هل صحيح ما نقله موقع “ام تي في” حول استعداد رئيس مجلس ادارة “ال بي سي” الشيخ بيار الضاهر في التخلي عن تلفزيون “إل بي سي” مقابل تعيينه رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون لبنان خلفاً للسيد طلال المقدسي؟
مصادر خاصة أكّدت لـ”الشفاف” أن العكس هو الصحيح. فقد عرض وزيرالإعلام الاستاذ ملحم رياشي على السيد بيار الضاهر تعيينه رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون لبنان مقابل تخلّيه عن “إل بي سي” لصالح “القوات اللبنانية”، ولكن السيد الضاهر رفض العرض! إذا صحّت هذه المعلومات، فإنها ستعني أن وزير الإعلام عرض مؤسسة حكومية على السيد الضاهر مقابل مؤسسة خاصة باتت، منذ سنوات، موضوع دعاوى قضائية بين “القوات” والسيد الضاهر!!
ماذا يعني ذلك كله؟ هل تحوّل تلفزيون لبنان” خلال ٤ سنوات من مؤسسة “خربة” و”فاشلة” إلى مؤسسة ناجحة، ومجهزة بالمعدات الحديثة”، وتملك أموالاً؟ وإذا كان ذلك هو الحال، فلماذا تمت “مكافأة” رئيس مجلس الإدارة، السيد طلال المقدسي، الذي قاد التلفزيون من الخراب إلى النجاح، بالإقالة؟
الرسائل التالية وردت إلى “الشفاف” من موظفين في تلفزيون لبنان، وهي تعطي فكرة معيّنة عن كيفية تعاطي من يتولّون السلطة التنفيذية مع مؤسسات الدولة. ما يلي رسالة موجهّة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ورسالة ثانية موجهة إلى وزير الإعلام الأستاذ ملحم رياشي، من “باسم جابر، مخرج في تلفزيون لبنان”.. والرسالتان تعطيان انطباعاً بأن مؤسسات الدولة اللبنانية باتت “مستباحة”! فهل هذا صحيح؟
*
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية
العماد ميشال عون المحترم
تحية المواطنة الصادقة …
ترددت سيدي الرئيس قبل ان اقرر الكتابة اليك ، ليس خوفاً منك وانت الحامي لنا وللجمهورية ، بل خوفاً عليك من زيادة الضغط الذي تتعرضون له منذ عشرات السنين ولا يزال مستمراً حتى اليوم وان على طريقة الحرب الناعمة …
لقد ولدت يا فخامة الرئيس قبل بداية الحرب اللبنانية القذرة بسنوات قليلة ، فعشت اهوالها وكوارثها وشاهدت جرائم القتل والاغتصاب والسرقة وحُرمت من سنوات علمٍ كثيرة ولكنني لم افقد الأمل، فقد كنت احلم دائماً بوطن جميل ومجتمع مثالي احيا فيه بكل اعتزاز وفخر ، وقد احسست بأن هذا الحلم صار قريب المنال ، حين شكلتم حكومة الحرية والكرامة بالعام ١٩٨٨ ، وزاد يقيني مع كل كلمة كنت اسمعها منكم من على شرفة قصر الشعب في بعبدا ان الانتصار على الظلم والتبعية وحكم الميليشيات قد اصبح في حكم الواقع ، ولكن…
لم يستطع عبدة المال والمراكز والسلطة وتجار الهيكل ان يتحملوا وجودك الحر الذي ينهي وجودهم الذليل ، فتآمروا مع المحتل على اقتلاع بذرة الحرية والسيادة والاستقلال الذي زرعتها في نفوسنا ، فنفوك واسكتوا صوتك ، ولكن صدى جملتك الشهيرة بقي يتردد في آذاننا مع اشراقة كل فجر: “قد يستطيع العالم سحقي ولكنه لن يأخذ توقيعي”
ومع ابتعادك القسري عنا شيئاً ف شيئاً ، بدأت افقد الأمل ، واشعر بأن الفساد المستشري اصبح كالسرطان اكبر منا جميعاً ، ولن تقوى عليه حتى عمليات الاسئصال الجراحية … الى ان كان موعد عودة الوطن الى الوطن فعاد الامل من جديد وبت أنتظر ان يتحقق الحلم الذي يراودني من عدة عقود.
فخامة الرئيس المحترم
ان صفحة تلفزيون لبنان هي جزء صغير من كتاب الوطن الكبير ، ومثلما تعرض هذا الوطن الى تدمير ممنهج على ايدي اعداء الثقافة والطبيعة والحياة، تعرضت صفحة هذه المؤسسة الى التمزيق على ايدي اصحاب الاهواء والمنافع الشخصية ، فسُرق ارشيفه وعُبث بحتوياته ومُنعت عنه كل مصادر التمويل وتآمرت عليه الطبقة السياسية الحاكمة فأصدرت حكمها بإعدامه في جلسة للمجلس النيابي حيث اغتصبت حقه الحصري بالبث على جميع الاقنية العاملة في لبنان واسقطت كل الدعاوى التي رفعها مديره العام بحق المحطات الخاصة وتركته يصارع وحيداً على شفير الموت .
حدث كل هذا في فترة تبوأ فؤاد نعيم لمركز المدير العام وقد حاول انقاذ تلفزيون لبنان ونجح بذلك الى حد بعيد ولكن الطبقة السياسية كانت اقوى فأقالته من مركزه دون تبرير ذلك ودون اي سبب محدد …
وغاب التلفزيون عن عيون اللبنانيين لمدة تزيد عن ٢٠ سنة وانطفأت شاشته التي رافقتهم منذ اكتر من ٥٠ سنة .
منذ حوالي الاربع سنوات ، بدأ تلفزيون لبنان يستعيد بريقه على كافة الصعد ، فتغيرت صورته القاتمة لتضاهي صورة اهم المحطات اللبنانية والعالمية ، وتبدلت معداته القديمة البالية بأحدث المعدات ، واصبح لديه اهم وحدات النقل الخارجي بلبنان ، وتجمل المبنى القديم ورُفع العلم اللبناني على واجهته ، واستقبل اهم الاحداث الدولية وعلى رأسها كأس العالم ونقل معظم مباريات الباسكت المحلي وانتج برامج متنوعة تتناول الصناعة والسياحة والثقافة والاجتماع وبعد ان كانت المحطة مديونة اصبح لديها وفر يتجاوز ال ٣ ملايين دولار .
كل ذلك كان نتيجة جهود جبارة قام بها مديره طلال المقدسي الذي لم يمتنع عن شراء اي قطعة يحتاجها التلفزيون في سبيل تطوره وتقدمه وبدأ باصلاح وتجديد مبنى الحازمية.
فخامة الرئيس المحترم
كما حدث معكم في الوطن الكبير من محاولة لإبعادكم عن عملية انقاذ لبنان ، حدث اليوم مع تلفزيون لبنان ومديره العام والهدف الحقيقي هو إبعاد التلفزيون عن دوره الجامع لكل اللبنانيين عبر تشويه صورته واعادته الى نقطة الصفر عن طريق قرارات عشوائية غير مفهومة.
واذا كنت لا ازال احلم معكم بالوصول الى الوطن الحقيقي وانقاذه من الطغمة الفاسدة التي حكمته وحكمت عليه بالموت ، فأنا ايضاً احلم معكم بإنقاذ تلفزيون لبنان من براثن قلة فاسدة تحاول ان تطفىء نور شاشته الى الابد.
ان التوقيع الذي لم يستطيع هذا العالم ان يأخذه منك ، يحتاجه تلفزيون لبنان اليوم قبل الغد ، ليستطيع مرافقتكم في كل انجازاتكم وليرافق كل اللبنانيين برسالة واضحة ، نقية ، وطنية، جامعة.
عذراً لأنني اطلت ….
بكل محبة
باسم جابر مخرج في تلفزيون لبنان.
*
حضرة وزير الاعلام المحترم ..
تحية واحترام ..
في يوم من الايام قرر النظام الامني السوري اللبناني سجن د. سمير جعجع لمدة ١١ عاماً ونفي العماد ميشال عون لمدة ١٥ عشر عاماً … فهل شعرتم وقتها بكمية الظلم التي تعرضا لها ؟
كان السبب وقوف الاثنين كل حسب وجهة نظره في وجه من يحاول ان يفرض عليهما اتفاقات لم يقبلا بها ،وسارا بعكس التيار الفاسد والمنافق الذي كان قائماً فحوكم الإثنان من قبل قلة حكمت البلد ٣٠ عاماً بعدهما … فهل كانت القلة على حق؟
وحين قرر النظام الامني انهاء “الحالة الشاذة” التي كان اسمها سمير جعجع وميشال عون، هل سأل هذا النظام رأي الشعب اللبناني؟
وحين قرر البعض انهاء ما تسمونه الحالة الشاذة في تلفزيون لبنان هل سؤلت الاكثرية الصامتة والفاعلة والمضحية والمظلومة بالرتبة والراتب ، عن رأيها بهذا الانهاء ، ولماذا يتم الاستماع الى قلة قليلة وتترك الاكثرية بدون الاستماع اليها ؟
حضرة الوزير المحترم
منذ ثلاثين عاماً اعمل في هذه المؤسسة بنفس الجهد والتضحية التي يشهد عليها الجميع وقد كنت شاهداً على مرحلتين ذهبيتين اعادتا تلفزيون لبنان الى الحياة وبقوة، الاولى مع استاذ فؤاد نعيم، والثانية مع د. طلال المقدسي ،
ومن الغريب والمعيب في آن واحد ان يتم الاستغناء عن الإثنين بطريقة غير لائقة، وذلك بتبلغ الاثنين موضوع الاستغناء عبر الاعلام .
اعرف ان هذه الرسالة لن تغير شيئاً في ما حدث حتى لو قررتم قراءتها، ولكنني تعودت قول الحقيقة ولو على حد السيف.. وقد قال السيد المسيح :
” تعرفون الحق ، والحق يحرركم”
في نهاية هذه الرسالة اود ان الفت نظركم الى ان من يصفق لكم اليوم ويشتم طلال المقدسي، سينقلب عليكم في المستقبل حين تتركون الوزارة وسيصفق للوافد الجديد …
واختم لأقول: اذا كنتم لم تستمعوا الى نشرات الشتم الوضيعة على تلفزيون لبنان في الايام الاخيرة فتلك مصيبة، واذا استمعتم اليها ولم تفعلوا شيئاً فالمصيبة اعظم …