إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
حسب تصريحات رسمية، أكّدَ إمامُ صلاة الجمعة المؤقت لمدينة “إصفهان” والعضو في مجلس الخبراء “ابو الحسن مهدوي” قبل أيام، أن المجلس حين اجتماعه مع المرشد الأعلى علي خامنئي حدَّدَ ثلاثة أسماء كمرشحين لخلافته. وأضاف بأن هذه الأسماء ستظل سِرِّية حتى موعد رحيل “المرشد” وانتخاب “مرشد” جديد. لكن “مهدوي” أشار إلى أن صحة “المرشد” على ما يرام وأنه لا يعاني من أي تطوّر مرَضي، ما يعني، حسب المحللين، أنه لم يتم ترشيح الثلاثة بناءً على ما تشير إليه صحة“المرشد” وإنما بناءً على توقعات“المرشد” نفسه بأنه سيتم اغتياله في أية لحظة.
وكان المرشد أشار أثناء خطابه في مجلس الخبراء إلى الآية التالية: “أفإن مات أو قُتل، انقلبتم على أعقابكم”. وهي تحذر من أمرين، الأول هو التوقعات باغتياله من قِبَل إسرائيل، والثاني هو إمكانية تفجّر الخلافات بين رجالات النظام بعد رحيله ما قد يُشكّل تهديدا وجوديا للنظام في ظل بروز مؤشرات من إمكانية أن تساهم هذه الخلافات في تفجير الغضب الشعبي مجددا وإعادة التظاهرات الضخمة إلى الشارع.
ويأتي اجتماع خامنئي مع مجلس الخبراء فيما تتزايد التهديدات بشن هجمات عسكرية متبادلة بين إيران وإسرائيل. ومن بين الأهداف الإسرائيلية المتوقعة، اغتيال شخصيات رئيسية في النظام الإيراني وعلى رأسها خامنئي.
وفيما لو رحل خامنئي، بسبب المرض أو عن طريق الاغتيال، فإن السؤال التالي يطرح نفسه: لماذا فُرَص نجله، مجتبى، لخلافته هي الأعلى؟
وفق المحللين، فإن المرشحين الثلاثة لخلافة خامنئي، إضافة إلى مجتبى، على الرغم من سرية الموضوع، هما “علي رضا أعرافي” و”هاشم حسيني بوشهري”.
ويرى مجلس الخبراء أن الثلاثة يتمتعون بالصفات اللازمة لقيادة الجمهورية الإسلامية. لكن أعضاء المجلس لا يستطيعون أن يخفوا خشيتهم من قيام إسرائيل باغتيال المرشد.
أحد أعضاء هذا المجلس، وهو “حيدري كاشاني”، قال بصورة واضحة وقاطعة بعد انتهاء الاجتماع مع خامنئي، إن الجو العام لاجتماع مجلس الخبراء كان متّسما بِمَلمَح “الشهادة”، حيث بكى العديدُ من أعضاء المجلس تأثّراً بالكلمة “الوداعية” لخامنئي إن صح التعبير. وهي كانت وداعية “استشهادية”، أكثر من كونها وداعية بسبب المرض.
أما لماذا فرص مجتبى للفوز بمقعد القيادة هي الأعلى؟ فهي للأسباب التالية: فهو أكثر أبناء المرشد تعلّقا بالسياسة من بين أولاده الأربعة وابنتيه. كذلك هو أستاذ دَرس~ “الخارج” في “الحوزة العلمية” في “قُم”، وهو درسٌ ديني يشير إلى المِعيارية الفقهية اللازمة لانتخابه للقيادة.
ويعتبر محللون داخل إيران بأن مجتبى “يُهَيمِن” على إدارة القضايا الرئيسية في إيران من خلف الستار منذ أكثر من 27 عام، أي منذ أن تم انتخاب محمد خاتمي رئيسا للبلاد ومنذ مواجهة التيار الإصلاحي الذي يعتقد المحافظون أن أفكاره وسياساته تشكلان تهديدا وجوديا للنظام. لذلك كان لمجتبى دورٌ محوريٌ خفيٌ في مواجهة القضايا والأحداث التي هيمنت على الانتخابات الرئاسية عام 2009 والاحتجاجات التي عمّت إيران بعدها والمعروفة بـ”الحركة الخضراء” بإدارة الإصلاحيين. فـ”مجتبى” كان بمثابة الشخص الذي يحدّد مَن الذي مِن المفترض أن يصبح رئيسا للبلاد. لذلك تم في تلك السنة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا، فيما اتهمت المعارضة الإصلاحية المحافظين ومجتبى بإدارة عملية تزوير الانتخابات، كذلك إدارة عملية إقصاء الإصلاحيين من الساحة السياسية.
إلى جانب ذلك، كان لـ”مجتبى” دور خفي في إدارة سياسة رفع أسعار البنزين قبل 6 سنوات وما حدث بعدها من احتجاجات أدت إلى قتل الآلاف. كذلك كان لـ”مجتبى” دور فعّال في مواجهة حركة “المرأة، الحياة، الحرية” التي حدثت قبل عامين جراء قتل الشابة “مهسا أميني” فيما يتعلق بموضوع مواجهة نزع الحجاب.
إضافة إلى ذلك، فإن العديد من أنصار “مجتبى” بدأوا بالحديث مؤخرا عن أهمية وضرورة وجوده على رأس النظام في إيران، ومن هؤلاء الحقوقي المنتمي للتيار الأصولي “عباس باليزدار” الذي تحدث في لقاء صحفي قبل أقل من أسبوع عن ضرورة انتخابه مرشدا، مشددا على اعتبارات عديدة من أهمها أن مُجتبى هو “الأقدر” على مواجهة الفاسدين و”الأنسَب” على قيادة سفينة النظام من بعد أبيه من خلال تبنيه سياسات داخلية وخارجية جديدة.
فيما يتعلّق بـ”أعرافي” و”بوشهري” فهما احتياطيان لترشّح مجتبى في ظل التوقعات من أن إسرائيل في استهدافها العسكري المحتمل لإيران ولخامنئي فإنها قد تغتال مجتبى أيضا.
فـ”إعرافي” شخصية محبوبة ومعتمدٌ عليها عند خامنئي، وهو النائب الثاني لرئيس مجلس الخبراء وعضو مجلس مراقبة الدستور وإمام صلاة الجمعة في مدينة “قم”.
أما بخصوص هاشم حسيني بوشهري، أو الشخصية الثالثة المرشحة لخلافة المرشد، فهو النائب الأول لرئيس مجلس الخبراء، كذلك هو رئيس “جامعة مدرّسين” الحوزة العلمية في “قم” وهو أهم تجمع لرجال الدين في المدينة الدينية التي تُعتبر “فاتيكان” إيران، أيضا هو أمين عام شورى الحوزات العلمية في “قم”.