في حين تستمر الاعتقالات الجماعية في ايران في أعقاب احتجاجات واسعة وعنيفة تزامنت مع احياء ذكرى عاشوراء يوم الاحد، اعتقلت السلطات الايرانية نوشين عبادي، شقيقة المحامية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بعد ان كانت نوشين تلقت تهديدات باعتقالها ما لم تقطع علاقتها بشقيقتها.
يوم الاثنين الماضي تم اعتقال نوشين عبادي على يد عملاء وزارة الاستخبارات.
المحامية شيرين عبادي تحدثت مع موقع روز او لاين عن الضغوط اليومية والمتزايدة عليها وعلى أفراد أسرتها.
روز : ما الذي أدى في نهاية المطاف إلى القبض على أختك؟ وهل كان عملاء الاستخبارات يضايقونها قبل إلقاء القبض عليها؟
شيرين عبادي: لسوء الحظ لم تتوقف وزارة الاستخبارات عن خلق المشاكل لأفراد عائلتي، خصوصا أختي وزوجها اللذين تعرضا للتهديد بهدف وقف نشاطاتي في مجال حقوق الإنسان. أفراد عائلتي، بدورهم، اوضحوا لهم ان شيرين عبادي تمارس قناعاتها التي تؤمن بها وأن لا علاقة لهم بأنشطتي. لكن وزارة الاستخبارات اتصلت باختي مرات عدة، واستدعتها الى الوزارة. وفي احدى المرات ابلغ عملاء الاستخبارات شقيقتي بضرورة تغيير مسكنها الذي يقع في نفس المبنى الذي اسكن فيه بحيث لا تعود قريبة مني. ومن الواضح أن أختي تجاهلت مثل هذا الطلب. علما انهم ابلغوها تحديدا بان تتوقف عن الاتصال بي. هذا على الرغم من حقيقة أن أختي لا تملك رقم هاتفي لانني على سفر دائم ولا املك رقما ثابتا. كنت اتصل بها هاتفيا مرة أو مرتين كل شهر لأطمئن عليها. ولكن وزارة الاستخبارات ابلغتها ان هذا النوع من الاتصال ايضا يجب ان يتوقف. إلا أنها في المقابل سألتهم كيف يتوقعون منها ان تبلغ شقيقتها بان لا تتصل بها ما حملهم على تهديدها بالقاء القبض عليها في حال استمرت الاتصالات قائمة بيننا.
روز : هل اعتقدت لوهلة ان هذه التهديدات سوف تنفذ ؟
عبادي : في البداية اعتقدت أنهم كانوا يقومون بعملية خداع. ولكن للأسف فإنه من الواضح أن عملاء وزارة الاستخبارات كانوا جديين لانه بعد يوم من إحياء ذكرى عاشوراء اي يوم الاثنين الماضي عند التاسعة صباحا قام أربعة ضباط من وزارة الاستخبارات، احدهم كان حقق مع شقيقتي في وقت سابق وهددها، وداهموا منزلها وفتشوه بالكامل، ثم القوا القبض عليها وأخذوا معهم الكومبيوتر المحمول الخاص بابنها ولا نعلم لا انا ولا اي من افراد اسرتي عن مكان اعتقالها.
روز : هل أختك منخرطة في اي شكل من الاشكال في انشطة سياسية؟ على سبيل المثال هل شاركت في التظاهرات الأخيرة، أو كان هذا الاعتقال بسبب علاقات العائلة وانتمائك الى هذه العائلة؟
عبادي : أختي طبيبة أسنان. لحسن الحظ أو لسوء الحظ لا اعرف، لكنها لم تشارك أبدا في اي من انشطتي في مجال حقوق الانسان، كما انها لم لا تشارك حتى في المناسبات الاجتماعية التي كنا نقوم بها. وكونها استاذا محاضرا في الجامعة فهي تهتم فقط بعملها. وما اعتقالها الا بهدف ممارسة الضغط على. فمنذ بعض الوقت جمدت وزارة الاستخبارات حساباتي المصرفية ومعاش تقاعدي، في ضوء اصراري على مزاولة انشطتي. كما أنها جمدت حساب زوجي المصرفي، ولكني ما زلت أواصل العمل. والآن أخذت أختي رهينة على أمل أن أتوقف القيام بعملي.
روز : ما هي الإجراءات التي تنوين القيام بها بشأن اعتقال شقيقتك؟ هل هناك تهديدات بالقاء القبض عل زوجك أيضا؟
عبادي : سأستخدم كل القنوات القانونية المتاحة. ومنذ تهديد زوجي بالاعتقال، قام بتعيين محام. وهو حاليا ممنوع من مغادرة البلد على الرغم من انه مهندس ولم يشارك في أي من انشطتي. وآمل أن لا تتجه الحكومة الايرانية الى اعتقاله هو الآخر. والنقطة المهمة هي أن هذه التكتيكات هي طريقة جديدة لممارسة الضغط على أولئك الذين يعملون للدفاع عن حقوق الإنسان، ولذا فهي لا تقتصر على وحدي. فهناك عدد كبير من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وأقاربهم يتعرضون لضغوط وزارة الاستخبارات لوقف عملهم وأنشطتهم.