“الشفّاف” – بيروت – خاص
ثمة مفارقات عدة طبعت زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان أريد منها، برمزيتها التعبيرية، توجيه رسائل في إتجاهات متعددة من الداخل الايراني، الى الداخل اللبناني، وصولا الى العالم العربي والمجتمع الدولي.
الى الداخل الايراني، يبدو ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد نسي او تجاهل عمداً، لا فرق، ذِكَر المرجع الاعلى للجمهورية الاسلامية، آية الله العظمى علي خامنئي.
فهو اعتلى المنابر في “ملعب الراية” وفي “بنت جبيل” امام محتشدين من انصار حزب الله، الذين اعلن امينه العام باسمهم افتخاره بالانتماء الى مذهب ولاية الفقيه، ولكن الرئيس الايراني لم ينقل تحيات المرشد الولي الفقيه للانصار والمريدين في لبنان!
لماذا تجاهل الرئيس الايراني الاتيان على ذكر الولي الفقيه؟ هل للأمر علاقة بصراعات أجنحة داخل إيران، أم أن الرئيس نجاد ليس من اتباع الولي الفقيه؟ أم هل صحيح ما نُقِلَ عنه من انه قال للمرشد الاعلى: لقد اقترع لانتخابي عشرون مليون ايراني اما أنت فانتخبك مجلس الخبراء! أي أن الرئيس نجاد يرى في شخصه ما يفوق سلطان الولي الفقيه شعبيا!
الى الدخل اللبناني كانت الزيارة زيارتين تم تنسيقهما في طهران وحارة حريك وأبلغت مدرية المراسم في القصر الجمهوري ووزارة التربية بهما: من تنسيق المواكب الشعبية والعراضات الشعبية وصولا الى طلب منح نجاد شهادة دكتوراه فخرية في العلوم السياسية في اليوم الثاني لاتخاذه قرارا بإقفال جامعة في طهران!
لبنانيا ايضا كانت اللغة الفارسية واضحة في المراسم التي رافقت استقبال نجاد، من اللافتات التي حملت عبارات الترحيب بالفارسية “خوش آمديد” الى الاناشيد الفارسية التي نُظِّمت خصيصا للمناسبة وأنشدها لبنانيون بالفارسية.
كما كان لافتا ايضا غياب العلم اللبناني من الخلفية التي ظهر خلالها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ليحتل علمان ايرانيان الخلفية.
وفي استقبال الرئيس الايراني لنصرالله في السفار الايرانية غاب العلم اللبناني ايضا، وكأن اللقاء والخطاب يحصلان في طهران وليس في لبنان.
ومع ذلك أشار مراقبون ان عدد الذين احتشدوا في ملعب الراية قدر بخمسة واربعين الفاً، في حين قدرت وكالة الصحافة الفرنسية عدد الذين شاركوا في احتفال بنت جبيل بخمسة عشر الفا.
إنتشرت الاعلام الايرانية في ملعب الراية وبنت جبيل وطبعا، طغت اعلام حزب الله وحركة امل على الأعلام اللبنانية.
حرص حزب الله على استبعاد اي مكون سياسي آخر “غير شيعي” في الدعوات لاستقبال نجاد، بحيث اقتصرت الدعوات على حركة امل وحزب الله علما ان الجنرال عون لم يكن ليرفض ان يكون اسم تياره في عداد المرحبين ولا خالد حدادة وحزبه الشيوعي ولا طبعا تيار المرده وتيار التوحيد والحزب الديمقراطي وأسامة سعد وسواهم من قوى “الممانعة” في لبنان، إلا أن حزب الله أصر على إضفاء الطابع الشيعي للزيارة.
مراقبون علقوا على “شيعية” الاستقبال بأن الحزب والحركة بدوا وكأنهم جالية ايرانية في لبنان، بدءا من حصر الدعوات بهما و”خوش آمديد”، الى اللوحات الاعلانية الفارسية وصور القادة والزعماء الايرانيين.
لبنانيا ايضاً، مارس احمدي نجاد ما يسمّيه الإيرانيون “الاستكبار” والاستخفاف بالبروتوكول ومشاعر شريحة واسعة من اللبنانيين. فقد أصر على وضع إكليل من الزهر على نصب شهداء 6 أيار وليس على ضريح الجندي المجهول, ومع أنه كان على مسافة بضعة أمتار منه، فلم يكلف الرئيس الايراني نفسه عناء الالتفات صوب ضريح الرئيس الحريري أو تلاوة الفاتحة عن روحه، علما انه لا يوجد عرف لبناني يصار خلاله الى وضع إكليل عند نصب شهداء 6 أيار. والواقع ان أحمدي نجاد “استكبر” ولم يذكر حتى اسم الشهيد الحريري.
أين “سوريا الأسد”؟
اما الرسائل العربية فكان ابرزها غياب اي ذكر لسوريا في خطابات ومواقف نجاد في لبنان. فقد اعتبر مراقبون ان الرئيس الايراني أعاد “إنتصار تموز 2006” لاصحابه بعد ان “سرق” وهجه الرئيس السوري بشار الاسد حينما استبق اي موقف لحزب الله فوقف في جامعة دمشق ليعلن انتصارا على إسرائيل حققه مقاتلو حزب الله! واعتبر المراقبون ان خطابات نجاد أعادت الانتصار لاصحابه الشرعيين، وتاليا هم الأولى، مع ايران، بقبض ثمن الانتصار الذي لن يتم تجييره لصالح دمشق!
والى تجاهل ذكر سوريا، كان لافتا ايضا ان احمدي نجاد اتصل بالعاهل السعودي وبالملك الاردني قبل زيارته لبنان ولم يتصل بالرئيس السوري بشار الاسد. كما أشاعت وسائل إعلام قوى 8 آذار إحتمال تمديد الزيارة لينضم اليها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في حين لم يتم الإعلان عن إحتمال إنضمام الاسد الى مثل هذه القمة. مما يعني احد احتمالين: إما ان طهران انتقلت بعلاقتها مع دمشق من التحالف والممر الاجباري الى علاقة استتباع دمشق على طريقة استتباع حزب الله، أو أن طهران أرادت ان تنأى بدمشق عن ارتدادات الزيارة لكي تحتفظ لسوريا بدور وسيط لاحقا في اي تفاعلات على الساحة اللبنانية!! علما ان المراقبين رجحوا احتمال الاستتباع.
مفارقات “نجادية” في لبنان يا ليت الشفاف الكريمة ذكرت في المقالة الشيء المخذل بالمحتشدون في بلدة ” قانا ” الجنوبية عندما ردوا صيحة استهجان عندما ذكر الرئيس الايراني اسم سعد الحريري لشكره على استقباله , أريد أن أذكر الشعب الأصيل في بلدة ” قانا ” التي ظلمت من قبل العدو الإسرائيلي عندما قصفة إسرائيل بالطائرات الحربية الناس “والأطفال خصوصا ً” بالصواريخ وشردت ويتمت الأطفال ورملت النساء من مجازر وقتل , من الذي وقف معكم في محنتكم اليست السيدة الطاهرة الشريفة العفيفة “بهية الحريري” عمة دولة الرئيس سعد الحريري التي ساعدتكم من مد اليد لها من شقيقها الشهيد المظلوم كظلم أهل… قراءة المزيد ..
مفارقات “نجادية” في لبنان – امهات المفارقات زار النجاد دمشق اكثر من مرة , واكثر مما زار لبنان , ولم يقم له استقبال شعبي , وهذا شأن لبناني : تأييده , احتواءه , اعطاءه اكبر او اقل من حجمة .. وفي المحصلة تصرف الشعب اللبناني والمسؤولين اللبنانيين كل بحسب موقعه وما هو متوقع منه بشكل جيد جدا . فيما يلي رابط يمكن اعتباره محايد عالميا (استراليا) ولكنه يعكس كما هو ((استحقاقات)) بالغة الاهمية : http://www.youtube.com/watch?v=9iOUjStagJs 1) بامكان النجاد ان يقول ما يشاء , اما ان يقول للعالم (ان اسرائيل الى فناء , وعلى اليهود ان يعودوا من حيث اتوا) كرئيس… قراءة المزيد ..