المركزية – قبل أيام من وصول الرئيس احمدي نجاد الى لبنان، لم يكشف تماما عن المناطق التي سيزورها الضيف الايراني خلال جولته الجنوبية، نظرا الى السرية الامنية التي يفرضها حزب الله المتحرك في الجنوب بالتنسيق مع حركة “أمل” و”جهاد البناء” وعدد من البلديات تحت اشراف مباشر من حرس السفارة الايرانية في بيروت.
وكشفت مصادر جنوبية مطلعة على الزيارة لـ “المركزية” عن وصول فريق أمني من الضباط الايرانيين وآخر اعلامي الى الجنوب حيث ينسقون مع الجيش اللبناني وحزب الله في عملية وضع اللمسات الامنية والاعلامية على زيارة نجاد للحدود اللبنانية.
وأضافت: ان الضباط الايرانيون المولجون الحماية الامنية للرئيس نجاد استطلعوا المناطق التي سيزورها وراحوا يسألون ويستعلون عن كل شيء ويدونون الملاحظات مزودين بخرائط للمناطق التي تشملها الجولة.
وقالت المصادر: نظرا الى الضرورات الامنية التي تتطلبها جولة نجاد فإن هناك اماكن إعلامية محددة للزيارة صحيحة واخرى تهدف الى التضليل الاعلامي خصوصا، وحسب المصادر، ان اسرائيل تتوعد وتحذر واضعة قواتها على الحدود في حال استنفار داخل المواقع المشرفة على المناطق الجنوبية التي قد يزورها نجاد وتحديدا في كفركلا ومارون الراس المتاخمتين للاراضي الفلسطينية المحتلة.
راية الحسين من العراق
المصادر أكدت للمركزية ان نجاد سيبدأ جولته الجنوبية صباحا في ظل حراسة امنية كثيفة من الجيش اللبناني منطلقا من زيارة اضرحة شهداء مجزرتي قانا الذين استشهدوا خلال العدوانين الاسرائيليين على الجنوب، الاول في نيسان من العام 1996 والثانية في تموز من العام 2006 حيث سيضع اكليلا من الورد ويقرأ الفاتحة عن ارواح الشهداء على ان يقام احتفال له في المكان، ثم ينتقل بعد ذلك الى مارون الراس على الحدود التي شهدت اعنف مواجهات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في عدوان تموز حيث يفتتح حديقة على الحدود تتوسطها راية الحسين التي عمل حزب الله على استقدامها من مقام الحسين في العراق، مشيرة الى ان الحديقة قد تتحول الى مزار ديني في المستقبل.
الرصيف بالأصفر والأخضر!
وأضافت المصادر ان نجاد سيقوم بتقبيل الراية لتصبح مباركة على ان ينتقل بعدها الى ملعب بنت جبيل حيث يقام له احتفال شعبي تلقى فيه كلمات له واخرى لـ حزب الله و”أمل” وربما لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. بعد ذلك يتوجه نجاد الى كفركلا حيث يدشن حديقة على بوابة فاطمة شيدتها الهيئة الايرانية التي بدأت اليوم مع بلدية كفركلا بالتحضير للزيارة على ان يقام نصب تذكاري على بوابة فاطمة يؤرخ لزيارة نجاد، في حيث تنشط الفرق الايرانية واللبنانية في زرع العشب وطلاء الرصيف باللونين الاصفر والاخضر نسبة الى لوني العلم الايراني وعلمي حزب الله الاصفر وحركة أمل الاخضر على ان يفرش السجاد الاحمر لاحقا، فضلا عن انارة الرصيف ليلا. ويرافق ذلك وجود دورية مراقبة للجيش اللبناني واخرى لليونيفيل في شكل دائم على البوابة.
بعد ذلك ينتقل نجاد عبر جسر الخردلي الى قلعة الشقيف التاريخية ثم الى تلة مليتا في إقليم التفاح حيث معلم السياحة الجهادية للمقاومة التي تعرض فيه آليات اسرائيلية غنمتها من الاحتلال الاسرائيلي في ايار العام 2000، حيث يلتقي نجاد كبار ضباط المقاومة لاطلاعه على الوضع الميداني والجهوزية لصد اي عدوان إسرائيلي على الجنوب.
وتتردد معلومات ان زيارة نجاد تشمل بلدة جبشيت حيث سيقرأ الفاتحة على ضريح شيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشيخ راغب حرب الذي تلقى علومه الدينية في قم في ايران ايام الامام الخميني واغتالته إسرائيل في العام 1984، بعدما أعلن انشاء المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي للجنوب ورفض مصافحة جنود العدو قائلا لهم “المصافحة اعتراض والموقف سلاح”. وقد تبين ان بلدية جبشيت انهت تعبيد الطرقات المؤدية الى البلدة فضلا عن ساحتها المحيطة بالجبانة حيث ضريح حرب، كما يتردد ان نجاد سيزور نصب السيد عباس الموسوي الامين العام الاسبق لحزب الله الكائن في بلدة تفاحتا والذي قتل في غارة اسرائيلية استهدفت موكبه في العام 1992 مع زوجته وولديهما لدى عودتهما من احياء ذكرى الشيخ حرب في جبشيت.
مصدر واسع الاطلاع ابلغ “المركزية” ان نظرا الى حساسية زيارة نجاد من الناحية الامنية فقد ينتقل الى الجنوب على متن مروحية في رفقة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، لافتا الى ان الثابت حتى الآن في الزيارة هو قانا، مارون الراس، بنت جبيل ومليتا وكفركلا لان زيارة نجاد لكفركلا هي رسالة تحد لاسرائيل مشيرا الى ان المواقع الاخرى للزيارة متحركة وقد تلغى نظرا الى ضيق الوقت او قد يمر فيها الموكب الرئاسي.
وعلمت “المركزية” ان وفودا اعلامية ايرانية ولبنانية وعربية وأجنبية بدأت تجهز مؤسساتها لنقل زيارة نجاد مباشرة على الهواء وهي باشرت بتركيب اجهزة البث في مناطق عدة في الجنوب وحجزت لمراسليها في فنادق ما بين صور وبنت جبيل.
وعلمت “المركزية” ايضا من مصدر قيادي في حركة أمل ان الهيئة التنفيذية للحركة في رئاسة بو جعفر محمد نصر الله انتقلت من بيروت الى الجنوب بأمر من الرئيس نبيه بري للاشراف الميداني على زيارة نجاد للجنوب وهي التقت امس الثلثاء واليوم الاربعاء بمسؤولي القطاعات والمناطق الحركية في صور وجبل عامل على ان تلتقي في قيادة إقليم الجنوب غدا الخميس وبعده الجمعة بمسؤولي القطاعات والمناطق الحركية في النبطية ومرجعيون تحضيرا للزيارة من خلال المشاركة الكثيفة من الاستقبالات الشعبية والحركية اعتبارا من الزهراني حتى قانا بنت جبيل وكفركلا ومارون الراس ورفع صور الرئيس نجاد والامام الخميني والمرشد الاعلى علي خامنئي والامام الصدر والرئيس بري والشهيد مصطفى شمران واعلام لبنان وايران وأمل وحزب الله، وقد بقيت هذه اللقاءات سرية وبعيدة من الانظار.