وطنية – 16/6/2011 أكد معن كرامي شقيق الرئيس عمر كرامي في مؤتمر صحافي عقده في منزله في طرابلس “أن عائلة كرامي لا ترضى أي صدقة من أي جهة أتت”. وقال: “أوجه الشكر والامتنان لدولة الرئيس نبيه بري الذي أعرف مدى محبته للبيت الكرامي، وحرصه على كرامته، وهذان الحب والإحترام المتبادلان هما ثمرة علاقة وثيقة وتعاون مثمر إستمر لسنوات، وابتدأ مع الشهيد الرشيد واستمر مع شقيقي عمر”.
وأضاف: “علينا التنبه للمؤامرات التي تدبر لنا، والاستعداد للاستحقاقات التي سيفرضونها على لبنان واللبنانيين الذين يكفيهم معاناة من وضع اقتصادي مزر وأزمة معيشية خانقة. وهذه المؤامرات تدبر في ظل ظروف صعبة وصعبة جدا يتعرض له العالم العربي ككل، ونحن جزء لا يتجزأ منه. وما كل ذلك إلا للقضاء على مقاومته الوطنية، بل وأكاد أقول على وجوده إراحة لعدو شرس يتربص بنا الويلات. ولذلك أناشد جميع المسؤولين وعلى كل المستويات أن يحافظوا على كل ما يجنب البلد المخاطر، ويحموه من المؤامرات التي تدبر له، والبلد أمانة في أعناقنا جميعا وهو مسؤولية الجميع”.
وتابع: “سمعنا أن البعض في هذه الأيام العصيبة أخذ يطالب بتعديل بعض بنود الطائف. أهذا هو الوقت المناسب لهذه الطروحات التي تثير الحساسيات، وربما تكون فتيلا لإشعال الفتنة في البلاد؟ أستحلفكم الله أن تبتعدوا عن هذا الطرح الخطير في هذا الظرف الدقيق، فنحن نعتبر أنفسنا مسؤولين عن أمن البلد واستقراره، ونحن أم الصبي لبيتنا، وبكل فخر وباعتراف الجميع له الدور الكبير في عالم النضال والشهادة لتحقيق الإستقلال والعيش المشترك والإستقرار، ونحن متمسكون بكل هذه الإنجازات ولن نتنازل عنها”.
وتوجه الى الرئيس كرامي: “أنت الذي رفضت أن يكون العميد سامي منقارة ممثلا لتيارك كوزير سياحة سنة 1993، كيف تقبل بوزارة الشباب والرياضة لنجلك فيصل؟ أليس هذا ما يثير الدهشة والإستغراب؟ وهل لقب معالي الوزير يجيز التضحية بتاريخ العائلة التي ينتمي إليها، وقد قال صراحة إنه لا يمثلها، وهو مشكور على هذا التصريح لأنه لا يشرفها أن يكون ممثلها بالحكم وبالطريقة التي لا نوافق عليها ولا نرضاها له؟
لقد نال المركز صدقة من حركة أمل، إذ قال أحد قيادييها إنها قدمت تضحية كبيرة بتخليها عن منصب وزاري للشيعة وإعطائه لفيصل كرامي. أهذا ما يرضاه لنفسه؟…”.
وقال: “لقد أكمل عمر المسيرة في ظروف صعبة واجهته، ومؤامرات حيكت ضده من الداخل والخارج، فواجهها برجولة عرفت عنه، وغادر الحكم مرفوع الجبين راضي الضمير، فالحكم بالنسبة إليه وسيلة لا غاية، وسيلة لخدمة أمته وبلده والمحافظة على وحدة لبنان وعروبته واستقلاله، وبعد كل هذا الحكم لا يعني له شيئا. أكمل المسيرة الكرامية يا عمر ونحن من حولك، واحمها من عبث العابثين، ومن كل من يحاول المس بعزتها وكرامتها”.
وأضاف: “أقف بكل فخر واعتزاز على ضريحي والدي وشقيقي الشهيد الرشيد معاهدا أنني سأظل رافعا لرايتهما، محافظا على كرامتهما، مكملا تحقيق أمانيهما، رافضين الصدقة من أي جهة أتت، ونعتذر عن قبول التضحية التي يمننوننا بها. فعلى من قبلها أن يتحمل نتائجها أمام الله والتاريخ، وليتذكر تاريخ جده المفتي عبد الحميد وعمه الشهيد الرشيد، وهو لا يمثل في هذا المركز بالتأكيد لا العائلة ولا البلد. فهنيئا له بكل جديد حصل عليه.
كم نحن بحاجة الى عبد الحميد والشهيد الرشيد لإنقاذنا مما نتخبط به، ولما أوصلونا إليه. أنتما أعلم بخبايا الحكم ورزاياه. دخلتما الحكم ورأسيكما مرفوعان، وتخليتما عنه حين اكتشفتما أنه عبء عليكما لا يلبي رغباتكما في خدمة شعبكما وبلدكما، ما ابتغيتم الحكم وما ارتضيتموه أعرج أهوج، واعتبرتم قبولكم له تضحية منكم، وما أقدمتم على هذه التضحية في سبيل مركز زائل أو لقب عابر. فكنتما دائما وأبدا أكبر منه، يفخر بكم ولا تفخران به. كنتما أكبر من الرئاسات والمناصب، فعشتما زعيمين حرين سيدين محترمين، أحبكما الشعب وأيدكما، وبادلكما الحب بالحب والوفاء بالوفاء والإخلاص بالإخلاص.
لقد نبهنا ورفضنا ولا علاقة لي ولعائلتي لا من قريب ولا من بعيد بكل ما جرى ويجري مما لا صلة له بتاريخنا ولا بأصالتنا ولا بتراثنا، فنحن على عهدكما لن نحيد”.
ووجه نداء “الى أبناء بلدي الحبيب طرابلس أن يحذروا الفتنة ومشعليها، فكفى ما يعانيه البلد من حرمان على كل الصعد، ولن نكون لها الوقود والنار. الفتنة نائمة ولعن الله موقظها. ونحن لن نرضى صدقة ولا منة ولا تضحية من أحد، ومن يقبلها فسيحاسبه التاريخ، والتاريخ لا يرحم”.