كان مناحيم كلاين مستشاراً لإيهود باراك أثناء مفاوضاته مع منظمة التحرير الفلسطينية، وهو اليوم أستاذ العلوم السياسية في “جامعة بار-إٍيلان”. وهو أحد موقّعي “إتفاقيات جنيف” غير لارسمية التي عقدها ناشطون فلسطينيون وإٍسرائيليون. المقابلة أجراها Pierre Prier لجريدة “الفيغارو” الباريسية:
الفيغارو: برأيك، ما هدف الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس؟
كلاين: البعض يريد تدمير “حماس”، والبعض يريد ردعها بصورة نهائية عن إطلاق الصواريخ، وسواهم يرد خلق “بيئة أمنية جديدة” بدون تحديد ماذا يعني ذلك.
ولكن الأهداف الأولى التي قصفها سلاح الطيران معبّرة: فقد قصف الوزارات وقصف الشرطة التي لا صلة لها بعمليات إطلاق الصواريخ. هذا يظهر وجود رغبة في تدمير نظام “حماس”.
الفيغارو: وفي المدى الطويل؟
كلاين: أعتقد أن إٍسرائيل تريد أن توسّع إلى قطاع غزة وضع المحميّة الواقعية التي تمارسها على الضفة الغربية، حيث لا يمكن لمحمود عبّاس أن يتّخذ أي قرار بصورة مستقلة.
الفيغارو: هل يمكن لهذه الإستراتيجية العدوانية أن تنجح؟
كلاين: هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق. فبقدر ما نستخدم القوة، بقدر ما نعطي “حماس” الرغبة في الردّ. وبالنسبة لمحمود عبّاس، فإنه لا يستطيع أن يكسب قلوب الناس وعقولهم إذا ما عاد إلى غزّة فوق دبابة إسرائيلية.
الفيغارو: ماذا لو شنّت إٍسرائيل هجوماً برّياً؟
كلاين: هنالك خطر تكرار أخطاء حرب لبنان في العام 1982. لقد أعلن “يوفال ديسكين”، رئيس جهاز “الشين بيت” (جهاز الأمن الداخلي في إٍسرائيل)، أنه تلقّى إتصالات هاتفية من غزة تهنّئ إٍسرائيل لأنها هاجمت “حماس”. وفي لبنان (في 1982)، استقبلنا الموارنة وفلاحو الجنوب بالأرزّ، علامةً على الترحيب بنا. وبعد فترة قليلة، أصبحنا في نظرهم جيش إحتلال. من جهة أخرى، فإن أي جيش نظامي يعرّض نفسه لكارثة إذا قاتل ضد قوة عصابات غير نظامية، وخصوصاً في بيئة ذات كثافة سكانية مرتفعة.
الفيغارو: لكن، هل هنالك مخرج؟
كلاين: يبدو أن هنالك استعدادات لوقف إطلاق النار. وهنالك مساعي من جهات متعددة، يقوم بها نيقولا ساركوزي، وقطر، وتركيا، والجامعة العربية، وغيرها. هذا سيؤدّي إلى خلق دينامية. للمرّة الأولى، فقد أصدرت “مجموعة الأربعة” (الولايات المتحدة، والإتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة) قراراً مختلفاً عن وجهة نظر البيت الأبيض. على النقيض من جورج بوش، الذي يتبع الموقف الإسرائيلي عبر وضع شروط للهدنة، فقد دعت “مجموعة الأربعة” إلى وقف فوري لإطلاق النار.
الفيغارو: من وجهة نظرك، ماذا ينبغي أن تكون أسس وقف إطلاق النار؟
كلاين: ينبغي أن تكون “حماس” مشاركة فيه، بالتأكيد ليس مباشرة ولكن عبر وساطة دولية. وبدون شك، فإنه ينبغي أن يشمل إعادة فتح نقاط العبور. إن إسرائيل ما تزال تعتقد أن بوسعها أن تدمّر قدرة “حماس” على ممارسة الحكم بواسطة القوة أو بممارسة الحصار. ينبغي على إسرائيل أن تعترف أن ذلك مستحيل وينبغي لها، برأيي، أن تذهب إلى أبعد من ذلك عبر إتاحة المجال لمحمود عبّاس لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع “حماس”.