توعية الناس على نبذ العنف الذي يزيد من النزاع، والدعوة الى حل الاختلافات بطرق سلمية، وضرورة بناء نخب شبابية لتسيير أمور الأهالي المخيم .والتعاون بين النخب الفلسطينية والنخب اللبنانية