اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان الرياض ستطلق دراسة جدوى حول بناء مفاعلين نوويين فرنسيينفي المملكة. وأضافت أنشركة “ايرباص” ستبيع 23 مروحية لوزارة الداخلية السعودية مقابل 500 مليون أورو .
والمروحية H145 التي كانت معروفة سابقا باسم EC145 هي طائرة هليكوبتر خفيفة ذات محركين تستخدم عادة في الخدمات الطارئة لحرس الحدود. ويستخدم الجيش الأمريكي نسخة عسكرية منها.
وتم التوصل الى سلسلة من الاتفاقات اثر الاجتماع الاول لـ”اللجنة المشتركة الفرنسية السعودية” في باريس برئاسة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، وفق بيان الخارجية الفرنسية.
واضاف فابيوس خلال مؤتمر صحافي “سنوقع ايضا اتفاقا حول دورات تدريب على السلامة النووية واخرى حول معالجة النفايات النووية”.
كما ذكر وزير الخارجية الفرنسي ببيع 30 طائرة ايرباص أ320 و20 ايرباص 33 لشركة الخطوط الجوية السعودية كما اعلن في 15 حزيران/يونيو خلال معرض لوبورجيه للطيران، بقيمة اجمالية قدرها ثمانية مليارات دولار (7,1 مليار يورو).
كما اعلن “تعهد” المملكة السعودية بشراء سفن دورية سريعة لبحريتها “لتحسين قدرات خفر السواحل السعودي الذي يواجه اليوم تهديدات متنامية”.
*
“شهر عسل” لا يشوبه سوى تجميد العقد اللبناني
الإعلان عن عقود السلاح الكبيرة، اليوم، بين السعودية وفرنسا سيثير انزعاج واشنطن بالتأكيد، سواءً لأسباب تجارية لا ينبغي الإستخفاف بأهميتها أو للمغزى السياسي والإستراتيجي لانعطافة السعودية نحو فرنسا.
وقد تحدّثت جريدة “الفيغارو”، بقلم مراسلها جورج مالبرونو، عن “شهر عسل سعودي-فرنسي يقوم على توافق وجهات النظر حول الأزمة السورية- ينبغي على بشّار الأسد أن يتخلّى عن السلطة في دمشق- وعلى الحزم الفرنسي إزاء الملفّ النووي الفرنسي، وفحواه أنه لا ينبغي السماح لطهران بالحصول على سلاح نووي.
ولكن “الفيغارو” تتطرق كذلك إلى “حبّة الرمل” التي تعرقل العلاقات بين باريس والرياض: فقد قامت الرياض قبل شهر واحد بتجميد عقد بقيمة ٣ مليار دولار لتزويد الجيش اللبناني بمعدات عسكرية فرنسية.
وتنقل “الفيغارو” عن “خبير عسكري” أن “الفريق الجديد الذي يحيط بالأمير محمد بن سلمان رغب في وضع يده على العقود التي وقّعها الملك عبدالله وجماعته“! ويضيف سبباً ثانياً وهو “الهاجس السعودي إزاء الشيعة. فالرياض تعتقد أن هنالك تنسيقاً بين “حزب الله” والجيش اللبناني في الحرب الدائرة على الحدود اللبنانية-السورية ضد تنظيم “داعش”. ولا ترغب السعودية في تعزيز قدرات الجيش لأنها تعتبر أن ذلك سيفيد حزب الله”! وتنقل الجريدة عن مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية أن ذلك هو “قُصر نظر، لأن “داعش” عدوّنا جميعاً.
وعدا التوقيع على عقود سلاح جديدة، فإن نجاح المحادثات الفرنسية-السعودية يتوقّف على تسوية هذا الخلاف. وتنقل “الفيغارو” عن ديبلوماسي فرنسي قوله “نامل في أن تسمح زيارة الأمير محمد بن سلمان برفع التجميد اللاحق بالعقد اللبناني”. ولا تعتقد الخارجية الفرنسية بإمكانية أن تقوم السعودية بإلغاء التعهّد الذي التزم به الملك عبدالله بن عبد العزيز أمام الرئيس فرنسوا هولاند.
كما ستتطرّق المباحثات السعودية-الفرنسية إلى الحملة العسكرية السعودية ضد المتمردين الشيعة الحوثيين في اليمن. وتقدّم باريس دعماً للرياض، التي تقود تحالفاً عربياً، عبر تقديم صور أقمار صناعية بالغة الأهمية لتعيين الأهداف التي ينبغي للطيران السعودي أن يضربها.
ولكن، بعد ٣ أشهر من الغارات الجوية، فقد بدأت فرنسا تشعر بنفاد الصبر إزاء النتائج القليلة التي تم تحقيقها ميدانياً، بل حتى إزاء التصميم السعودي على الذهاب بحملتهم العسكرية حتى النهاية.
ويبدي ديبلوماسي فرنسي أسفه لأن السعوديين “أوقعوا أنفسهم في فخ بأنفسهم”. فالقصف الجوي لم يؤدِّ إلى تراجع المتمردين الحوثيين من بعض المدن، كـ”عدن” مثلاً. وبعد فشل محادثات جنيف الأخيرة، فإن فرنسا باتت تشجّع السعودية أكثر من أي وقت مضى على استئناف الحوار للخروج من المأزق.
أخيراً، فإن باريس تشعر بقلق إزاء مبادرة السعودية للإستعانة بـ١٨٠٠ جندي سنغالي لحماية موسم الحجّ المقبل في مكة. ويبدي “خبير عسكري” أسفه قائلاً أن ” الرياض قامت، بالمقابل، بتمويل مستشفى في السنغال، وهو بلد يقع ضمن منطقة النفوذ الفرنسي”.