وجّهت مجموعة من الصحفيين والسياسيين والناشطين القانونيين الإيرانيين الذين لجأوا إلى المنفى بعد انتخابات 2009 خطاباً مفتوحاً إلى رئيس حكومة لبنان، السيد سعد الحريري، ركّزت فيه على أن الإرتباط بحكومة أحمدي نجاد غير الشرعية لا يخدم مصالح لبنان. وجاء في الخطاب المفتوح:
“كما تعلمون، فالحكومة القائمة في إيران نجمت عن انقلاب تحقّق بفضل أعمال التنسيق والدعم التي قامت بها أكبر منظمة سياسية واقتصادية وأمنية في الشرق الأوسط، ونعني بها “قوات حرس الثورة الإسلامية”. وفي حين ستكون كلفة ذلك الإنقلاب كبيرة على مستقبل إيران، فإن الإنقلاب نفسه ولّد في بلادنا حركة كبيرة جداً يتمثّل هدفها الوحيد في منع دولتنا من التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بما فيها بلدكم لبنان، وفلسطين”.
ويشير الخطاب المفتوح إلى الإحتجاجات الشعبية التي اندلعت في إيران منذ انتخابات 2009، ويستطرد قائلاً:
“إن الحركة الخضراء للأمة الإيرانية التي يسعى السيد أحمدي نجاد ورفاقه العسكريون إلى قمعها هي حركة ناجمة عن مطالب العيش بأمان وفي سلام مع احترام حقوق الإنسان وحقوق الجماعات الإثنية والثقافية. إن الحركة الخضراء للأمة الإيرانية لا تعتقد أن عَظّمة إيران ومكانتها الرفيعة تتحقّق بمساندة الجماعات الإرهابية والفئوية وإنما بإطلاق مسارات ديمقراطية في بلدان المنطقة، وهي لا تؤيد أية إجراءات مغامِرة لن ينجم عنها سوى الحروب والدمار والموت لشعوب بريئة”.
”لم يأتِ محمود أحمدي نجاد إلى بلدكم سوى بهدف تأجيج الخلافات والنزاعات الداخلية ولتحويل لبنان إلى ساحة حرب تسمح للمجموعة العسكرية التي تحكم إيران بتوسيع نطاق مغامراتها الإيديولوجية. وأحد الأمثلة على تلك المغامرات هي النشاطات التي تقوم بها الفئة المرتبطة بالحكومة الإيرانية، ونقصد بها “حزب الله اللبناني” الذي قام قبل سنوات قليلة بفرض حربٍ استمرّت 33 يوماً على الأمة اللبنانية التي لم تجنِ منها سوى الضحايا، والإصابات، ودماراً إقتصادياً واسع النطاق”.
يستطرد الخطاب قائلاً:
” إن حكومة أحمدي نجاد تمثّل شريحةً تضطهد أمّتها بلا حياء. وتمارس القمع والتخويف ضد الطلاب والصحفيين وناشطي حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين.. واستناداً إلى وعود ومزاعم فارغة، ورغم معارضة الأغلبية في إيران، فإن تلك الحكومة تبدّد ثروات بلادنا على مغامراتٍ في دول أخرى بهدف نشر الأزمات والفوضى فيها. لقد جاء محمود أحمدي نجاد إلى لبنان لكي يزعم أن حكومته غير الشرعية والمحاطة بالأزمات تملك حلفاء يتمثّلون في حكومتكم وفي أمّتكم. وهذا، في حين يدرك الجميع أن التقارب مع حكومة غارقة في أزمات سياسية واجتماعية، تمتدّ من أزمة عدم شرعيّتها في صفوف شعبها نفسه إلى الأزمات الإقتصادية العميقة وإلى العقوبات الدولية، لن تكون قادرة على تأمين المصالح الوطنية لأي بلد آخر”.
ويتوجّه الخطاب المفتوح إلى رئيس حكومة لبنان السيد سعد الحريري ليدعوه إلى عدم السماح لإيران باستخدام لبنان لأغراضها الخبيثة:
“إن لبنان بلد عُرِفَ بحرياته السياسية والإجتماعية. وهو بلد مشهود له بالثقافة، ويتمتع بقيادة مخلصة وبإدارة تؤمن بحقوق الإنسان وبالقيم الديمقراطية. إن أمّة إيران الخضراء تتمنّى أن يكون لبنان بلداً متقدماً، وحرّاً، وخالياً من الولاءات الطائفية، وبعيداً عن الإرتباطات بأنظمة إيديولوجية، لكي يظلّ كما كان في الماضي بلداً جديراً بالثناء والمديح. لا تسمحوا لفئة مغامرة وعدوانية أن تربط مصيرها الشرير بسلامة بلدكم وبالوحدة الوطنية لمجتمعكم، وأن تحوّل جوهرة الشرق الأوسط إلى ميدان لآلاتها الحربية لأن الهدف لتلك الفئة هو إمتلاك بلدكم”.
لم يقم “الشفّاف” بترجمة أسماء الناشطين الإيرانيين الموقّعين وهم:
Masoud Azari, Samnak Aghai, Abbas Anahid, seyed Koohzad Ismaili, Nazak Afshar, Ali Afshari, Nooshabeh Amiri, Parastoo Entesari, Mohammd Yazdi, Ahmadi Batebi, Mohammad Borghei, Soodabeh Berenjian, Shahla Bahardoost, Arash Bahmani, Azadeh Parsi, Sepideh Poor-Aghai, Aidin Jahanbakhsh, Ida Hosseininejad, Fatemeh Haghighatjoo, Hamid Hamidi, Mostafa Khosravi, Amir Rashidi, Alireza Rezai, Hassan Zarehzadeh Ardeshir, Nazanin Sarkesh, Salman Sima, Sadegh SHojai, Mohammad-Reza Shokoohifard, Mohammad Sadeghi, Hassan Talebi, Mazdak Abdipoor, Bagher Fatemi, Reza Fani Yazdi, Naseh Faridi, Fatemeh Fadaian, Ali Firuzi, Ezat Firuzi, Kobra Ghasemi, Saeed Ghaseminejad, Fereshteh Ghazi, Kaveh Ghoreishi, Reza Goharzad, Poona Mahmoudian, Amir Memarian, Roya Maleki, Ibrahim Mehtari, Shervin Nekui, Reza Valizadeh and Ali Honari.