**
خلفت خطبة أمين عام “حزب الله” (ـ لبنان) العاشورائية الختامية، في اليوم العاشر من محرم بمجمع سيد الشهداء (ع) في الحشود “على طول أوتوستراد السيد هادي نصر الله في الضاحية الجنوبية (…) من محلة الكفاءات باتجاه شارع الجاموس (ثم) عند ملعب الراية (…) بينما كانت المسيرة لا تزال على أوتوستراد الشهيد هادي نصر الله” على وصف “الانتقاد”، صحيفة الحزب أو نشرته الأسبوعية في 25/1/2008 ـ خلفت ردوداً أو انفعالات بعضها حاد. واستوقف سياسيين لبنانيين، إلى مسائل سياسية مثل الرأي في المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية والشراكة وغزة وغيرها، تناولُ الخطيب، في ما تناول، مسألة أسرى لبنانيين، أسروا في حروب “المقاومات” المتفرقة على الدولة العبرية، وتعهد حزب السيد حسن نصر الله، وهو نفسه حزب الله، تحريرهم من سجنهم الطويل، “واستعادتـ (هم) إلى أهلهم وديارهم”، على قوله. وفي معرض الكلام في المسألة، بإزاء الحشود التي تقدم وصفها وإحصاؤها، وتلية تلاوة الشيخ علي سليم المصرع الحسيني، وفظائعه وسبيه وظلمه وإذلاله وتمثيله بـ “البقية الباقية” من الرسول، قال الخطيب، خاطباً جمهوره وخاطباً الصهاينة معاً، محدثاً هؤلاء ومشهداً أولئك: “ايها الصهاينة (…) لقد ترك جيشكم أشلاء جنوده في قرانا وحقولنا (…) أنا لا أتحدث عن أشلاء عادية، أنا أقول للإسرائيليين لدينا رؤوس من جنودكم، ولدينا أيد وأرجل، هناك ايضاً جثة شبه مكتملة أو ثلاثة أرباع جثة، من رأس إلى صدر إلى وسط إلى قدم”.
الموت والصهينة
وعلق بعض السياسيين على هذا الجزء من الخطبة، وتقدمهم سياسيون موارنة. فجهروا “اشمئزازهم” من وصف البقايا والأشلاء على النحو الدقيق هذا. وأنكروا “فرح” الخطيب وانتشاءه وهو يحصي الأشلاء والأجزاء. وردّ قادة الحزب وألسنته المأذونون، وإلى القادة الخطباء الألسنة الصحافية الاحتياطية (أنظر مقال بسام حجار في “نوافذ” ـ “المستقبل” 27 كانون الثاني المنصرم) والجبهة “الإعلامية” الأمامية، الرد الحاسم والقاطع اللائق بالأمين العام وبالمتحفظين معاً. فحملوا الملاحظات على هوى متصهين، مقيم ومزمن، بعثته الخطبة من رماده القديم والدافئ. ولم يعذر القادة والألسنة اصحاب الملاحظات المتحفظة أضعف العذر. ولم يروا، صادقين من غير شك (أو على ما لا أشك)، ما يدعو إلى التحفظ أو يبعث عليه. فكلام امينهم العام، على ما يعتقدون ويؤمنون، سياسي من جهاته كلها. وهو يتناول “الصهاينة”. وجثث “الصهاينة”، وموتهم أو حتفهم، ليست حالها وجثث البشر وسوادهم واحدة. وليس موتهم، قتلاً “بأيدي وأقدام مجاهديكم وإخوانكم في المقاومة الإسلامية”، وموت سائر البشر واحداً. (والحرب وحدها ليست الفرق ولا الفارق، فالقتل في الحرب “بالأقدام”، إلى الأيدي، ليس سائراً ولا معروفاً ولا معقولاً إلا على سبيل الغلو في الاستعارة والتداعي الخطابي).
فلا يجوز على مذهب الرجل وصحبه السياسي، أن تحمل الأشلاء الصهيونية على أشلاء بشرية تخلفت عن أحياء إنسيين انقلبوا امواتاً، ويدعو موتهم إلى الكلام على جثثهم أو جثامينهم كلاماً تعقله حرمة الموت، وتلزمه حدوداً لا يتعداها. فبقايا الجنود “الصهاينة” القتلى ليست بقايا قتلى، بل بقايا صهيونية. والموت لم يخلصها من الصهينة والصهيونية، ولم يغسلها من وصمتها. فهي، على هذا، أشلاء حية، بديهة، أو أشلاء أحياء تسعى صهيونيتهم في مماتهم سعيها فيهم في حياتهم. ولا يجوز ان تعمهم الإنسانية، أحياء أو أمواتاً. ولا يجوز ان تعمهم الحيوانية. والحيوان، في القصص القرآني، هو المثال الذي احتذى عليه قابيل، ودعاه إلى مواراة سوأة أخيه قايين. فـ “الصهاينة”، على القول نفسه، يخرجون على حدي الإنس والحيوان. ولولا التوحيد وإلزامه المسلمين القول بخالق واحد، لذهب الرجل وصحبه إلى ان “الصهاينة” هم سلائل “الأصل الثاني” أو “أصل” الظلمة ـ والإمساك العلني عن القول هذا يترك خفايا القلوب وخباياها في عهدة اصحابها.
و “الاشمئزاز” والإنكار السياسيان (والمارونيان)، من غير زعم انهما اقتصرا على المصرحين برأيهم والمعربين عنه، صدرا عن مسلّمة أو بديهة تمييز لم يغفله دين من الأديان، ولا شرع من الشرائع. ولكنهما صدرا، إلى المسلمة أو البديهة، عن جهل بصاحب الخطبة وصحبه، وبما آل إليه الرجل، وآل إليه شطر راجح من جمعه و”حشوده” و “أهله”. فهو يعلم ان خطبته المزدوجة، الخطبة في الخطبة (“أقول له ولكم”)، يسمعها “العالم”، على قول سابق له مفاخراً ومزدهياً. وهو أعدها إعداداً دقيقاً، شأنه في خطبة كلها (ومن القرائن على دقة الإعداد استدراكه على قوله: “أنا ا أعتقد في الوقت الحاضر ان الإسرائيليين يملكون القيادة السياسية والقيادة العسكرية والجيش المؤهل لقيام حرب من هذا النوع” ـ على لبنان ـ ، فقال، منتبهاً إلى انه سبق وزعم الزعم نفسه في 12 تموز 2006، يوم خطفت قواته جنديين إسرائيليين، وأخطأ التقدير: “ولكن لا يجوز ان نفاجأ”). ولم يمنعه هذا من التشهير بأشلاء جثث وبقاياها على ملأ “العالم”. والعالم جرى على تسليم جثث الأعداء من غير شروط. وهو يمثل على طي عداوة الموتى، جثامين تامة أو أشلاء، وعلى الاشتراك في شرط إنساني واحد، أو حال “مائتة” واحدة (كل نفس ذائقة الموت)، بتحية رفات العدو، حين نقلها إلى “أهلها وديارها”، تحية عسكرية.
ورجوع صاحب “المقاومة الإسلامية” في هذا، يداخل “هذا” في حد الإنسانية وفي باب إحدى شعائرها الفاصلة والقديمة، وجه من وجوه مثال اجتماعي وثقافي، أو أناسي، يتخلق بأخلاقه وسننه وتقاليده “مجتمع” عريض. فحمل الاشمئزاز والإنكار وربما القرف والغثيان، على حلف سياسي مع دولة، يبطل جواز انفعال إنسي مجرد من الميل والهوى الجماعيين والأهليين، ومن عبارتهما في دائرة العلاقات الدولية وبوساطة هذه العلاقات. وهو يبطل اصلاً جواز فصل الإنسانية، وأبنيتها الشعورية والانفعالية والمدركة وربما اللغوية، من تفرقها شعوباً وقبائل وأقواماً وأمماً، “لتعارفوا” على قول التنزيل مادحاً الكثرة. فالشعوب والأمم وحدها حقيقة. والإنسانية، إذا جمعت على مبان واحدة، مشتركة وعامة، فقد يخلف جمعها على هذه الحال، أو هذه الصفة، حقوقاً إنسانية، أو حقوق إنسان. وقد يدعى “ابن السماء” (اصيني)، و”نائب صاحب الزمان” (الإيراني)، والحبر المسكوني (الكاثوليكي)، و “ملك” إسرائيل (اليهودي)، والإنكا (الهندي “الأحمر” أو الأميركي الجنوبي)، الخ، إلى الإقرار بحرمة حقوق الإنسان هذه، والامتناع من انتهاكها. فيضطرون إلى استجابة الدعوة. ولا يقبل منهم اعتذارهم بذريعة “خصوصية” أوضاعهم وأحوالهم، على ما لا ينفك الجنرال برويز مشرف يقول، مسوغاً عزل “قاضي قضاة” باكستان أو رئيس مجلس قضائها الأعلى، واعتقال القضاة والمحامين ونفي المعارضين، أو بذريعة انتهاك الأميركيين هذه الحقوق في سجن ابو غريب وغوانتانامو، على قول “الدولتين” السورية والإيرانية.
ولعل الاشمئزاز وإنكار “الفرح” على الخطيب المسترسل في إحصاء غنيمته من البقايا والأجزاء، لم يصدرا عن طلب جامع عام (“اونيفرسيل”) إنسي، بل صدرا عن انفعال انسي عام، تلقائي وعفوي. فجوارح الإنسان، يده أو قدمه أو ظهره أو كتفه أو أسنانه، يحملها الإحساس والشعور والنظر على “جوهر” متماسك وواحد، أو كلٍّ عضوي، هو امرؤ تام (أو امرأة)، أو جسد امرئ تام. والتمام الجسدي الإنسي يفترضه تناول الناس، وإحساسهم وإدراكهم في المرء (أو المرأة) السوي، وهم يسوون بين الحضور الإنسي المطَمئن وبين تمام الخلقة. وعلى هذا، إذا وقع الواحد على جزء أو جارحة، واستقل الجزء بنفسه ولو بعض الثانية، ولم يتصل بالجسد وهيئته، تصدع “عالم” الرائي وتقوض، وأصابه هلع ورهبة فظيعان، وتراءى له انه يقتلع من جذوره ومن أركانه. وهذا ما لم يخف على السينما، وهي أقرب الفنون ربما إلى الاختبار اليومي الاجتماعي. فعمدت أشرطة الترويع إلى تقطيع أوصال البشر، أو إلى إنقاص الأجساد جارحة أو جزءاً من جارحة، أو إلى إقحام جزء صناعي على هيئة عضوية تامة، أو إلى إشهاد الجمهور على التحول من هيئة سوية إلى أخرى منحرفة عن المثال المعروف. ولم يخف على فاتح “عظيم” من الفاتحين. وعلى هذا، فسلك صاحبهم ما “لديه”، أو “لديهم”، من أشلاء غير عادية (“أنا لا أتحدث عن أشلاء عادية”)، في سلك واحد، يشبه مناداة الدلاّل أو شاري الخردة في الطرق: “لدينا رؤوس… ولدينا أيد وأرجل، (ولدينا) جثة شبه مكتملة…”. وتنصب الدلالة، على هذا النحو، المنادي حارساً على مخزن بقايا مروعة هو “مخزن فظائع”، على ما يسميه الفرنسيون.
ولا يبدو الرجل، شأن أصحابه المتصدين لمنتقديه، مدركاً ما يفعل، ولا هم يبدون مدركين ما يفعلون. وليس السبب في هذا قصوراً عن الفهم. والأصح ربما القول ان فهم المسألة لا يقتضي ذكاء مجرداً أو منطقاً حسابياً ورياضياً خالصاً. فهو يفترض نظراً آخر إلى المسألة يخالف نظر الخطيب السياسي، ويحتكم إلى معايير مختلفة غير المعيار السياسي والقبلي العصبي الطاغي، والمفضي إلى حمل الموتى على أحياء، وإلى إخراج “الصهاينة”، وفي أحوال أخرى “الكفار” و”النصارى” و”الرافضة” و”اليزيديين” و”الدهريين” و”العلمانيين”، من الإنسيين وأحكامهم ا لعامة. فصاحب حزبه و”أمته” وجيشه يحمل مناداته على الخردة البشرية التي يعرض بيعها ومقايضتها، على رأي سوي لا ينازعه فيه رأي سوي آخر، ولا ينبغي له ان ينازعه. ويصدر الرأي هذا عن يقين صاحبه (وهو على هذه الحال دوماً جماعة) بأن “أمته” فريدة وفذة، ولا قرين لها، أو نظيراً، في الجماعات الأخرى. فرأيها الحق أو هي الحق من غير احتكام إلى مقارنة، أو خروج من يقين، ومن غير سعي في “عمارة ما بين” (ابن جني) الجماعة وغيرها من الجماعات، أي في جامع عام ومشترك تنزع إليها. فعموم الإنسانية ليس أفقاً مقبولاً، ولا سائقاً، بل هو عدوان واستكبار وتغريب واستشراق. ولا ينبغي ان يتقاسم الشيعي الإمامي والخميني الحزب اللهي (ومن بمنزلته) مع من ليس من ملته واعتقاده “شيئاً” يعمهما، ويدرجهما في “نوع” أعرض وأعلى…
فتوح الحارات
فالانكفاء على النفس (على الجماعة المذهبية)، والتعصب لها، وادعاء عصمتها وعصمة قادتها، وتسويغ ما يصدر عنهم وعنها، ويسلك حوادثهم وحوادثها في ملحمة واحدة ومتصلة تكرر معنى واحداً وثابتاً هو اصطفاء الجماعة المذهبية ـ هذه كلها سمات ثقافية اعتقادية واجتماعية معاً. وما أقامت الجماعة على معارضتها وقلتها واعتزالها المجتمع الأوسع (وهو مجتمع الكثرة المذهبية والعرقية في بلداننا)، والقيام عليه بين الوقت والوقت، انحصرت آثار الانكفاء والتعصب وادعاء العصمة والملحمية في الجماعة نفسها، وأشبهت الجماعات الأخرى، على بعض الغلو، وربما بزتها أو فاقتها تآكلاً. ولكن الدخول في مجتمع مختلط، منذ سبعة إلى ثمانية عقود، اضعف السمات الثقافية الاعتقادية والاجتماعية الصلبة في العقود الثلاثة أو الأربعة الأولى. ففرق المهاجرين إلى العمل والكسب والدراسة والاختبار على أنواعه، في جهات الدولة والمنطقة (الإقليمية) والعالم الأربع. وخلطهم بمقيمين ومهاجرين آخرين من غير ملتهم و “شكلهم”، من غير ان يفك (المجتمع المختلط) روابطهم بأهلهم وعصبيتهم.
وانشأت شروط المهاجرين الاجتماعية والاقتصادية والمذهبية الجديدة، أي إقامتهم المنفصلة في جزء على حدة، رخيصة التكلفة ومرتجلة، يحطون رحالهم بها وهم يتنقلون بين مرافق العمل المتاح، ـ رابطة عصبية من صنف جديد، “طائفي”. وجديد الرابطة الطائفية هذه استقلالها المتدرج والبطيء عن دوائر “الأهل والديار” الأولى، وعن مراتب الأسر والمكانات في الضيع والبلدات. فوسع عامةً، أو عواماً، من جيل المهاجرين الثاني، على تصنيف أميركي قديم وأوروبي محدث، الانتساب إلى الشيعة أو “الشيعية” من غير وسائط أهلية. وكان موسى الصدر الإيذان والمؤذن بالرابطة الجديدة هذه، وبالانقلاب من “الولاءات” الأسعدية والحمادية، والجنوبية والبعلبكية ـ الهرملية، إلى “ولاء” جامع. وتصدر الولاء هذا “”الإمامُ”، و “السيد”، و “قائد” حركة “المحرومين” الشيعة، القادم من النجف وقم، والعائد إلى منازل آبائه ومساقطهم الأولى. فهو المقدم اعتقاداً وإيماناً وعلماً وسياسة وتنظيماً ومقاماً ونسباً على المؤتمين به. ولا قياس بين قوة الرابطة الجديدة، المولودة في المهاجر ومن “محرومين” من المكانة، على الدمج و “الإذابة” في “جسم الإسلام” الكبير (حسين الموسوي، صاحب “امل الإسلامية”)، وبين قوة الروابط العصبية الضيقة السابقة. وأتمت الحروب الملبننة وهجراتها، وتهجيرها القسري والفظ، ومقاتلها وانهياراتها الاجتماعية والمعنوية، وتقريبها المهجرين وحصرها معظمهم في مساكن أشبه بالحظائر، وتعميمها “اقتصاد” الاقتناص والإعالة والولاء، وعداواتها ومعاركها ـ ما بدأته الهجرة والمدن والأحياء الأهلية وجزرها و “الإمامة” الصدرية. وفي ثنايا الانقلاب الاجتماعي والأهلي والسياسي الكبير والسريع (في أقل من عقد واحد) هذا ولد “حزب الله” وشب واشتد عوده.
فاستثمر في الانقلاب هذا، وفي وجوهه الكثيرة، موارد تنظيمية وأمنية وقيادية ودعوية ومالية وعسكرية كبيرة. فسعى من غير تعب ولا تردد في صهر شيعة لبنان في اجتماع مرصوص وعلى حدة، أي في “حزب” ينقاد إلى إمامته انقياد العسكر أو الجيش إلى أركانه. فما كان أجزاء من حارة شيعية (غيتو) مبعثرة، جمعته الحروب الفلسطينية ـ اللبنانية، وفصول التهجير، ثم تعويضات ما بعد الحرب، في حارة متصلة واحدة. وردم الإعلام التلفزيوني والانتشار العسكري المسافات بين الجنوب والبقاع وبيروت. وهذا عسير في مجتمع مختلط ومركب ومنفتح. فتوسلت الحركة الشيعية إلى غاياتها، وبعضها ترتب على الحروب الملبننة، وعلى فصولها، وبعض آخر ترتب على السياسة السورية، وأغراضها في لبنان، بتخليص الاختلاط حيث كان الأمر في مستطاعها. ولما كانت الدولة تتولى التركيب، في هيئاتها وإداراتها وقوانينها، اضطلعت السيطرة السورية المحكمة بإحلال الجمع الخارجي والقسري محل التركيب. وأبقت على بعض الانفتاح، وعزلت ثمراته عن السياسة، وأملت في اقتصار الثمرات على بعض وجوه العمل والاستهلاك. وكان الصدر نفسه ابتدأ مسير التصديع الذي استكمله، في رعاية سورية وارفة، وارثاه اللدودان، المتقاتلان والمتحالفان من بعد.
فذهب إلى ان “السلاح زينة الرجال”. وحمل “رجاله” وأنصاره السلاح في تظاهرات بعلبكية وجنوبية آذنت بالجموع “المليونية”، الهاتفة والهادرة والثأرية والكارهة، التي ألبها وارثه “الخميني” ويؤلبها. وهي اليوم وجه لا ينفك من تقاليد الحارة الحميمة، ومن رسوم “عمرانها” (أو خرابها) وزينته وسننه. والرأي الصدري في السلاح الأهلي، وبعضه كان بيد عصابات صريحة وسافرة، قرينة على اطراح القوم الصدري العيش والسعي في إطار متشابك، مختلط ومركب ومهجّن (جراء انفتاحه). ومخاطبة الرجل قومه على هذا النحو، ونفخه في نخوتهم ورجولتهم المسلحتين، لا تستقيم ولا تعقل إلا بإدارة الظهر إلى الجماعات الأخرى، وإلى منعقد اشتراكها وتضافرها. وتفترض المخاطبة اطراحاً معلناً لمعايير مشتركة، تجمع عليها الجماعات أو تسعى في الإجماع عليها، غير المنافسة والمقارنة الحربية والتفاخر والعجرفية. والمفاخرة، اليوم، بـ “المخيم” الرابض على قلب بيروت، يصدر عما صدرت عنه “زينة السلاح”. فهو زينة “المقاومة” وسياستها وتدبيرها.
عالم النيام
فالدعوة إلى الزينة أو التزين بالسلاح غفلت عن ان المجتمع اللبناني، على وجهي الاشتراك جماعاته وانفرادها، في مقتبل العقد الثامن المنصرم، كان في طور بلورة آداب حياة ومعاملة، وأحكام عمل، تتفق ونصف القرن من الانضواء المتنازع، القسري والتلقائي معاً، تحت لواء دولة واحدة، والانخراط في سيرورة اجتماعية متفاوتة من غير تحجر على المراتب والمحال، فإذا بشطر راجح من الجماعة الشيعية الإمامية ـ غداة نصف قرن من ملابسة لبنانية ساوتهم بالجماعات الأخرى (على خلاف حالهم في جوار قريب وبعيد)، وحررت أفراداً كثيرين منهم من إكراه التقليد، وفتحت الأبواب الموصدة بوجوههم ـ يطّرح ما كان في طور البلورة، وينكص عنه إلى التباهي برجولة السلاح وحامليه. ولا يعقل النكوص الفادح هذا إلا من طريق واحدة هي نشأة الحارات والجزر المعتزلة جوارها القريب، والانكفاء عليها، والاستقواء بها على تعالي بعض هذا الجوار، وتشاوفه المسكين والمتسرع، وعلى خيبات سعي و “ارتقاء” فرديين، ولا يأمنان العثرات. فمديح السلاح في لبنان السبعينات (العشرينية)، على لسان عالم دين مجدد يزعم إخراج أهله من الحرمان والضعف على مثال اجتماعي لبناني مشترك، لا يقدم عليه إلا من يمهد للانفصال، والاستقلال بأهله وجماعته عن الجسم السياسي المشترك. فهو يخاطب أهله وحدهم، ويحرك نعرتهم، ويصم الأذن عن مقالاتهم الكثيرة، يومها، وعن مقالات الجماعات الأخرى. وإذا بالساعي في وحدة “المحرومين” من الطوائف كلها، على زعمه، ييمم، تحت وطأة السلاح الفلسطيني وطوفانه، وانتصاراً لحليف سوري مستولٍ ومتربص، وانتشاء بتشيع يطوي صفحة الضعف والتشرذم، شطر الانتخاء القبلي، وانتحاء القبيلة ناحية خيامها ومضربها وديرتها ومراحها. فإذا انتحت ناحيتها هذه، وسعها قول ما يحلو لها، وفعل ما تشاء، من غير رقيب ولا حسيب ولا مجيب. فشأنها شأن النائم الحالم، وعالمه المنطوي عليه. وعالم النائم، على ما لاحظ الحكيم اليوناني القديم، هو عالم الواحد، على خلاف عالم اليقظ، عالم الكثرة المشترك والمتنازع.
والحارة هذه هي حارة في الرأس أو الذهن والتفكير، وفي القلب واللسان. ويحملها أهلها معهم في حلهم، وهم لا يحلون فعلاً إلا بأهلهم وبين أهلهم، وترحالهم وانتقالهم. وسواقو السيارات العمومية، و”الفانات” أو الحافلات الصغيرة، هم أهل الترحال، حرفة ومهنة. وفي أوقات سابقة، أي أوائل العقد الأول والجاري، أي منذ 2000 ـ 2001 تقريباً، زاد عدد سواقي سيارات النقل العمومية الشيعة، على خطوط غرب بيروت وربما بين الشطر الغربي هذا وبين احياء ضاحية بيروت الجنوبية، القريبة مثل الغبيري والشياح، والبعيدة أو الطرفية مثل حي السلم، وبينهما برج البراجنة (بين بير العبد والرمل العالي). ولا يعرف السواقون، سواقو “المرسيدس”، من سيمائهم، على رغم تعمد بعضهم إعلان سيمائهم على وجوههم، تجهماً وحزناً “أسمر” (على قول أحد اقلامهم المفوهة المزمنة الضغينة)، وشعراً أسود نابتاً على الوجه، وعينين ساهمتين… قدرَ ما يعرفون من الإذاعة الوحيدة التي يثبتون عليها إبرة راديو السيارة، أو من الشريط المسجل في مسجلة السيارة. والإذاعة هي إذاعة النور، المتواضعة الاسم، المتصلة بتلفزيون المنار (على اشتقاق لفظي متصل). وإذا صادف الوقت بث نشرة الأخبار، المفصلة أو الموجزة، وهذه تبث على رأس الساعة، رفع السائق الساهم، والمستغرق في نجواه وتأمله، صوت المذيع أو المذيعة الرنان. ولم يبال بمن ركب سيارة الأجرة معه. والنشرات الإخبارية المنورة، أو المنارية، حربية وعرفية. وشطر راجح من اخبارها، إلقاء ومعاني، هو تلاوة أحكام بالموت في أعداء الخارج، “الأميركي ـ الصهيوني” عموماً، وأعداء الداخل، وهم والأوائل واحد في آخر المطاف كما في أوله.
الترحال والحل
وقد يحمل امتلاء السيارة الضيقة بصوت المذيع (أو المذيعة) الصخري والمظفر، راكباً مسكيناً، ورخص الأعصاب (وفي أوقات كثيرة ليس الراكب هذا غيري ولكنني لست الوحيد)، على الاستغاثة، وترك السيارة. ولا أذكر، غير مرة واحدة وقديمة، ان استوقاف الراكب السائقَ، في ذروة الخطابة الإذاعية، قبل بلوغه محطته المعلنة والمزمعة حين الركوب، دعت السائق إلى السؤال، او اليقظة، أو الدهشة. وقلما رضي السائق، وهو مقدم على التوقف أو يتناول بدل النقل، تخفيض الصوت الضخم، أو تعليق انصرافه إليه وانصرافه عن الركاب والسيارة والطريق. ولاحظ ركاب سيارات النقل الصغيرة منذ اضطراب الأحوال اللبنانية، والبيروتية خصوصاً، انحسار تشغيل هذا الصنف من السيارات على خطوط بيروت الداخلية. والسواقون الذين يلقاهم الراكب، وهم أكبر سناً من زملائهم السابقين، ولا تنبئ سيماؤهم بـ “أهلهم وديارهم”، ويركب سياراتهم في أوقات عصيبة، أو يحسبها هو عصيبة، لا يحيدون عن تقليد زملائهم اليافعين، الإذاعي والدعاوي. فلا يتوهمون ان الراكب على المقعد القريب، أو اللصيق، قد يرى كل الشتائم والنعوت الجارحة لمقدمي “حزبه” وعصبيته عدواناً عليه. وبعض السواقين ـ وهم يعلمون انهم يتنقلون في أحياء أهل غير أهلهم، ومنهم من يرفض ان يقل راكباً إلى موضع سماه المستوقف، بنبرة تنم برأي في الموضع “المخالف” هذا ـ لا يكتم استحسانه ما يسمع. ويعزم مستقلي السيارة، وكثرتهم جامدة القعدة والجلوس وباردة الوجه والقسمات، على مجاراة استحسانه. وفي الأثناء، لا يظهر على السائق المستحسن و”الفرح”، على قول بيان الكتلة الوطنية في خطيب العاشر من محرم، توجهه بكلامه وأساريره المنفرجة إلى مخاطب حاضر أو محتمل. فهو يخاطب، في حضور من لا قوة لحضورهم، أهله وربعه وقومه.
وإذا حلّ القوم احياء كاملة في وسط اهلي مقيم وسابق، وأدى تكاثرهم إلى غلبتهم على هذه الأشياء، أو على اجزاء منها، ولكنهم بقوا جزيرة، لم يدعهم هذا إلى إقامة شعائرهم، أو تلاوة مجالسهم، وهم محتسبون الحال هذه، ومراعون أسماع ملل مخالفيهم ونحلهم. ولا اعتبار في الملاحظة هذه لمضمون القول المذاع ولما يقرأ أو يتلى. وسبق لمضمون مجالس العزاء الحسينية، ولفصول “سفينة النجاة” التي تقرأ في المجالس البيتية أو العامة، أن تناوله بعض كبار علماء الدين الإماميين بالرأي والنقد والتغيير. واقترح بعض النجفيين من العامليين، منذ 1870، “سفينة” تخالف سابقتها التقليدية والشائعة مخالفة جلية. وكانت هذه ذريعة محسن الأمين، صاحب “اعيان الشيعة”، إلى طباعة نسخته. وكانت العمدة في القراءات إلى وقت قريب. وفتوى العالم العاملي اللبناني في تحريم اللطم والتطبير وتمثيل الشبيه (المسرحي الإيراني أو العجمي)، في العقد الثاني من القرن العشرين، سندها تجديد “سفينة النجاة” هذا، عن يده ويد أستاذه من قبل. فالملاحظة، على هذا، إنما تتناول “الشكل”، إذا جازت العبارة. والشكل، في المعرض هذا، هو توجيه مكبرات الصوت، بعد تعظيم مستوياتها، إلى الأحياء المجاورة و”المخالفة”، في الأوقات كلها، صباحاً وظهراً وعشاء ومساء إلى ساعات الليل المتأخرة. وفي وسع مقيمين بأحياء مجاورة الملاحظة أن آذان المساجد لا يسمع، على حين تُسمع الأدعية من الحسينيات، وأولها دعاء كميل، مساء الخميس إلى الجمعة، وقراءة مجالس العزاء. ويصدر توجيه مكبرات الصوت، على هذا النحو، شأن تشغيل الإذاعة الواحدة في السيارة المشتركة والمختلطة (العمومية) وقسر الركاب على سماع ما قد لا يرغبون في سماعه (ولا في سماع غيره)، عن حسبان مضمر. وقد يدوم الحسبان بأن أهل الجوار لا حق لهم في ألا يسمعوا ما يحل لأهل الحي، كلهم أو بعضهم، أن يسمعوه، عقوداً من السنين.
ويخرج هذا من حي السكن، ومن الأحياء المجاورة، إلى الطريق العام، والساحات العامة. فتجول، أو كانت تجول إلى حين وقوع الخلاف الأخير (ويحار الواحد في تأريخ “لأخير”، وأعني به الحرب “الإلهية” في صيف 2006)، سيارات مسودة الزجاج في بعض الأحيان، في طرق بيروت المزدحمة، وتطلق العنان لمذياعها الذي يبث خطب صاحبهم. وبعض هذه السيارات، كان يركنها أصحابها بحذاء الرصيف، على شرفة بيروت البحرية بين عين المريسة وعمود الجامعة الأميركية، ويشغل مذياعها، أو آلة تسجيلها، في بث الخطب نفسها. وفي الأثناء، يتحلق الشبان، ويتحادثون على حدة، وكأنهم يفعلون ما يفعلون لمنفعة المارة والمشاة، وهداية لهم، بينما هم مهمومون بهموم أخرى، لا شأن لعامة الناس بها. وهذا قريب من الاستيلاء على أحياء الجوار، وعلى الطرق والساحات العامة. ولا يقتصر الاستيلاء على الرمز (والرمز فادح في الأحوال كلها). فدخول طلاب الحزب الشيعي وطالباته كليات الجامعة اللبنانية أعداداً لم يلبث ان أدى إلى الاستيلاء على لوحاتها الإعلانية، وعلى جدرانها ومقاصفها وقاعاتها. فسطت صور رفاق الطلاب المقاتلين، وصور أعيان “الحارة”، على مساحات الإعلان، أي على كل ما قد يستقبل ملصقاً. ويتجمهر الطلاب في كليات يقصدونها، ويبايعون مدرسين من اصحابهم وناشطين، ويدعون إلى ترك مدرسين من غير طريقتهم. وقد يعمد الموظفون الإداريون إلى تعيين موظفين من جماعتهم. ويتم الاستيلاء، والنقاء، مع هرب الطلاب من أهل الملل الأخرى، وتركهم الكلية، طلاباً وإداريين ومدرسين وملتزمين وخدماً، إلى “الأهل”. وتشهد أحياء “حزام” السكن جنوب بيروت، نزوح بعض قدامى السكان من مذاهب غير المذهب الواحد الغالب. وإلى أوائل الثمانينات من القرن الماضي، كان نحو 10 في المئة من سكان هذه الأحياء مسلمين سنة.
الرباط والثغر
وينزع الاستيلاء الزاحف هذا إلى النقاء الأهلي، المذهبي والقرابي، على خلاف اختلاط لبناني عريق اختبرته مواطن الشيعة الجنوبية منذ قرون. فتنقلب مرافق السكن والإقامة رباطات وثغوراً. وكان أحد معممي “المقاومة الإسلامية” الأوائل ذهب، في النصف الثاني من الثمانينينات المنصرمة، إلى ان مشغرة، البلدة البقاعية “الغربية” المختلطة، ثغر يقاتل “المسلمون” فيه ومنه العدو. فلا ينبغي ان يقاتل “المسلمون” وظهرهم، على قوله، إلى من ليسوا مسلمين بل أهل ذمة. وترتب على هذا، أو هذا ترتب على هجرة شطر من أهل البلدة وإخلاؤها. والتكتيل الاجتماعي، وهو أقرب إلى الكردسة أو القتال كردوساً (وهو كتلة المحاربين الروم المرصوصة)، على هذا النحو، ينفي الاختلاط، وينكر الملأ المختلط والمشترك، أو الملأ السياسي والمدني. وإذا أبدت جماعة أخرى دهشتها من طريقة في التفكير، على ما حصل تعقيباً على جلسات الحوار، وأخرجت الدهشة مخرج برنامج تلفزيوني، رد الكردوس باجتياح “ديار” الجماعة. فالحارة المكرسة لا تطيق نظراً إليها، ولا تشك في أن نظر الغير يريد موتها. وليست رقابة المجالس الإيرانية الكثيرة، مجلس الخبراء ومجلس الرقابة على الدستور (أو حراسته) ومجلس تشخيص مصلحة النظام، على المرشحين إلى الانتخابات، وتصفيتهم، واستبقاء “الصالحين” منهم، إلا صورة سياسية عن السعي في النقاء الاعتقادي، وعن اطراح أهل الاختلاط، وبعضهم من الجماعة نفسها، على مقادير متباينة. وهو ترتيب للناس، أو المواطنين افتراضاً، على مراتب، بعضها أطهر من بعض، وأجدر بالمواطنية والولاية. وهذا تطهر سياسي و “مدني”، ونذير بعنصرية صريحة وقاتلة. فعمى أهل الحارة، وصممهم، عن اهالي الحارات الأخرى وأصواتهم، يفضيان إلى إنكار جواز وجودهم. فينادى على أجزاء أجسادهم على رؤوس الأشهاد من غير خجل ولا تورية.
المستقبل
من “لدينا رؤوس…” إلى خطابة الحارة والكردوساكيد اسرائيل تعشق النظام السوري والا تكون حمقاء لانه مدمر للشعوب. نعم لا سلاح الا سلاح الجيش وكفى مليشيات طائفية او عرقية باسم المقاومة لتدمير الشعوب وتفقيرها واذلالها . لا للمليشيات لا للديكتاتوريات لا للمافيات المخابراتية لا للحزب القائد الذي قاد المنطقة الى الدمار الشامل واستعمر لبنان ودمرها ويريد انهاءها وتسليمها الى ملالي ايران المتشددين لحرب طائفية قذرة. ويل لأمة نصف شعبها عبيد ومسجونين او مافيات مخابراتية او مليشيات طائفية وعرقية وقضاتها مخابرات قذرة ومفتيها عمامات شيطانية تحلل السجون والقتل ولا تنهى عنه. ونكرر ويل لأمة نصف شعبها عبيد ومسجونين او مافيات مخابراتية او… قراءة المزيد ..
من “لدينا رؤوس…” إلى خطابة الحارة والكردوس
الى عربي به كرامة اي بالاحرى بدون كرامة
الم تشاهد رئيس حزب الله الطائقي وهو يعطي وسام للمخابراتي الارهابي المافياوي رستم عزال فاين الكرامة؟ اين العزة؟ اين الحكمة؟ اين التعقل؟كفى شعارات وزعيق
“من “لدينا رؤوس…” إلى خطابة الحارة والكردوس” – رجل أعلى من أن تتحدثوا عنههذا الحر الكريم “السيد حسن نصرالله” لم يتحدث عن أشلاء جنود قُتِلوا في أرضهم و ديارهم ، بل تحدث عن أشلاء قتلةٍ يجوبون أرضاً حرة ليغزوها ويقتلوا شعبها من نساءٍ و رجالٍ و شيوخٍ وأطفال. وقد قال تعالى “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم” و قال “إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون” فكفى بكم تتحدثون عن هذا الرجل الحر لأنكم تحملون أفكارا سياسية وعصبيات حزبية تختلف عن رأيه ، فتجعلون عصبيتكم السياسة هي أداة… قراءة المزيد ..
من “لدينا رؤوس…” إلى خطابة الحارة والكردوسد. هشام النشواتي المنطقة تفهم هذه الجملة بالعكس(أينما يكون العدل فثم شرع الله ودينه)ولهذا سيدمرها الله اذا لم تطبق العدل والديمقراطية واحترام الانسان انها سنة الله في الكون. لا سلاح الا سلاح الجيش وكفى مليشيات طائفية لتدمير الانسانية. الكل يقول نعم يستحق مليون عراقي والاف المساجين في الدول الشمولية لجنة تحقيق دولي لمحاسبة الاستعمار والنظم والمليشيات الطائفية والعرقية والمافيات المخابراتية التي قتلت اكثر من مليون عراقي بري واذالت مفكرين وصحفيين في الدول الشمولية وكان قسم كبير منهم قتل باسم الدين او العرق او العمالة او لانه مخالف لراي. السؤال الهام لماذا بعض الكتاب يتجنى… قراءة المزيد ..
من “لدينا رؤوس…” إلى خطابة الحارة والكردوس
الارهاب القذر يقوده المخابرات السورية المافياوية الشيطانيةلتدمير الشعوب والمليشيات المصدرة من النظام الايراني المليشي التي اصبحت قيادتها عمائم شيطانية لتدمير الانسانية مثال حزب الله الطائفي وفرق الموت والقاعدة……نعم طبقوا الديمقراطية واحترام الانسان واقضوا على المافيات والا الاستعمار سيقضي عليكم نتيجة المخابرات والاستبداد والمليشيات الطائفية