وصلتني اليوم رسالة بالبريد الإلكتروني من عزيز علي. كانت عبارة عن[ مقالة من جريدة الوطن لخالد الغنامي->
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3048&id=9324&Rname=53]، المقالة تناولت تصرف رئيس الوزراء التركي اردوغان في مؤتمر دافوس الإقتصادي.
عنوان المقال كان “اردوغان يعود بتركيا” و التلميح في العنوان احسب الكاتب يقصد به الى الموقف العربي او الإسلامي. الكاتب تحدث عن موقف العزة و الكرامة التي وقفها الطيب اردوغان في ذاك المؤتمر مناصرا فيها القضية الفلسطينية و مواجها الرئيس الإسرائيلي بالكلام مباشرة قائلا له “انتم تقتلون الناس”.
بصراحة تركت كل ماكان في يدي و قلبي يخفق و انطلقت اجوب الشبكة الدولية للمعلومات ابحث فيها عن فيديو يظهر ماحدث و انا العن نفسي ان فاتني الحدث حين كان البث حيا و انا المدمن على الأخبار. سرعان ما وجدت ضالتي التي كنت انشد على موقع البي بي سي.
شاهدت الفيديو مرات كثيرة -حوالي ثمان مرات- من عدة مواقع على الإنترنت. حماسي خبا بنفس السرعة التي إشتعل فيها، لقد كنت ساذجا بعض الشئ ان اتحمس لما كتبه الكاتب، كان على الشك في بعض ما قيل في المقال لأننا كثيرا ما نحمل الإمور ما لا تحتمله.
المسألة بإختصار ليست انتفاضة غضب من الطيب اردوغان و مغادرته للقاعة ليست إحتجاجا على كلام الرئيس بيريز انما على سوء ادب -في نظره- مدير اللقاء. لم يخفي اردوغان سبب تركه الجلسة إذ قال ما مفاده ” لا أظنني سأعود الى دافوس العام المقبل انتم لا تدعوني اتحدث، تكلم بيريز ٢٥ دقيقه و أنا لم أتكلم نصف ذالك الوقت ” ثم قام ونصرف. هذه الغضبة التركية لم تجد نفعا وإن دغدغت المشاعر لعدة اسباب:
اولا- الغضبة كانت شخصية بسبب سوء إدارة المحاورة و ليست غضبة لأهل غزة، وإن كان الطيب اردوغان يشكر له – بلا أدنى شك – صراحته و تضامنه مع مأساة غزة و تناولها بشكل وا ضح وصريح في المؤتمر محملا إسرائيل المسؤلية.
ثانيا- انصراف اردوغان المفاجئ غير ذي معنى او فائدة لأنه ظهر بمظهر السياسي العاطفي الذي تنقصه الحنكة السياسية وهو ما علق عليه الكثيرون على موقع البي بي سي وكثر منهم اتراك.
ثالثا- بقي الرئيس الإسرائيلي الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين في المؤتمر ليدلي بدلو بلده و ليؤلب السياسيين على حماس و ليسوق وجهة النظر الإسرائيلية على هوامش تلك الجلسة، بينما انصرف غاضبا رئيس وزراء تركيا و لعله كان من الأفضل لو بقي لينافس بيريز في الحلبة السياسية و ليستميل بعض الشخصيات الدبلوماسية.
رابعا- قمت بعد مشاهدة المقطع مرات عديدة بالبحث على الإنترنت عن اثر هذه الحادثة على اعلاقات التركية الإسرائيلية، ليتضح لي، ان لا أثر. لقد كانت هناك إتصالات بين الجانبين بعد تلك الحادثه و أكد الطيب ان العلاقات بين البلدين لن تتأثر بتلك الواقعة لأنها متينة. كلنا نعلم عن تداخل العلاقات بين ذينك البلدين بما في ذلك المجال العسكري، كان بالأحري بالرئيس اردوغان ان يعلق العلاقات السياسية او غيرها نصرة لأهل غزة و بغير ذلك لا معنى لكل ما حدث في تلك الجلسة. لقد ذهب الأستاذ فندي في الشرق الأوسط ان تلك الواقعة كانت مشهد مفبرك او تمثيلية هدفها الشارع التركي او غير ذلك.
آنا لا أذهب الى هذا الحد انما في معزل عن خطوة ذات فائدة من قبل رئيس الوزراء التركي فإن ذلك الإحتمال يبقي واردا حتما.
لعل أشد ما ازعجني هو موقف السيد عمرو موسى امين الجامعة العربيه الذي وقف مصافحا الرئيس رجب عند إنصرافه من الجلسة غاضبا تعلو وجهه -أي عمرو موسى- ابتسامة رضى بما فعل الرئيس اردوغان، الا انه قعد ليكمل الجلسة وانا لا عتب لي على جلوسه انما إستغربت المصافحة الشاكرة التي بدت لي انها ممنونة على ذلك الصنيع.
لم تكن تلك المصافحة الا عاطفة عاجزة.
موقف العزة و الكرامة لم يبدو لي عزيزا و لا كريما لأنه و ان سلمنا جدلا انه كان لأجل غزه لكنه كان موقفا عقيما.
للأسف لازلنا نصفق لكل حادثه تحمل في ثنياتها شبهة موقف نضالي او ثوري، الا ان الواقع في واد و نحن في غيره،
بالأمس كان حذاء الزيدي و اليوم غضبة اردوغان.
ـــــــــ
تذكرني بعض ردود افعالنا على مثل هذه المشاهد بما كان يحدث في لبنان في اواخر الستينيات ايام كان سعيد الأسعد رئيس المجلس النيابي عندما كان يمر على القرى يزور الضيع مفاجأة يقول اللمزارعين جئت داعيا نفسي للغداء معكم، فيحتار المزارع كيف يكرم شخصا في مثل مكانة الأسعد و هو الفقير المعدم، فيقول له الأسعد،آكل من الموجود، عدس او مجدرة. فيظل اهل الضيعة يتحدثون عن عظمة هذا السياسي بسبب تلك الحادثة سنين و طبعا ينتخبونه. المسألة لا هي تواضع و لا كرم أخلاق القضيه ببساطة و كما يقول الإخوة في مصر “ملعوبة”.
doctor.nassar@googlemail.com
* كاتب من جنوب لبنان
ملعوبة…سيد أيمن أنا كانسانة عادي منذ بدء حرب غزة رفضت التعليق باي موقع على الانترنت او الدخول باي نقاش حول هذا الامر اقول لنفسي ” وا اسفاه على ضحايا يقتلون ثمنا لمنصب او ضريبة او ذريعة لقرار سيتخذ ولكنه بحاجة الى سبب ” الآن ستصبح غزة قميص عثمان ” ع الرايح والجاي غزة … غزة…” سياسة عندما قرات ردود الفعل التي حدثت على ما جرى بـ دافوس اصبت بدهشة هل الجميع مفبرك على رد فعل واحد او ان الجميع اصبحوا مفبركين لقول الذي يريد السياسيين قوله!!!! او شربوا من نبع الغباء اردوغان يمثل بلده ولن يعمل الا ما هو لصالح… قراءة المزيد ..
ملعوبة…
بعيداً عن النص، إن كنا نقبل به أو نرفضه، يتساءل المرء، عندما ينهي قراءة المقال عن مغزى أن يشار إلى أن الكاتب، هو كاتب من “جنوب لبنان”؟
أهذه تحديدات جديدة للجغرافيا في لبنان؟
نقول أننا في تضادٍ مع حزب الله، ثم نعبِّر عن أفكاره، بطريقة ما أو بأخرى.
أرجو من إدارة “الشفاف” التي نحترم، أن تحذف هذه الإشارة، ليكون الكاتب من لبنان فقط، وهذه إشارة كافية على ما نعتقد! إلا إذا كانت عبارة “جنوب لبنان” ستمنح النص معنىً آخر!
ملعوبة…
سيحان الله يا سيد أيمن….حقيقة العرب أمة لا تدري ماذا تريد….لا تفعل….و لا تقبل بمن يفعل….هي على صواب….العالم على خطأ….نريد كل شيء لنا و منا و نحن لا نفعل شيا….إن قلنا نعم….لا ندري لماذا قلنا نعم…..إن قلنا لا ….لا ندري لماذا قلنا لا….المهم أن نقول و على الله القبول.
ليت أمين جامعة الدول العربية (عطس) حتى نشمته على أقل تقدير.