لا نستطيع سوى مقارنة وضع لبنان اليوم بوضع العراق حيث ان نوري المالكي صادر رئاسة الوزراء بذريعة انه الاقوى في طائفته ورئيس اكبر كتلة نيابية شيعية وطبعاً لديه الدعم الإيراني، فماذا كانت النتيجة؟ بعد ثماني سنوات في الحكم مع صلاحيات مطلقة، أنفق المالكي الف وثلاث مئة مليار دولار اي ما يساوي الناتج الوطني اللبناني لثلاثين سنة ويوازي عشرين مرة الدين العام اللبناني، ورغم ذلك لا كهرباء اليوم في العراق ناهيك عن بقية الخدمات٠
تركة المالكي المدعوم من ايران هي تسعير الصراعات المذهبية والتنكيل بقيادات ومناطق كاملة من المذهب المقابل وانهيار الخدمات بكل اشكالها وأوسع موجة فساد عرفتها المنطقة بالاضافة الى هيمنة الميليشيات على الدولة وتهميش الجيش الوطني ووضعه تحت سيطرة الميليشيات ووضع الشعب العراقي في فقر لم يعرفه في تاريخه٠
جبران باسيل المدعوم من حزب الله حصل من مجلس النواب اللبناني على مليار ومئتي مليون دولار لبناء معامل انتاج كهرباء منذ اكثر من اربع سنوات والنتيجة شبيهة تماماً بما نتج عن المالكي وقس على ذلك٠
مناسبة هذا الكلام هو نوايا عون بتحريك “الشارع” للضغط على النواب لكي يقبلوا بقرار المرشد تعيينه برتبة رئيس للجمهورية والكلام موجَّه الى نواب ١٤ آذار او ما تبقى لكي لا يرضخوا لضغوطات الانقلابيين العونيين وحلفائهم من فرق قمصان العار وايضاً الى نواب القوات الذين صارت خطاباتهم وكلماتهم في المناسبات تشبه بشكل غريب ومُريب كلمات جبران باسيل٠
“الاقوى في طائفته” هو الاكثر فساداً والأكثر تبعية للخارج وهو سيقود البلاد الى الانهيار وبالأخص الى تسعير الصراعات المذهبية وهيمنة السلاح الميليشيوي٠ لن يكون رئيساً للجمهورية اللبنانية بل قائداً لميليشيات الحشد الشعبي لأقليات لبنان٠