ما المقصود، ومن المقصود، ببيان قيادة الجيش اللبناني الداعي إلى عدم معالجة القضايا الأمنية عبر الإعلام أو المنابر السياسية؟ هل المقصود قضية “القاعدة في عرسال”، التي يتحمّل مسؤولية طرحها إعلامياً (وبصورة غير قابلة للتصديق!) وزير الدفاع نفسه؟
أم المقصود مسائل أخرى؟
في أي حال، في جميع المجتمعات الديمقراطية يلعب “الإعلام”، ومثله “المنابر السياسية”، دوراً أساسياً (وليس هنالك بديل عنه على الإطلاق) في طرح جميع القضايا على الرأي العام، وفي تعبئة الرأي العام (حينما تدعو الحاجة) وفي كشف “أضاليل” السلطة أو حتى “أكاذيبها” (حينما تدعو الحاجة، أيضاً).
ولعل “مديرية التوجيه” انتبهت إلى أن الشعوب العربية كلها لم تعد تقبل بأن تترك “أمنها” في “أيدي أمينة”، خصوصاً أنه ثبت، غالباً، أن “الأمن” كان المنصة التي قفز منها “الإستبداد” في سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها!
وفي جميع الأحوال، فلا نعتقد أن مهمة “مديرية التوجيه” العسكرية أن تصدر مثل هذا النوع من “التعميم” لوسائل إعلام “مدنية” أو لـ”رجال سياسة مدنيين”! “مديرية التوجيه” هي لتوجيه “العسكر” وليس “المدنيين”!
وإذا كان مطلوباً فتح نقاش حول كيفية تناول المسائل الأمنية، فإن مكانه الطبيعي هو “البرلمان”، و”وسائل الإعلام” و”المنابر السياسية”!
السياسة أكثر أهمية من أن تُترَك للجنرالات! خصوصاً حينما يكون “النماذج” مثل الجنرال إميل لحود أو الجنرال ميشال عون.
“الشفاف”
*
وطنية – 7/1/2012 صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي:
“كثر في الآونة الأخيرة التداول السياسي والاعلامي بأمور أمنية على درجة كبيرة من الدقة، وبشكل لا يتناسب مع أهمية هذه الامور وخطورتها وكيفية معالجتها.
لذلك يهم قيادة الجيش ان تلفت نظر المعنيين بأن معالجة القضايا الأمنية لا يتم عبر الإعلام أو المنابر السياسية، بل وفق ما تقتضيه ضرورات السرية ومصلحة الوطن والمواطنين. وان الحرص على تحصين الوضع الأمني يكون بترك معالجته للمعنيين به لأنهم الأدرى بتفاصيله وظروفه.
إن هذه القيادة تطمئن الجميع بأن مهمة الحفاظ على أمن اللبنانيين كافة هي في أيد امينة، وهي فوق أي اعتبار، وتدعو إلى تجنب طرح المواضيع الأمنية البالغة الخطورة في غير مواقعها، أو استغلالها في الاستثمار السياسي، وذلك حفاظا على الاستقرار العام ولقطع الطريق أمام المتربصين شرا بهذا الاستقرار”.
من المقصود ببيان قيادة الجيش ضد معالجة قضايا الأمن عبر الإعلام والمنابر السياسية؟المفروض، و كما تظهر الصورة المرفقة بالمقال، أن نعتاد منذ الآن و حتى أيار 2014، على صورة القائد العظيم ، التي ، و خلافاً لسابقيه الطامحين للرئاسة، من ميشال عون إلى إميل لحود و العماد سليمان، بدأت تنتشر بشكلٍ مبكر جدًا، منذ أكثر من سنة، في الشوارع و ساحات البلدات و القرى، تحضيرًا للرأي العام للتعود على صورة صاحب الفخامة المقبل… حتى جنرال التيكوتاك، ميشال عون ما غيرو، صبر حتى ولاًه الرئيس الجميل زمام رقابنا (سامحه الله على هذه العملة) فبدأ بتوزيع صوره على شاحنات و آليات و… قراءة المزيد ..
من المقصود ببيان قيادة الجيش ضد معالجة قضايا الأمن عبر الإعلام والمنابر السياسية؟
مهمة الحفاظ على أمن اللبنانيين كافة هي في أيد امينة، وهي فوق أي اعتبار!!!!!!!!!!!!!!!!|
المفروض……………