خاص بـ”الشفاف”
لم تحسم السلطة السياسية اللبنانية موقفها بعد بشأن إجراء الانتخابات الفرعية البديلة في دائرتي كسروان وطرابلس، حيث شغر منصب نيابي ماروني في كسروان بانتخاب الجنرال عون رئيسا للجمهورية، وشغر منصب نيابي للطائفة العلوية في طرابلس بوفاة النائب بدر ونوس، وآخر لطائفة الروم الارثوذكس في طرابلس ايضا باستقالة النائب روبير فاضل، وقبول الاستقالة من الهيئة العامة لمجلس النواب.
حتى الامس، اوساط وزارة الداخلية اللبنانية لم تكن أعلنت عن جهوزيتها لاجراء الانتخابات خصوصا ان للدائرتين حساسيتهما! ففي طرابلس، من المرجح ان ينافسَ اللواء أشرف ريفي “تيارَ المستقبل”. وفي كسروان، يسعى عدد من فعاليات المنطقة الى إحالة المقعد النيابي للعميد شامل روكز لتجنيب القضاء معركة انتخابية! وفي الحالتين، سيجري استطلاع بالنار متقدم وفعلي لموازين القىوى الانتخابية قبل الانتخابات العامة المقررة في ايار من العام المقبل، وفي الدائرتين تبدو الرئاستان الاولى والثالثة على محك اختبار ميزان الشعبية الفعلية وليس استطلاعات الرأي.
وإن كان الامر لم يُحسم في طرابلس بعد لجهة من سيترشح، فإن دائرة كسروان تشهد إزدحاما إنتخابيا على خطين:
الاول: يقوده البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطلب من فعاليات المنطقة، ومفاده ان المقعد النيابي هو للتيار العوني، وتاليا لا ضير من تسليمه للعميد المتقاعد شامل روكز “صهر” الجنرال عون لفترة تقل عن الاشهر العشرة، وتاليا تجنيب القضاء معركة انتخابية وإنقسامات سياسية في ظرف سياسي دقيق تمر به البلاد والمنطقة العربية.
الثاني: ويقول أصحابه بضرورة عدم تفويت مناسبة ديمقراطية بامتياز، خصوصا ان لا شيء يضمن إجراء الانتخابات في موعدها إذا بقي الوضع الاقليمي على ما هو عليه من توتر، وتاليا لماذا تحرم كسروان من مقعد نيابي؟
ويضيف هؤلاء ان الشواهد السابقة لم تسجل فيها “سوابق” من نوع مبايعة هذا التيار السياسي او ذاك!
فهذا ما حصل حين ترشح العميد ريمون إده في وجه أرملة النائب انطون سعيد إثر وفاته بعد سنة من انتخابه نائبا. وهذا ما لم يحصل خلال مرض الزعيم حميد فرنجيه، فلم يُترك المقعد لنجله “قبلان”، وهذا ما لم يحصل ايضا إثر اغتيال النائب بيار الجميل، فرشح التيار العوني منافسا للرئيس امين الجميل! وهذا ايضا ما لم يحصل بوفاة النائب ادمون نعيم، ولا بوفاة النائب فريد حبيب! فلماذا يجب الموافقة على مبدأ المبايعة اليوم؟
ويشير اصحاب الرأي إلى أن “تحالف معراب الرابيه وعدَ بإقفال البيوت السياسية في الاقضية المسيحية عموما والمارونية خصوصاً خلال الانتخابات البلدية! فما الذي يضمن عدم لجوء هذا التحالف الى السعي لتدمير تلك البيوت السياسية في الانتخابات المقبلة؟ وهل يستطيع البطريرك الراعي، الساعي الى تحييد كسروان، ان يضمن تحييد سائر الاقضية المسيحية في الانتخابات المقبلة عن صراعات وانتخابات ديمقراطية بحجة الوضع العام في البلاد او في الاقليم؟
ويشير مطلعون الى ان ابرز الاسماء الساعية الى التنافس الانتخابي في مواجهة العميد شامل روكز، الصحافي نوفل ضو، في ظل عزوف سائر الفعاليات عن إعلان رغبيتها بالترشح. ويقول “ضو” إنه مرشح القوى السيادية في كسروان، وانه سيتقدم صفوفها لمواجهة تكريس هيمنة حزب الله على كسروان خصوصا ولبنان عموما.
نائب جبيل السابق الدكتور فارس سعيد، أعلن رفضه ما أسماه المبايعة في كسرروان، مشيرا الى ان يقف خلف فعاليات في قرارها مواجهة ترشيح العميد روكز، ومشددا على انه سيكون في المواجهة مع روكز في حال قررت قعاليات كسروان العزوف على الترشح او مواجهة خيار التيار العوني.