“الشفاف” -خاص- بيروت
ما
زالت تداعيات الاشتباكات في برج ابي حيدر بين مسلحي حزب الله وجمعية المشاريع (“الاحباش”) تتوالى فصولا على
الساحة اللبنانية بعد ان بدأت تتضح معالم الاشكال الذي فجر الاشتباكات. وقد بدأ قادة حزب الله يجهرون بأن “الرسالة” وصلت وبأن الاشتباكات كانت “سيناريوهات”، من دون ان يقارب اي من مسؤولي الحزب حقيقة ما جرى في برج ابو حيدر ومن هو الطابور الخامس” الذي اطلق رصاص القنص على ممسؤول حزب الله ومرافقه؟”
تؤكد معلومات العاصمة اللبنانية ان محمد فواز المسؤول في حزب الله تم استدراجه الى كمين على خلفية إشكال وقع بينه وبين حرس المقر الرئيسي لجمعية المشاريع حيث نشأ الخلاف على ركن سيارة فواز بالقرب من المقر .
فوّاز ومرافقه: قُتِلا برصاص قنص؟
ففي يوم الحادث جاء فواز ليركن سيارته، فما كان من الحارس الا ان طلب اليه ان ينقل السيارة الى مكان آخر. ولكن فواز استشاط غيظا وبدأ يشتم الحارس، فضربه الحارس بعصا كان يحملها. ولما همّ فواز بسحب مسدسه من على وسطه، عاجلته طلقة نارية مجهولة المصدر فقتُل. ولما رأى مرافقه، محمد علي جواد، المشهد ركض هارباً، فعاجلته طلقة نارية هو الآخر. واندلعت بعدها الاشتباكات التي كان اللافت فيها انتشار القناصة بشكل مفاجيء، والانتشار المسلح الكثيف في شوارع بيروت حيث اقفلت احياء بكاملها كما انتشرت الاشتباكات في احياء اخرى متاخمة.
وهذا كله يعني أن الإشتباك لم يكن “عفوياً”، بل كانت هنالك “تحضيرات” من جهات أخرى “مجهولة”!
لماذا أعدّ الحزب “بنك معلومات” حول “الأحباش”؟
وكان لافتا ايضا ان حزب الله، عبر وسائل إعلام مقرّبة منه، تحدث عن “بنك معلومات” أعدّه لجمعية المشاريع واستخدمه فور وقوع الاشتباك، حيث قام بخطف العديد من مسؤولي الجمعية (قيل أن عددهم بلغ 30). الا ان الحزب لم يتعرض لهؤلاء المسؤولين واطلق سراحهم جميعا قبل انبلاج الفجر؟!!!
وكان اللافت ايضا ان المسؤولين السوريين استقبلوا بعد الاشتباكات وفد جمعية المشاريع من دون ما يرشح عن ان دمشق في وارد استقبال اي وفد من حزب الله؟!!
السلطات اللبنانية التي استفاقت على هول الاضرار التي نجمت عن الاشتباكات تسعى الى اتخاذ تدابير لطمأنة المواطنين، واعلن قائد الجيش اللبناني عن اعتقال 12 من المتورطين في الاستباكات خصوصا الذين اقدموا على حرق مسجد البسطا الفوقا التابع لجمعية المشاريع .
مصادر مطلعة في العاصمة اللبنانية ذكرت ان الموقوفين في اشتباكات برج ابو حيدر من انتماءات سياسية مختلفة،
واللافت ان من بينهم عناصر شيعية من غير المنتمين لحزب الله، الامر الذي اثار استغراب اللبنانيين خصوصا ان الحزب لم يعلن عن تورط جهات أخرى في الاشتباكات؟!
تصاعد حركة “المقاومة المدنية” ضد أحزاب السلاح
ما سبق يضع حزب الله في حالة “ارباك”. وقد زاد “إرباك” الحزب مع تصاعد حركة مقاومة مدنية “عفوية” ضد انتشار السلاح والمسلّحين في العاصمة ومختلف المناطق.
فالعاصمة اللبنانية تعيش على وقع الدعوات للمقاومة المدنية المرتقب ان تتصاعد خلال الايام المقبلة وصولا الى تحقيق شعار “بيروت مدينة منزوعة السلاح”، ثم وصولا الى “لبنان منزوع السلاح الميليشيوي”.
وتعتبر مصادر لبنانية ان الظرف مؤات للسير قدما بتحرك “مدني سلمي” من اجل تحقيق هذا الشعار، خصوصا ان القوى السياسية على اختلافها ما خلا تلك المنضوية في قوى 8 آذار اعلنت دعمها وحماسها لاطلاق حركة مدنية سلمية من اجل سحب السلاح من العاصمة وتعطيل مفاعيل السلاح الفردي وإطلاق يد الجيش والقوى الامنية في قمع المخلين بالامن.
واشارت هذا المصادر الى ان حزب الله يواجه اكثر من مأزق ومحطة سياسية في الاشهر المقبلة. أولها، المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وما يحكى عن دعوة سوريا الى المفاوضات في شهر تشرين الاول المقبل على ابعد تقدير.
اما المحطة الثانية فهي تتمثل باقرار الظني المرتقب صدوره في شهر كانون الاول على ابعد تقدير!
في حين ان المقاومة المدنية اللبنانية المرتقب تطورها في الايام المقبلة ستشكل بدورها عاملا رئيسيا لاحداث المزيد والارباك لدى الحزب.
المصادر اللبنانية المتابعة اعتبرت ان اخطر تعليق أُطلق على ألسنة قادة حزب الله على اشتباكات برج ابي حيدر ورد على لسان النائب نواف الموسوي الذي أكد أن “ثمة من يستفيد من هذه الحادثة للتوصل الى إجراءات من شأنها غلّ أيدي المقاومة في الدفاع عن نفسها في ما لو صدر القرار الظني باتهامها”.
النائب الموسوي وضع الاصبع على الجرح. فالسلاح في العاصمة هو لـ”تأديب” ابناء العاصمة، واللبنانيين عموماً، بالتزامن مع صدور القرار الظني. وهذا الامر شكل، الى الترويع والفلتان والاضرار المادية والبشرية، حافزا إضافيا من اجل الاستمرار قدما في المطالبة بنزع السلاح من العاصمة وصولا الى نزع السلاح من كل لبنان.
مقاومة مدنية ضد “المقاومة” المسلّحة وأسئلة عن “طابور خامس”
Ghassan Barakat
الآن توجد مشكلة هنا في حال أتهمنا إسرائيل يعني إسرائيل لديها جيش من الميليشيات المسلحة في بيروت سواء كانوا من هذا الطرف أو ذاك الطرف وإذا كنّا لا نريد بأن نتهم إسرائيل فأيضاً هذه مشكلة لأن هذا الطرف وذاك الطرف أصبحوا هم بذاتهم ليس الطابور الخامس فقط بل طوابير
المشكل هنا أن الطرفين ليس هم من يحملون السلاح بل السلاح هو الذي يحملهم، مسكينة بيروت لقد أصبحت مثل مسلسل “باب الحارة” يتقاصمها عُكدة عكيد بهذا الشارع وعكيد بذاك الشارع وباللهجي العامية أقول يا حرام هالناس شو مشحرى ومعترة