أم أحمد، أبو طميشة، الشمس المشرقة، قمر يتثاءب، فتحة بالسقف، غرة على الجبين، عاقد الحاجبين، فاتح الذراعين، المزيونة، الدلوعة، البطيخة… إلخ.. هذه تشكيلة مختارة بعناية لبعض الأسماء المستعارة، مما يستخدمها الكثيرون عبر الفيسبوك وتويتر وحتى في مراسلاتهم الالكترونية المختلفة، ولابد من الاعتراف بأن بعض تلك الأسماء لا ينقصها الابداع البتة.
طبعا الموضوع ليس بجديد، فلطالما استعمل الكتاب عربا واجانب أسماء مستعارة، منهم من اختار اسمه بنفسه، ومنهم تلبسه الاسم من دون وعي منه، حتى طغت بعض الألقاب على الاسم الحقيقي للكاتب، ونسي الناس اسمه الحقيقي. فالمتنبي أشهر الشعراء العرب هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد، وصريع الغواني هو الشاعر مسلم بن الوليد ولقب بهذا اللقب لشدة حبه للنساء (%99 من الرجال يمكنهم تبني هذا الاسم أيضا)، وادونيس هو علي أحمد سعيد إسبر، وفولتير هو الاسم المستعار لفرنسوا ماري أرويه، وغيرهم كثيرون.
حديثا، ومع بداية استخدام الانترنت انتشرت عادة استعمال الأسماء المستعارة، كوسيلة مناسبة للتخفي، خاصة بين المدونين العرب، وأصبح لكل شخص «خمار» يختاره ويقبع خلفه، كلما شاء دخول النت للكتابة، أو التسلية، أو بث همومه أو حتى فجوره. فكثيرة هي الأسباب التي تستدعي استعمال الاسماء المستعارة، منها الخوف من إعلان الرأي بصراحة وتحمل نتائجه، وأحياناً كي لا تتعرض له الأسرة والأهل والقبيلة والمجتمع، خاصة حين يريد المستخدم قول ما لا ينبغي قوله اجتماعياً أو سياسياً أو دينياً، أو حين يريد المستخدم العبث والشتيمة وتصفية الحسابات، أو حين يبحث المستخدم عن علاقات مشبوهة لا يريد التورط بها رسمياً.
لكن أياً كانت الأسباب لا يستطيع المرء أن يتحاور أو يخوض نقاشا ما بصدق وموضوعية وهو يتحدث إلى كائن الظل المتخفي خلف خمار، من غير أن تتاح له فرصة التعرف على شخصية المحاور الحقيقية. لذلك قمنا وبعض الأصدقاء بحملة على تويتر بعنوان «لا للأسماء المستعارة»، انضم إلينا عدد لا بأس به من «المغردين» ممن يرفضون الرد والتداول مع اسم مستعار، عندها قام البعض بالكشف عن أسمائهم، فيما علل البعض الآخر سر تخفيهم وراء الاسم المستعار ومعظمها كانت أعذارا محقة ومنطقية، خاصة الذين يعيشون في دول قمعية تحت نظام استخباراتي مخيف. هؤلاء بإمكاننا جميعاً تفهم ظروفهم، أما البقية فقد صار بالإمكان بعد كشفهم عن أسمائهم الحوار معهم ونقاشهم بصدق وشفافية وأريحية.
يبقى أن أعترف بأني في بداية علاقتي مع الانترنت، ظن البعض بأن اسمي مستعار إلى ان ثبت العكس!
***
كل ناقص يتقن «النقص» بجدارة.. راح لتويتر باسم وهمي وسجل
سامح الله بعض الأسماء المستعارة.. خلت «رخوم الرجاجيل».. اتمرجل.
مسروقة من المغرد محمد جار الله السهلي.
dalaa@fasttelco.com
http://168.187.3.44/node/263