أكدت مصادر قريبة من حاضرة الفاتيكان وجود ما أطلق عليه تسمية “التقرير الاسود” المتعلق بشؤون كنيسة لبنان، مشيرة الى ان نفي الكاردينال كاتشيا وجود هذا التقرير لا يعني انه غير موجود، بل ان النفي جاء لدواعٍ فاتيكانية صرفة تتحفظ على تسريب بعض ما جاء في التقرير المثير للجدل قبل ان تقرر حاضرة الفاتيكان الخطوات الواجب اتباعها لتقويم الاعوجاج في كنيسة لبنان.
وأشارت المصادر الى ان لهجة “التقرير الاسود” ومضمونه أشد وأقسى بكثير مما تسرب منه الى اليوم، خصوصا لجهة الفساد المالي والاداري الذي ينخر جسد الكنيسة، وان ما قاله الكاردينال مومبرتي، كاتب التقرير، للأساقفة الموارنة ورؤساء الاديار، من أن “كنيستهم من حجر وبلا رحمة” ليس سوى رأس جبل الجليد في توصيفه لسلوك أساقفة الكنيسة المارونية، وطريقة عيشهم الباذخة والمستفزة للرعايا، خصوصا في هذا الظرف الاقتصادي العصيب الذي يعيشه لبنان.
وتضيف المصادر ان التقرير أشار بالبَنان الى مكامن الفساد في كنيسة لبنان من رأس الهرم الى أسفله وطالب بإجراءات جذرية للمعالجة لا تستثني أحدا وذلك حرصا على الكنيسة المارونية الاكبر والاكثر انتشارا بين الكنائس الكاثوليكية في الشرق.
وأشارت المصادر الى ان من أسباب تحفظ الفاتيكان على نشر التقرير مرده الى سياسة فاتيكانية تتحاشى وترفض التشهير برجال الدين، ما خلا المتحرشين، وتعمل على معالجة شؤونها بعيدا عن وسائل الاعلام ووفق طرق وآليات معتمدة في الكرسي الرسولي.
نفوذ الكاردينال “ساندري”
وتضيف ان من بين الاسباب ايضا، وجود مواقع قوى ونفوذ في الفاتيكان لم ينجح البابا الحالي في الحد من تأثيرها، اهمها الكاردينال ساندري رئيس “مجمع الكنائس الشرقية” الذي تتبع الكنيسة المارونية في لبنان لسلطته المباشرة.
امصادر قالت إن “التقرير الاسود” قد لا يرى النور ولا يُنشر في وسائل الاعلام، لا اليوم ولا في اي يوم، لما يتضمنه من مخالفات لا تليق برجال دين، بل ان نتاجه هي التي ستظهر تباعا ووفق الاجندة الفاتيكانية دون سواها.
وإذ شددت على ان “التقرير موجود” طمأنت الى ان الكرسي الرسولي لن يترك الامور على غاربها في كنيسة لبنان لا اليوم ولا غدا وأنه، حسب التعبير الكنسي “لكل ساعة ملائكتها”!
فحين تزف الساعة ستحضر ملائكة الاصلاح ولن يقف في وجهها اي موقع قوي لا فاتيكاني ولا محلي.