قدم بعض المشاركين في التظاهرة التضامنية مع المعتقلين السياسيين أمام وزارة الداخلية في دمشق الأربعاء؛ شهادات توثق جوانب قاسية من القمع الذي تعرض له المتظاهرون السلميون على يد عناصر الأمن.
وفيما يلي هذه الشهادات كاملة، وننشرها دون أي تدخل في نصوصها:
(1) شهادة سمر يزبك:
هانيبال ابن المعتقلة رغدا حسن، تركه والده عامر داوود معي وقال: دقائق وارجع لك. كان يمسك بيده ابنه الآخر، أنا وهانيبال ابن الأربع سنوات، نقف وسط ساحة المرجة، ونلمح الأب والأخ الكبير ابن العشر سنوات تقريبا، يلقيان في حافلة مع معتقليين آخرين، يضربون على أيدي قوات الأمن. يقول هانيبال: بدي روح معهون مشوار ليش راحوا وتركوني، اشيح بوجهه كي لاينظر إليهما وهما يضربان، واركض به، تخرج بوجهي ناهد بدوية، وعناصر أمن تأخذها بعيدا. أمسك بذراعها فيسحبها ثلاثة رجال مني. اصرخ: لاتأخذوها، يرمونني أنا وهانيبال جانباً، وتغيب ناهد!
هاينبال يقول لي، وأنا ابحث عن عنوان عائلته بعد أن بقي وحيدا في الشارع: راحو لعند ماما.. خليني معك شوي، نشتري علكة ومنضرب الشرطة يللي ضربت بابا
(2) شــاهدة عيــان
شاركت الأربعاء في مظاهرة ساحة المرجه
أخي أنا مهما حكيت وقلت ما رح أقدر أوصف الي شفته وعشته بهالفترة القصيرة من الوقت
توجهت للمرجة وكانت لسه الساعة 11 وكان عندي ساعة بعد قبل الاعتصام قلت لأروح أشوف الحميدية بعد الوضع الي كانت فيه امبارح وصعقت من الكثافة الأمنية الي كانت هنيك
شاحنة شرطة عسكرية كانت عالباب وداخل السوق كان الأمن منتشر بشكل رهيب بالإضافة لضباط ورتب عالية بالشرطة
قبل بنص ساعة رجعت عالمرجة واتوجهت فورا لمبنى وزارة الداخلية بالأول ما شفت حدا أبدا عند الوزارة بعد دقايق شفت مصور معه كاميرا رايح لخلف المبنى قمت لحقته ووقتها انصعقت ودموعي مليت وشي أقسم بالله شفت أكتر من 500 شب وصبية واقفين متجمعين انضميتلهم وفي شباب بالشارع حاولوا يحذروني ما اتوجه لهناك خاصة مع الكثافة الأمنية بس ما رديت ع حدا وانضميت للشباب واتحركنا وعلي الصوت بس الأمن كان متحضر ومجهز كلابه الي فورا ونحنا لسه ما مشينا 100 متر هجموا علينا وكل واحد فيهن حامل عصاية سميكة وأكبر من راسه
الناس ابتدت تتجمع أول مظهرنا نحنا بساحة المرجة وصار في حشد كبير جدا من المشاهدين الي شافوا بعينهن وحشية النظام الغادر الي حاكم هالبلد
ضربونا بوحشية وما حدا سلم من الضرب اعتقلوا الشباب والبنات بوحشية فظيعة وبتدبح وبتكسر القلب، كان في باصين فاضيين بالأول أول معتقل أخدوه كان شب صغير ما بيتجاوز ال22 سنة شحطوه لداخل الباص وضربوه بقلب الباص تاني معتقل كانت بنت شحطوها بكل سفالة وندالة وكانت عم تصرخ وتصيح بأعلى صوتها الي بكا كل الموجودين الشباب حاولوا يخلصوها بس كان نصيبهن الضرب والشتم واعتقلوا نااااااااااس كتييييييييير تانيين شي شحطوه ع باصات شي ع سيارات عامة شي ع تكاسي
صوت هالبنت كان أكبر سبب من الأسباب الي قتلت كل الخوف الي بقلبي من هالمتوحشين بالإضافة للطريقة الي هاجمونا فيها والي بتنم عن غباء وإجرام كلنا منرفضه، اليوم ما عاد عندي خوف أبدا أو أي شك بإنه قضيتنا قضية عادلة وكل الكلام المعسول الي عم تطلع فيه الحكومة رح يكون مردود عليها ورح نعتبره متل خطابات القذافي حكي كتير وبلا قيمة
بعدها نزلت مجموعة من البنات الي أقسم بالله نموذجهن من نموذج نانسي عجرم وهيفاء وهبي وحاملين بإيديهن صور لبشار كانوا بالأول واقفين عم يتفرجوا نزلوا بناء على طلب من قوات الأمن للعاملين بمبنى المراقبة المالية الي كان مطل على ساحة المظاهرة وكان بيرأس هالبنات زلمة كبير وشب بال30 سنة وبتذكرهن وحدة وحدة وواحد واحد وما رح يفلتوا من إيدنا بعد النصر بإذن الله..
الشباب الي كانوا عم يضربوا الثوار الشرفاء جمعوا بعضن وكان عددهن كبير نسبيا ورفعوا هتافات بشار والدليل إنهن مأجورين إنه صور بشار انرفعت بأعداد كبيرة بيناتهن (وما بظن إنك بتمشي بالطريق وبإيدك صور كبيرة لبشار استعدادا لأي هجوم ببلد بالعادة ما فيه ولا مسيرة) ضلوا يصرخوا الله سوريا وبشار وبس شي خمس دقايق بعدين فرطوا
بعدها إجا 3 باصات فيها رجال أمن مدنيين كتار جدا نزلوا بساحة المرجة والباصات الفاضية امتلت بمعتقلين تانيين
رجال الأمن هدول اتوزعوا بالساحات بعدين رجعوا ركبوا بباص كان واقف واتجهوا لمقابل وزارة الداخلية عالطرف التاني من الشارع لأنه الشباب كملوا تظاهر هناك، أنا كان لازم أرجع لأني صورت الفيديو (..) بس بآخر خمس ثواني ضربني واحد مدني وراي ع كتفي ووقع الجهاز وهاد كان فوق الضرب الي اتعرضناله كلنا بالمظاهرات وكان لازم آجي أنقل الحقيقة
من المشاهدات الي شفتها إنهن حتى الصحفيين ما خلوهن يصوروا شي أبدا كان في صحفي بتذكر شكله كتير منيح كان معه كاميرا فيديو ديجيتال وبدو يصور اتعرض لضرب واهانات وشتم لا يوصف وما خلوه يصور شي أبدا
ومن الحكي الي كسر قلبي وأنا عم حاول اختفي حتى ما انمسك رجلين كانوا واقفين عم يحكوا الأول سأل التاني قلو شوفي هون؟؟ قلو ليش مين انت؟؟؟ جاوب أنا مواطن عادي رد هداك وقاله شو موشايف إنه في مظاهرة؟ سأل الأول لشو المظاهرة؟ جاوب التاني: مشان السيد الرئيس الله يحفظه ويحميه ويخليه وضل نص ساعة يمجد ويحمد ويقدس قام التافه الي معه قاله إذا مشان السيد الرئيس فمعليش
كلام بسيط بس كسرلي قلبي مية شقفة!!!!!!!! يعني معقول؟؟؟؟ البنات انذلوا قدامك انت واياه ولسه عم تطبل وتزمر ورا رئيسك؟؟؟؟ ما بعرف ليش نحنا هيك يا أخي بس الي بعرفه إنه هاد يوم رح يذكره التاريخ لأنه فعلا فعلا يوم من أروع أيام الشعب السوري صح أسرونا وضربونا بس وقفنا بوشن وقلنا لأ لأ للظلم لأ للفساد لأ للذل ووصلنا صوتنا لكل العالم
(3) شاهد عيان
سمعنا في الأفلام بالكلاب المسعورة ولكننا اليوم سمعنا ورأينا بشر مسعورون..
بدأت العائلات بالتجمع في المدخل المؤدي لوزارة الداخلية من جهة المرجة، ثم بدأوا برفع صور ذويهم المعتقلين، ومن ثم ساروا بكل هدوء باتجاه الوزارة، وما أن مشوا خطوتين حتى هتف المسعورون (الذين هم مفرزات التطوير والتحديث) بالروح بالدم نفديك يا بشار، هجموا على الناس وبدأوا بالضرب بالعصي والهروات بشكل عشوائي وهمجي، فهتفت العائلات (خاين يلي بيضرب شعبو، خاين يلي بيضرب شعبو)، وثم بدأوا (البلطجية) يعتقلون الناس ويلاحقونهم ويأخذونهم إلى الكولبات وبعض الأماكن المعدة سلفا لذلك.. في وسط هستريا من الهتاف (الله، سوريا، بشار وبس)..
البلطجية: بلباس مدني، كانوا يعتقلون الناس، ويذهبون بهم إلى مبنى بجانب مجمع يلبغا (مقابل المستشارية الإيرانية)، وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا بشار..
مشهد: اعتقال طفل في الثانية عشرة من عمره لإنه حاول الوصول إلى أخيه المعتقل في الكولبة، حيث قام إثنين من الأمن أحدهم في الأربعين والثاني في العشرينات من عمره، والطفل يبكي دخيلكم أتركوني هذا أخي، لكنهم لم يتركوه وأودوا به إلى المبنى المذكور وهم في نشوة الإنتصار.
مشهد آخر: اعتقال فتاة رفضت الهرب، حيث قام الأمن بحملهما من يديها ورجليها إلى المبنى المذكور في وسط الهتاف (بالروح بالدكم نفديك يا بشار) وكأنهم أخذوا غنيمة أو سبايا !!
مشهد ثالث: بعد أن ضرب الأمن الناس وفرقوهم، اجتمعوا وهم يهتفون (الله سوريا بشار وبس بالروح بالدم نفديك يا بشار) حيث حضر التلفزيون الرسمي السوري وبدأ بتصوير هذه الهتافات المؤيدة وكأن شيئا لم يكن !!
مشهد رابع: أحد عناصر الأمن كان مسعورا لدرجة أنه صار يضرب السيارات المارة برجله ويطلب منهم الرحيل..
مشهد خامس: لم تكفهم سيارت الأمن، فأخذوا فتاة بسيارة أجرة، وهي تصرخ (كنت عم اتفرج، نزلوني نزلوني)..ولكن لم تلقى إلا الأمر بالصمت من المسعورين..
كل ذلك وساحة المرجة تحولت إلى ساحة هستيرية من الفوضى رغم محاولة شرطى المرور اليائسة تيسير حركة المرور (وهم مزعوجين مما يجري
(4) مازن درويش
مرحبا للجميع انا طلعت (من الاعتقال) من ساعة وشوي ما عندي اي معلومات عن حدا تاني طلع. بالفرع ماكان في ضرب او اهانات اخدو من الامانات وسجلو الاسماء والمهنة وبعدين فصلونا مجموعات صغيرة بالمنفردات كنت انا وكمال شيخو وضياء الدين دغمش بعد ساعتين اخدوني لعند محقق. انا من البداية عرفت بحالي صحفي واعطيتن بطاقة الاتحاد الدولي للصحفيين عند المحقق سألني اذا عندي اذن من وزارة الاعلام او مسجل باتحاد الصحفيين وسألني مين مكلفني بالتغطية وقديش عم يدفعولي ومن هاي الاسئلة وقلي يا (….) شو وقفك مع الاهالي قلتلو كنت عم آخد منن تصاريح وبصموني على اقوالي بعدين رجعوني لزنزانة تانية لمدة ساعة تقريبا وبعدها طلعوني لعند الامانات واعطوني غراضي وطلعت. مرة تانية انا ما بعرف انو في اي حدا تاني طلع