من “الحاج رضوان” إلى “وحدة رضوان الخاصة”: هل بدأت الأيام الصعبة للولي الفقيه؟

1
إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...

 

 – (ترجمة “شفاف”)

مضى أكثر من 42 عاماً على “ولادة” حزب الله على يد “قابلة” بإسم “علي أكبر محتشمي”. وكانت الولادة من رحم “حركة أمل” عام 1982. شباب “أمل الإسلامية”، بعد مبايعة الشيخ صبحي الطفيلي، أحد تلامذة محمد حسين فضل الله، أثناء مبايعتهم للخميني عن طريق نائبه محتشمي، أنشأوا مؤسسة تضم اليوم 20 ألفا من الكوادر والموظفين والقادة ورجال الدين، وهي الآن على رأس الجماعات التي تأتمر بأمر المرشد الأعلى، وبإسمه تهجم وتنهب وتبتلع.

 

مؤسس حزب الله: أول سفير للجمهورية الإسلامية في دمشق، “علي أكبر محتشمي بور” توفّي من “الكورونا” في يونيو 2021، وكان عمره 74 سنة. صار أقرب إلى المعارضة الإيرانية في سنواته الأخيرة.

قصة هؤلاء تتشابه مع قصة سكان قلعة “أَلَموت” (قلعة الحشاشين وأميرهم حسن الصبّاح) وقادة “سَبْزَوار”، حيث لديهم ثمانية ألوية، و12 كتيبة مستقلة، وعددٌ لا يحصى من الأفواج، الداخلية (اللبنانية والسورية)، والخارجية (العراقية، واليمنية، والأفغانية، والباكستانية، والنيجيرية، وفي جنوب أفريقيا، وتايلاند، وآذربيجان). ولديهم مستشارون ومدربون إيرانيون، ومجهّزون بصورة مُحكَمة لممارسة التهريب الواسع النطاق، وكذلك غسيل الأموال. كذلك لديهم منظمات تعليمية وترويجية، ووحدة نسائية، ومجمّع تحت الأرض وفوق الأرض في مدينة صور ومرجعيون وإقليم التفاح والضاحية الجنوبية لبيروت. كما لديهم 17 منظمة بالوكالة، علنية وسرية، في أفريقيا وشرق آسيا وأميركا اللاتينية، وقد تحوّلت هذه المنظمات إلى أكبر الفرق الإرهابية حيث تنشط لخدمة نظام ولاية الفقيه.

إن الأمين العام الأول لهم أصبح من الأعداء، والثاني عباس الموسوي أُغتيل، أما الأمين العام الحالي فهو حسن نصر الله الذي احتل لبنان بصفته النائب العالمي للولي الفقيه.

ومن الجماعات الداخلية لحزب الله، سيتم الحديث بصورة مُركّزة عن “وحدة رضوان الخاصة”.

في اليوم الأول من عام 2023، نشر حزب الله اللبناني مقطع فيديو على قنوات “المنار” و”الميادين” و”العالم”، يظهر فيه جنودا يرتدون زيا عسكريا خاصا مزوّدين بكاميرات رؤية ليلية ومختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة يقومون بعمليات في المنطقة ويفجّرون جدارا اسمنتيا. وبدا هذا الجدار وكأنه رمز للحدود بين لبنان وإسرائيل، وبعد عبورهم في الظلام، كانوا يطلقون النار على جنود إسرائيليين وهميّين، وعلى نجمة داود، وعلى أهداف أخرى.

 

هذه الصورة لعماد مغنية، “الحاج رضوان” نُشرت بعد مقتله، أو تصفيته بقرار إيراني حسب بعض الروايات

كانت لهذه القوات من حيث الشكل أوجه تشابه واضحة مع لواء “نوهد” التابع للجيش (الإيراني) واللواء الخاص “66” التابع للحرس الثوري الإيراني.

في نهاية الفيديو، وطأت أقدام أفراد هذه القوات الخاصة شاطئا يبدو أنه بحيرة الجليل أو طبريا شمالي إسرائيل، وبعد ذلك ظهرت آية قرآنية على الشاشة تهدّد بإغراق جيش العدو.

كانت هذه القوات جزءاً من “وحدة رضوان الخاصة” المكوّنة من قوات النخبة التابعة لحزب الله اللبناني.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت العام الماضي تقارير مفصّلة عن القوات الخاصة التابعة “لوحدة رضوان الخاصة”، ورسمت صورا غامضة ومخيفة عن القدرة العملياتية لهذه القوات.

ووفقاً لمعلومات شبه دقيقة، تم تدريب معظم قوات “رضوان” في قاعدة “منجيل” وقاعدة “القدس” التابعتين للقوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني في مدينة “رشت”.

ومع بدء حرب غزة والمواجهات مع حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل، تردّد اسم هذه الوحدة الخاصة أكثر فأكثر في التقارير الإعلامية والتحليلات العسكرية الإسرائيلية، حتى “استشهد” أحد كبار قادتها ويدعى وسام حسن الطويل في غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان.

● ما هي مهمة “وحدة رضوان الخاصة”؟

في يناير/كانون الثاني 2018، قبل خمس سنوات فقط من نشر الفيديو الدعائي حول قوة “وحدة رضوان الخاصة”، نشر الجيش الإسرائيلي مقالا على موقعه على الإنترنت ذكر فيه أن حزب الله اللبناني كان يدرب قوات خاصة لعبور الحدود والتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية ومهاجمة المدن والبلدات والقرى الشمالية لإسرائيل.

تم وصف هذا السيناريو “باحتلال الجليل” – في شمال إسرائيل – حيث يتم خلاله توغّل مجموعات صغيرة من النخبة من قوات “وحدة رضوان الخاصة” المدربة تدريباً عالياً في المدن وذبح السكان واحتجاز المواطنين كرهائن.

هذا السيناريو المألوف تم تنفيذه في 7 أكتوبر 2023، ولكن ليس كما توقع الجيش الإسرائيلي. قوات النخبة التابعة لحركة حماس هي التي نفذت مثل هذه العملية في جنوب إسرائيل ثم بدأت بعدها الحرب في غزة.

تضاعفت مخاوف الإسرائيليين من تكرار سيناريو 7 أكتوبر على الحدود الشمالية الهشة مع لبنان، حيث تتمركز أيضاً وحدة خاصة تابعة لحزب الله اللبناني.

ولهذا السبب طلبت إسرائيل من هذه القوات الانسحاب مسافة 30 كيلومترا من المنطقة الحدودية، وحذرت من أنها إذا لم تفعل ذلك طوعا فسوف تجبرها على الانسحاب.

وتشير التوقعات إلى أن “وحدة رضوان الخاصة” تتكون من أكثر من 2500 جندي من النخبة الذين يعملون في مجموعات صغيرة – أقل من 10 أشخاص – ويتمتعون بقدرة قتالية عالية وسلطة مستقلة لاتخاذ القرار.

مهمة “وحدة رضوان الخاصة” هي “مهاجمة منطقة الجليل” في شمال إسرائيل.

لكن أساس وحدة حزب الله النخبوية هذه، والتي أصبح اسمها شائعاً مؤخراً، قد تشكل قبل سنوات. لقد تم تدريب القوات الخاصة التابعة لحزب الله اللبناني منذ فترة طويلة على شن هجمات خاطفة على الأراضي الإسرائيلية، ويقال إن “وحدة رضوان الخاصة” موجودة منذ عام 2006 على الأقل، وهو نفس العام الذي احتجز فيه حزب الله اللبناني جنودا إسرائيليين كرهائن. ثم بدأت بعد ذلك حرب صيف 2006.

وكانت هذه القوات تعمل آنذاك تحت اسم “قوة التدخل السريع”. لكن بعد مقتل “عماد مغنية” الذي كان يُعرف باسم “الحاج رضوان”، تم تغيير اسم القوة إلى “وحدة رضوان الخاصة”.

وكان مغنية الرجل الثاني في حزب الله، وكان يقود الجناح العسكري للحزب، وقُتل في انفجار في دمشق في فبراير 2008، وكانت له علاقات وثيقة للغاية مع الحرس الثوري الإيراني ومع “قاسم سليماني” القائد السابق “لفيلق القدس”. وتم الاعتراف بمغنية كمؤسس لقوات التدخل السريع، ولاحقا أطلق اسمه الحركي على هذه القوات.

وكما ذكرت، فإن مسؤولية التدريب العسكري “لوحدة رضوان الخاصة” كانت تقع على عاتق الحرس الثوري الإيراني، وقد لعب الحرس ولواء “صابرين” الخاص دورا مهما في هذا الأمر.

ويتكون لواء “صابرين” من قوات متميزة خضعت لتدريبات عسكرية ونفسية مكثفة للقتال في ظروف جغرافية ومناخية قاسية والمشاركة في حروب غير متكافئة.

إن الخصائص والمهام العملياتية “لوحدة رضوان الخاصة” تشبه إلى حد كبير خصائص ومهام لواء “صابرين” التابع للحرس الثوري الإيراني، وخاصة وحدة “66” القوات الخاصة، وبعض وحدات لواء “نوهد”. ومن غير المستبعد أن تكون الوحدة “66” إلى جانب “صابرين” قد لعبتا دوراً مهما في تدريب القوات الخاصة لحزب الله اللبناني.

إن خطة عماد مغنية وقواته “قوة التدخل السريع” غير موجودين اليوم. لكن خليفته “السيد علي (الطباطبائي)”، وهو أحد أبرز مساعدي مغنية وسليماني، هو البديل لهما اليوم. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، من خلال نشرها رسم غرافيك لوجه الطباطبائي، بأنه أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله والمسؤول عن “وحدة رضوان الخاصة” في سوريا واليمن. وقيل أيضا إن تصرفات هذه الوحدة في سوريا واليمن هي “جزء من جهود حزب الله المكثفة لتوفير التدريب والعتاد والقوى البشرية لدعم أنشطته الإقليمية المدمرة”.

بدأت الحرب الأهلية السورية في عام 2011. ولم تدخل قوات حزب الله اللبناني الحرب إلا في عام 2015 إلى جانب مجموعات أخرى مدعومة من النظامين الإيراني والسوري، بما في ذلك الميليشيات الشيعية العراقية، وذلك لدعم حكومة بشار الأسد والحرب ضد داعش وجبهة النصرة وبقية الجماعات المسلحة.

ولعبت “وحدة رضوان الخاصة” دورا بارزا في هذه الحرب، وكان الطباطبائي مسؤولاً عن إنشاء البنية التحتية العسكرية لحزب الله في جنوب سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وبحسب التقارير، شاركت “وحدة رضوان الخاصة” في معارك مهمة مثل معركة “القصير” إلى جانب الميليشيات الشيعية العراقية بما في ذلك حركة “النجباء” العراقية وحركة “فاطميون” الأفغانية التابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وكانت قوات “وحدة الرضوان الخاصة” المتمركزة في مدينتي سراقب وإدلب هي التي تقود العمليات في سوريا. وتشير التقديرات إلى أنه في أبريل2021، كان هناك حوالي 800 جندي من قوات “وحدة رضوان الخاصة” متواجدين في حلب وإدلب.

إن هدف إسرائيل هو قتل كل فرد من أفراد “وحدة رضوان الخاصة”، وهدف أمريكا هو تدمير “النجباء” و”حزب الله العراق”، وهدف الجمهورية الإسلامية هو زرع بذور الخوف في قلوب الإسرائيليين ومؤيدي إسرائيل في الغرب، ولكن هذا الخوف يتجذر الآن بين المواطنين والجنود الشباب في إسرائيل. إن العالم العربي يشعر أيضاً بهذا القلق. والعالم كذلك لن يشعر بالأمان في ظل استمرار وجود جمهورية الجهل والفساد والإرهاب. إن السيد علي خامنئي، زعيم الجمهورية الإسلامية، يحمل نفس أحلام هتلر وموسوليني.

إن مصلحة إيران والعالم تقتضي أنه بدلا من استرضاء السيد الفقيه وليّ آذان خَدَمِه، أن يتم التصويب نحو رأس “السيد”. إن قتل الطباطبائي والسنوار والكعبي لا يشفي الألم. وكما رأينا فإن تهديد خامنئي يؤدي به إلى إعادة النظر في سلوكياته. انظروا كيف يتم دعوة الناس في إيران إلى الانتخابات، من خلال ظهور شابة على قنوات التلفزيون وهي ترتدي الحجاب وترقص وتصفق بيديها وتدعو الشعب المذهول إلى الرقص.

إن النظام الذي تحسّر من عدم قدرته على استغلال نصر فريقه الكروي، لا يستحق أكثر من أن ينعي الحاج رضي ومغنية وعبود والكعبي والحاج قاسم. إن أمتنا (الإيرانية) العظيمة تعتبر هذه المجموعة إرهابية، ولم يكن الجيل السابق، لو كان يملك ذرة من الحماس والشهامة، ليُوَقّع على وثيقة بؤس أمة عظيمة وحكيمة، حيث لم يكن التخلص من شر ولاية الفقيه مهمة صعبة.

إن أمة فيها “الأمير رضا بهلوي” و”الملكة فرح بهلوي”، وتغني “فاطمة سبهري” لأرواحنا وقلوبنا أغاني التحرر من السجن، ويغني “رَهْنَوَرْد” أثناء عملية إعدامه، إن هذه الأمة ستمحي البقع الغريبة لحزب الله وحماس والجهاد والعصائب ولواء عباس وفيلق القدس من الجسد المقدّس لإيران.

“اينديبندنت فارسي”

اترك رد

1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
عماد غانم
عماد غانم
2 شهور

مقال ممتاز؛ اما بعد في حينه اعلن حزب الله انه تم إلقاء القبض على جاسوس لإسرائيل؛ ليتبين ان الجاسوس “محمد شوربا” خليفة عماد مغنية؛ ولا شك ان شوربا لعب دور رئيس في تمكين إسرائيل من اغتيال عماد مغنية وابنه جهاد واللقيس وعشرات العناصر والضباط في الحرس الثوري وحزب الله من المشروع المذكور في المقال اعلاه؛ فحزب الله والى حد كبير ايران مكشوفين/مخترقين؛ الى درجة ان الموساد اختطف قيادي في الحرس الثوري وحقق معه داخل ايران؛ وبعد سلسلة من عمليات الموساد داخل ايران؛ القت السلطات التركية القبض على خلية ايرانية تخطط لاغتيال او اختطاف اي إسرائيلي وادت الفضيحة الى اقالة رئيس… قراءة المزيد ..

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading