لن أحكي لكم عن الدورة الثانية عشرة لمنتدى الإعلام العربي، التي نظمها نادي دبي للصحافة مؤخرا، ولا عن التنظيم الراقي والاستقبال الرائع، ولا عن الندوات المهمة، ولا عن المتحدثين والمشاركين، ولا عن تلك الأرواح الشابة (المتطوعة) التي كانت تركض منذ ساعات الصباح الأولى حتى آخر النهار، لتأمين راحة ضيوف المنتدى وحسن سير الأمور، ولن أحكي عن نساء الإمارات اللواتي تولين مراكز قيادية، وأثبتن جدارتهن، بل وتفوقهن في مختلف المجالات.
غير أني سأحكي لكم عن «مقلب» أكلناه -نحن بعض ضيوف المنتدى- بعد أن وصلتنا دعوة لعشاء ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي في فندق «أرماني دبي» ببرج خليفة على هامش المنتدى. وباعتبار الدعوة لـ«حفل عشاء» جهّزنا أنفسنا ورتّبنا «شهيتنا» لوجبة عشاء فاخر في مطعم في أشهر مباني العالم، برج خليفة.. وكلنا أمل أن يكون العشاء على سطح العالم في آخر دور من المبنى. لكن لصدمتنا واجهنا المقلب الأول، والذي كان ان العشاء كان في الطابق الأرضي للمبنى، (يعني لا سطح ولا سقف). أما المقلب الأكبر فكان.. أن أهل دبي أرادوا ان يستغلونا!
فقد تبين لنا أن أعضاء مبادرة «فكِّر دبي»، لم يكن في «فكرهم» أن يطعمونا ويرفهوا عنا فحسب، بل أرادوا أن يستغلوا وجود 250 ضيفا من الإعلاميين العرب المشاركين في المنتدى، ليجلسوا ويساهموا في «التفكير» في مستقبل دبي، حيث طُلب منهم أن يتخيلوا كيف ستكون دبي بعد عشرين عاماً من خلال ثلاثة محاور: السياحة والسفر، الاقتصاد الإسلامي، والطيران والنقل. من ناحيتهم، لم يتوقع الإعلاميون أن يكون لكلمتهم وفكرهم حيّز في وضع تصوّر لمستقبل مدينة كهذه، وهم المهمشون عادة عن صناعة القرار.. لكن في دبي.. وجدوا أنفسهم أصحاب قرار، ولمخيلتهم جدوى، ولآرائهم آذان تسمعها.
وانطلى علينا المقلب، وتم «استغلالنا».. وجلسنا و«عصفنا أذهاننا» وفكرنا «خارج الصندوق».. وخرجنا ببعض أفكار كفكرة كوكب دبي «عيش الحلم»، وشارع المسارح على نسق طريق برودوي في نيويورك، وفكرة طيران مجاني إلى دبي من أي مكان في العالم يتم تعويضه من الصرف على المنتجات السياحية في دبي، وغيرها من الاقتراحات التي لن تتوانى «مبادرة فكر» عن دراستها وتنفيذها. لكن للأمانة.. في الآخر عشّونا عشاء فاخرا كما وعدوا..!
تقول دراسة حديثة إن %31 من الشباب العربي اختاروا دولة الإمارات كأفضل دولة للإقامة على مستوى العالم أجمع، بينما جاءت فرنسا كثاني اختيار لهم بنسبة %18.. ما السر في رأيكم؟
هذه هي الإمارات، لا تتوانى في استثارة غيرتنا (هل لاحظتم كمّ الغيرة التي أكتبها أسبوعاً بعد أسبوع!) وتحفيز مخيلتنا واستفزاز طموحنا، وأحيانا.. تنفيذ أحلامنا، وهي تثبت أقدامها كنموذج يحتذى، (لمن يريد أن يحتذي).
فشكراً دبي.. ومزيداً من المقالب لو تفضّلتم..!
dalaa@fasttelco.com
كاتبة كويتية