هل يريد حزب الله “التوافق” فعلاً، أم أنه يريد “التوافق بشروطه هو”؟ وهل يعني كلام النائب محمد رعد أن حزب الله يريد استمرار الفراغ الرئاسي إلى أجل غير مسمّى، أو على الأقل إلى أن تقرّر طهران ودمشق أن الوقت حان لانتخاب رئيس؟ في أي حال، بعد الفراغ في رئاسة الجمهورية، يشترط السيد رعد إستحداث فراغ في رئاسة الحكومة كشرط لانتخاب رئيس! هذا منطق إلهي فعلاً!!
ما يلي كلام السيد محمد رعد كما نشره موقع “نهار نت”:
كتبت داليا نعمة
اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان المعارضة لن “نعطل اي امكانية توافقية اذا كان مدخلها تعديلا دستوريا شرط ان تكون كل اطراف المعارضة متفقة عليه ومتفاهمة عليه”، مشيرا الى ان اي “تعديل دستوري سيتم بشكل تلفيقي بتواطؤ من الموالاة والمعارضة لامر استثنائي بالغ الاهمية”.
وقال رعد في حديث لموقع “نهار نت” الالكتروني ينشر غدا كاملا عن طرح اسم قائد الجيش العماد اميل لحود كمرشح توافقي ” هذا الامر برسم فؤاد السنيورة الذي قال يقطع يده ولا يوقع مرسوم تعديل الدستور”، مشيرا في ما وصفه بانه رأي شخصي الى ان “ان التعديل الدستوري في مجلس النواب ممكن بعد استقالة فؤاد السنيورة من الحكومة غير الدستورية وغير الميثاقية اذا لم يصدر التعديل عن اقتراح عشرة نواب او ثلث اعضاء المجلس النيابي ولكن لا يمكن ان يجتمع مجلس النواب مع حكومة غير دستورية. وهذه وجهة نظر شخصية”.
ولفت الى ان “الجنرال سليمان يعرف موقفنا منه تماما ونحن وضعناه في صورة موقفنا بدقة قبل فترة طويلة وعندما يطرح بشكل جدي موضوع ترشيحه حينئذ نبحث في الموضوع”
واشار الى ان المعارضة سلمت “عهدة انتخاب الرئيس للعماد عون” ، لافتا الى ان “الرئيس بري يعرف ذلك”.
وأكد ان الذي عطل المسعى التوافقي هو الاميركي الذي “دخل على الخط وقطع الطريق امام المبادرة الفرنسية وحدد مرشحا وحيدا يجب ان يتم التوافق حوله وحين رفضت المعارضة هذا المرشح اسقط كل آلية التفاوض”.
وشدد على انه لا يمكن ترك البلد “في ظل الفراغ الرئاسي ولا بد ان يملأ هذا الفراغ عبر التوافق على رئيس”، مشيرا الى انه “لا يمكن للمعارضة أن تسمح للموالاة بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية لا نظريا ولا عمليا”، معتبرا ان “هذا سيكون دافعا للتصعيد واخذ الامور نحو التجاذبات الحادة”.
وتوقع النائب رعد تأجيل جلسة الغد المقررة لانتحاب رئيس للجمهورية لان “لان اي بحث حول توافق بعد تعثر المساعي السابقة لم يبدأ بفاعلية بعد”.
وفي ما يلي نص المقابلة الحرفية:
س- اولا لنبدأ من مؤتمر انابوليس. كيف تنظرون الى عملية السلام التي اطلقت هناك بين الاسرائيلين والفلسطينين كونكم تعتبرون انفسكم معنيين الى حد ما بقضية القدس وتحرير فلسطين؟
ج- أولا اللحظة التي دعي فيها الاطراف الى مؤتمر انابوليس هي اللحظة التي يحتاج فيها بوش والحزب الجمهوري الى تعويم وضعهما على المستوى الداخلي عبر التسويق لاهتمام استثنائي بموضوع الشرق الاوسط. لكن الذي يلحظ سيناريو عقد المؤتمر يجد ان الاهتمام هو بالشكل اكثر منه بالمضمون. المؤتمر اريد منه اطلاق المفاوضات من دون ان تكون هناك مقدمات تهيئ لهذه المفاوضات واريد ان تلاحظ اهتمامات الادارة الاميركية الاستراتيجية بالكيان الصهيوني وتمت الموافقة من قبل بوش على يهودية الدولة الغاصبة لفلسطين. وفي المقابل، لم يتعهد الاسرائيلي بوقف الاستيطان ولم يتعهد بافراغ المناطق المحتلة من الحواجز ولم يتعهد بوقف بناء الجدار العازل وبدا مصرا على التعامل مع السلطة الفلسطينية انطلاقا من خارطة الطريق التي في اول مراحلها هناك بند يلح على وجوب مباشرة الحرب الاهلية الفلسطينية عبر ما يسميه الاسرائيلي وقف العمليات الارهابية ضده ايضا الاطراف العربية ذهبت خالية الوفاض من اي تصور طرحت المبادرة العربية التي لم يقبل العدو الاسرائيلي حتى مناقشتها . جلست مقابل الاسرائيلي اطراف متعددة يستطيع الاسرائيلي ان يستفرد كل واحد منهم في ما بعد ويستطيع ان يمارس الضغط عليهم جميعا لبدء التطبيع قبل ان تبدأ المفاوضات.
هناك مسرح فولكلوري وجهته الادارة الاميركية لخدمة اهداف داخلية في الادارة وهي لا تعدو ان تكون حلقة من حلقات الود الكاذبة التي اطلقها جورج بوش عند كل منعطف كان يحتاج فيه الى تغطية عربية لعدوان ما على المنطقة.
س- الا ترون في مشاركة سوريا في مؤتمر كهذا الذي تصفونه ضررا لموقفها كونها كما تصفونها نظام الممانعة الوحيد المتبقي في المنطقة؟
ج- سوريا التزمت مسار التفاوض وبدأت هذا المسار عبر مدريد، لكن وفق شرط ومقدمات تعمل على تهيئتها. ان تشارك في مؤتمر انابوليس هذا ينسجم مع المسار الذي ارتضته في حل ازمة الصراع العربي الاسرائيلي واستعادة الاراضي السورية المحتلة وتقرير مصير الشعب الفلسطيني بنفسه. اذا دخول سوريا في هذا المؤتمر ليس خروجا عن المسار الذي التزمته منذ مؤتمر مدريد. الآن ما هي المصالح التكتيكية والحيثيات التي املت على السوري ان يشارك في هذا المؤتمر؟ هذا شأن يقدره السوريون لكن ما يعنينا ان نؤكد بان المسارات التفاوضية لا تجدي نفعا اذا لم يكن المفاوض العربي يستند الى قوة ضاغطة ترغم الاسرائيلي على تقديم التزامات وتنازلات. هذا هو رأينا وانطلاقا من هذه الرؤيا لا نرى اي ترابط بين المشاركة السورية في مؤتمر انابوليس التي جاءت بعد الموافقة على وضع موضوع الجولان على جدول الاعمال بشكل من الاشكال وبين الحاجة اللبنانية للمشاركة في مثل هذا المؤتمر خصوصا انه لا يوجد هناك اي نقطة تتعلق بالشأن اللبناني اذا كانت مشاركة لبنان خاصة اذا كان يوجد حولها اشكالات دستورية في الاصل فضلا عن الاشكالات السياسية هو من باب “من دخل السوق يبيع ويشتري” فهذا ليس من الحكمة في هذه المرحلة.
س- ولكن لبنان كونه بلدا صغيرا بحاجة الى ان يؤكد وجوده وحشد الدعم الدولي لقضيته في اي محفل دولي فليس من مصلحته ان يغيب او ان يعزل نفسه عن مؤتمر قررت كبار الدول العربية والغربية والمنظمات الدولية المشاركة فيه؟
ج- لبنان والعرب يستطيعون ان يتواجدو وان يزيدوا من حضورهم على الساحة الدولية حين يكونون اقوياء اما حين يريدون ان يمثلوا على شعوبهم فان حضورهم على الساحة الدولية يظهرهم بمظهر السخفاء.
س- وهذا ينطبق على كل الدول العربية المشاركة في المؤتمر؟
ج- هذا ينطبق على من ليست له قضية تفاوضية على الاقل.
س- لنعد الى الموضوع الداخلي ما الذي عطل المشاورات للتوصل الى حل للازمة الرئاسية؟
ج- الذي عطل المسعى التوافقي هو الاميركي الطرف الاميركي دخل على الخط وقطع الطريق امام مبادرة الفرنسية وحدد مرشحا وحيدا يجب ان يتم التوافق حوله وحين رفضت المعارضة هذا المرشح اسقط كل آلية التفاوض.
س- ولكن الوزراء الاوروبيين الثلاثة والمفاوض الفرنسي على وجه الخصوص حصلوا
على تفويض من الاميركي في الموضوع اللبناني
ج- لم نتوهم يوما ان التفويض الاميركي للفرنسين كان تفويضا مطلقا لانه ما كان تفويضا له حدود اساسها التزام القرارات الدولية وخصوصا القرار 1559 واساسه ايضا ان يكون المرشح التوافقي هو من فريق 14 شباط.
س- ولكن ماذا كانت اعتراضات المعارضة في المقابل؟
ج- المعارضة ناقشت اسما واحدا ورفضته ولكن لان هذا الاسم كان هو ما يؤكد عليه الاميركيون اسقطت آلية التفاوض عبر دفع فريق السلطة لانهاء المبادرة الفرنسية.
س- ولكن الان في ظل هذا الفراغ ان يتطور الى فوضى واشكالات لا تحمد عقباها وبرأيكم الى متى يمكن ان يصمد لبنان في ظل الفراغ؟
ج- لا شك في ان البلد لا يمكن ان تترك في ظل الفراغ الرئاسي ولا بد ان يملأ هذا الفراغ عبر التوافق على رئيس ولا يمكن للمعارضة أن تسمح للموالاة بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية لا نظريا ولا عمليا وهذا سيكون دافعا للتصعيد وباخذ الامور نحو التجاذبات الحادة احيانا اذا ما تم التطاول على صلاحيات رئيس الجمهورية ومصادرتها.
س- هل هناك اتصالات لملء هذا الفراغ الخطير؟
لج- اشك في ان المساعي تتحرك وبدأت الاتصالات وستزداد وتيرتها مع المقبل من الساعات او الايام من اجل محاولة ايجاد آلية للتوافق حول رئيس يملأ الفراغ الرئاسي.
س- ما هي شروطكم الآن للتفاوض على رئيس؟
ج- كانت هناك فرصة كان ينبغي على فريق السلطة ان يتلقفها حين قدم الجنرال ميشال عون، المرشح الاساسي لفريق الاكثرية المسيحية، مبادرة تنص على استعداده للتخلي عن ترشيحه مقابل تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية وطرح نقاطا عديدة في المبادرة كان يفترض ان تحمل على محمل الجد للاخذ والرد والنقاش حولها . عندما ضاعت هذه الفرصة اعتقد ان الموالاة اعادت الامور الى الوراء كثيرا وستكون هناك صعوبة في مواجهة الوصول الى اي مرشح لا يمكن ان يقتنع به الجنرال عون.
س- وكيف ستجري المفاوضات الآن في ظل هذا الوضع؟
ج- نحن نرى ان الكثير من اوراق الضغط والقوة التي يملكها فريق الموالاة قد ذبلت وسقطت وسيجد فريق المولاة نفسه مضطرا لركوب مركب التسوية بجدية وبشكل حقيقي وفعال اكثر، وهذا هو ما يجعلنا نأمل بالتوصل الى توافق حول مرشح من المرشحين لرئاسة الجمهورية.
س- ما هي هذه الاوراق؟
ج- اول ورقة هي انه ثبت ان الاميركيين كانوا يهولون وانهم كانوا لا يستطيعون ان يذهبوا الى خيار انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا وعندما ينكشف الموقف الاميركي فمعنى ذلك ان الاميركي يريد تسوية بشروطه. الآن قد تتضاءل هذه الشروط وتتناقص فبالتالي هناك تقدم من جهة وتناقص من جهة اخرى . موازين القوى يمكن ان تسمح بالتوصل الى هذه التسوية التوافقية طالما هناك تحسب وتحسس عام لدى الموالاة والمعارضة من ان استمرار الفراغ الرئاسي هو ما يترك مضاعفات خطيرة على الاستقرار والسلم الاهلي في البلد.
س- الى اي حد ترون الآن امكانية لخروج الوضع عن السيطرة؟
ج-كلما تأخر الوقت كلما اصبح الناس اكثر استعدادا للانتصار لحل مشاكلهم بايديهم، وقد خرج الامر عن الضبط وهذا الامر يجب ان يلحظه فريق الموالاة كما تلحظه المعارضة لان الناس لا يمكن تحريكها وفق الريموت كونترول الناس عندها قضايا وعندها ازمة حقيقية، هناك مشاكل اقتصادية، هناك ارتفاع في اسعار السلع، هناك حالة صعبة خاصة في جو الشتاء القارس مع ارتفاع أسعار البنزين والمحروقات والنفط بشكل عام وهذا الامر يحتاج الى معالجة جدية وجذرية لا يمكن ان تتوفر الا في ظل حكم سياسي متماسك ومتفاهم عليه.
س- يقال ان العماد عون يحضر لاعتصامات وتحركات يحضر لها عبر لقاءاته في الرابية ما هو موقفكم اذا ما قام بهذه التحركات؟
ج- اولا، ليس هناك فريق في المعارضة يتحرك بمعزل عن الفرقاء الآخرين فأي خطوة مهما كان نوعها اذا كانت ستترجم وفق المعارضة فستصدر عن اطراف المعارضة كلها وهذا يعني اننا على تنسيق كامل وحين يتقرر اي تحرك يتم الاعلان عنه في حينه بعد ان تكون درست كل الايجابيات والسلبيات له.
وهذا قد لا يكون ردة فعل، قد يكون عاملا من عوامل الضغط. يعني لا بد ان نتوقع مثل هذا الاتجاه في الضغط ولكن هناك ضوابط لا تزال المعارضة تمسك بها الضوابط عدم الاخلال بالسلم الاهلي وعدم تصديع الوحدة الوطنية التي تحرص على ان تبقى الابواب مفتوحة في اعادة تماسكها.
س- ولكن اذا كنتم تنوون اعتماد وسائل ضغط ما فلا بد ان المعارضة لديها برنامجا او جدولا زمنيا رتبت تحركاتها وفقا لمعطياته، الآن انتم في اي مرحلة منه؟
ج- نحن لسنا مشدودين بجدول زمني لكن لدينا برنامج يواكب الخطوات التصعيدية التي يمكن ان تقوم بها الموالاة.
س- اذا خطواتكم تنطلق من خطوات الموالاة
ج- نحن في موقع ضاغط على الموالاة، وهي قد تخطو خطوة معينة فنواجهها بخطوة تناسبها وتحفظ مستوى الضغط القائم.
س- ولكن اطرافا في الاكثرية النيابية تؤكد على احتفاظها بحق الانتخاب بالنصف زائدا واحدا في اي وقت طالما ان المجلس يعتبر في حالة انعقاد دائمة كيف سيكون ردكم في حال استعمل هذا الحق؟ وهل تتوقعون ان يقدموا ربما على استعماله في يوم الجمعة المقبلة في حال لم يتم التوصل الى اتفاق؟
ج- هذا الطرف يستطيع ان يحتفظ بهذا الحق الى ما لا نهاية ولكن المهم هل يستطيع ان يمارس ما يدعيه انه حق. ونحن نعتقد ان فتح الابواب امام الفوضى في البلاد هو اللجوء الى مثل هذا الخيار.
س- من هو مرشحكم الى رئاسة الجمهورية اليوم؟
ج- العماد عون او من يقبل به العماد عون.
س- ولكن كيف يمكن الاتفاق في حال الاصرار على مرشح واحد؟
ج- بالنسبة الينا المدخل للتوافق على مرشح للرئاسة هو عند العماد عون.
س- اذا ما هي مهمة الرئيس نبيه بري الآن اذا انتقل التفاوض على مرشح التوافق الى العماد عون؟
ج- حتى الرئيس بري يفاوض آخذا بعين الاعتبار التزام المعارضة بمرشحها المتمثل بالجنرال عون او من يقبل به العماد عون وليس الامر امرا مزاجيا وانما من يقبل به الجنرال عون، اي من يحمل مشروعا يتطابق او يتناغم مع مشروع الحل الذي تلتزمه المعارضة.
س- وما هي، لو تسمح ان تذكرني، مواصفاتكم للرئاسة التي تفاوضون وستفاوضون عليها في المستقبل؟
ج- اذا اردنا ان نطرح المواصفات النظرية التي طرحناها، اولا ان يمتلك اهلية قيادية للبلد، ان يكون له تمثيل شعبي مسيحي اولا ووطني عام، وان يكون مؤمنا بقوة لبنان والحفاظ على مقاومة الشعب اللبناني وأن يكون حاضرا في حفظ التوازن الوطني في البلد من خلال ثباته في الحكم.
س- ما هو ردكم على اتهام سوريا بانها من كانت وراء التعطيل وبانها عطلت التوصل الى اي مرشح لا يتناسب وسياساتها في لبنان؟
ج- الاميركيون اصبحوا مكشوفين في تعطيلهم للتوافق حول الرئيس وهذا ما ازعج الفرنسيين وخيب آمالهم. السوري لعب دورا ايجابيا اولا لم يتدخل في الاسماء وثانيا اعتبر ان ما يتم التوافق عليه بين المعارضة والموالاة هو شأن لبناني ايضا توافق عليه سوريا وتدعمه وعرضت ان تبذل مساع ايجابية مع من يمكن، ان سمع منها، من اطراف في المعارضة اذا وصلت المشكلة الى هذه الاطراف ولكن حتى هذا الامر لم يحصل لان المشكلة بقيت عند طرف الموالاة ولم تنتقل عند بعض اطراف المعارضة حتى يطلب من سوريا تدخلا ايجابيا.
س- لكن الم تطلب سوريا خلال مفاوضاتها مع الفرنسيين ان يكون الرئيس مثلا صاحب آراء تتناغم مع رؤيتها لوضع السياسي في لبنان كدولة مجاورة لها؟
ج- لم تطرح اي من هذه الامور ولكن ما فهمناه من الفرنسيين الذين صاغوا مبادرتهم وتحادثوا مع البطريرك صفير ليسمي سلة مرشحين كان الفرنسي يراعي ان المرشح لرئاسة الجمهورية يجب الا يكون معاديا لسوريا.
س- هل لا زلتم وراء البطريرك صفير؟ حلفاؤكم في حركة امل يقولون انهم ملتزمون تماما بلائحة البطريرك صفير ولكن ما هو موقفكم انتم من هذه اللائحة الآن وهل لا زلتم تؤيدونها؟
ج- طبعا نحن ايدنا مبادرة بكركي ورحبنا بسلة الاسماء التي طرحها غبطة البطريرك وقمنا بدورنا الايجابي في اختيار اسم من هذه الاسماء . نحن لسنا معنيين كفريق ولا غيرنا معني بان يوافق على كل الاسماء.
س- ولكن هل توجد ورقة مع حزب الله ليفاوض على اساسها؟
هذا الامر في عهدة العماد عون.
ج- والرئيس بري؟
الرئيس بري يعرف ذلك.
س- اذا انتم تسلمون عهدة انتخاب الرئيس للعماد عون؟
ج- نعم.
س- كيف تنظرون الى موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الاستاذ وليد جنبلاط مؤخرا؟
ج- هناك التفاتة في هذه اللحظة نحو الحفاظ على الوحدة الوطنية واعادة الاعتبار للتوافق وهذا الأمر قبل ان نحكم عليه نحتاج الى وقت لنتعرف الى مدى الصدقية في طرحه. نحن نحكم على الممارسة.
س- ماذا عن عودة اسم العماد ميشال سليمان الى التداول كونه الاسم الذي يتوافق الجميع عليه؟
ج- هلق عم يحكونا باللسترين… هذا الامر برسم فؤاد السنيورة الذي قال انه يقطع يده ولا يوقع مرسوم تعديل الدستور. الآن اذا كان جاهزا لقطع يده فلنبحث في هذا الطرح نحن لا نرى حتى الآن جدية قي تناول مثل هذه الفكرة وانما يحاول البعض ان يناور من خلالها ليقذف الكرة في ملعب الطرف الآخر.
س- واذا ثبت انه طرح جدي؟
ج- اولا الجنرال سليمان يعرف موقفنا منه تماما ونحن وضعناه في صورة موقفنا بدقة قبل فترة طويلة وعندما يطرح بشكل جدي موضوع ترشيحه حينئذ نبحث في الموضوع.
س- واذا طرح؟
ج- لن نعطل اي امكانية توافقية اذا كان مدخلها تعديل دستوري شرط ان تكون كل اطراف المعارضة متفقة عليه ومتفاهمة عليه.
س- ولكن نحن نتكلم عن الحلول الانقاذية اذا لم يكن هناك غير هذ الحل الانقاذي ما هو موقفكم؟
ج- في الحقيقة هذا الامر يحتاج الى الحكم عليه لمعرفة جدية موقعه من معادلة الترشح لو كان الطرف الآخر يعتبر انه يمثل الحل الانقاذي الذي يتم الحديث عنه الآن لما لم يكن في سلة الترشيحات. الآن هل التعديل الدستوري ممكن من الناحية الدستورية؟ ومن الذي يعدل الدستور الآن حكومة غير دستورية؟ ومجلس نيابي لا يجتمع في ظل هذه الحكومة غير الميثاقية وغير الشرعية؟ هذا الامر يحتاج على الاقل الى بحث وتأمل.
س- اذا دعيتم الى جلسة تعديل الدستور ماذا ستفعلون؟
ج- نحن نرى ان اي تعديل دستوري الآن سيتم بشكل تلفيقي بتواطؤ من الموالاة والمعارضة لامر استثنائي بالغ الاهمية. وهذا الامر يجب ان يبحث بدقة وتفصيل داخل المعارضة حتى يؤخذ التوجه الدقيق لتستند اليه.
ولكن بالنسبة الي على المستوى الشخصي انا ارى ان التعديل الدستوري في مجلس النواب ممكن بعد استقالة فؤاد السنيورة من الحكومة غير الدستورية وغير الميثاقية اذا لم يصدر التعديل عن اقتراح عشرة نواب او ثلث اعضاء المجلس النيابي ولكن لا يمكن ان يجتمع مجلس النواب مع حكومة غير دستورية وأنا هنا لا اقدم اقتراحا بل اعبر عن وجهة نظر لا تزال شخصية.
س- وهل يمكن ان يطرح هذا الحل فيما لو تم الاتفاق على السير بترشيح العماد سليمان؟
ج- اذا تبنت المعارضة وجهة النظر هذه أم لا ، ولكن قد لا تتبنى وجهة النظر هذه وتتجاوزها. هذا الموضوع يحتاج الى قرار. ولكن هذه الحكومة غير شرعية وغير دستورية كيف نأتمنها على تعديل دستوري . انها غير موجودة بالنسبة الينا. وتعديل الدستور وفقا للآلية الدستورية يحتاج الى تصويت الثلثين في مجلس الوزراء الشرعي لاحالة المرسوم الى مجلس النواب. مجلس النواب لا يستقبل مراسيم غير شرعية من حكومة غير شرعية . هل تقتضي المرحلة والاهمية الاستثنائية للوضع القائم في البلاد ان نتجاوز كل هذه المسائل وهذه الآليات الدستورية لنعدل الدستور؟ لا اعلم واجد صعوبة في ذلك.
س- يقال ان حزب الله غير راض عن اتفاق ودستور الطائف وهو يسعى لتعديله ما رايكم؟
ج- نحن لا نقبل المس باي بند من بنود اتفاق الطائف.
س- ولكن اتفاق الطائف ينص على حصر السلاح بيد الدولة هل انتم توافقون على هذا البند؟
ج- لو كان ينص على ذلك. لكن لا نجد ان الطائف ينص على ذلك . هو ينص على حصر سلاح الميليشيات بيد الدولة لكن المقاومة ليست ميليشيا ولبنان في اتفاق الطائف من حقه ان يحرر ارضه ويواجه التهديدات بكل وسيلة ممكنة. واهم وسيلة ممكنة هي المقاومة.
س- ولكن يقال ايضا ان العماد عون غير راض عن صلاحيات رئاسة الجمهورية التي نص عليها الطائف هل انتم تدعمون هذا الطرح من خلال دعم ترشيحه؟
ج- لكل شخصية ان تعرب عن وجهة نظرها. ولكن ابداء وجهة النظر لا يعني ان ذلك قرار لديها. قد يكون هناك تجميع لملاحظات عندما ياتي الوقت المناسب وتوجد اجواء توافقية لتعديلات ما على اتفاق الطائف يحفظ ذلك لكن بالامس تحدث الشيخ مخايل الضاهر عن تمرير المادة 62 بما لا لزوم له في الدستور هل يعني ذلك انه يطالب بتعديل الطائف او تعديل الدستور؟ كلا انما يعبر عن وجهة نظر معينة وعندما يأتي الوقت المناسب وطنيا وتكون هناك اجواء توافقية عامة في البلاد تسمح بدراسة اقتراحات تعديل معينة يكون ذلك ممكنا. اما الآن فمن حق كل انسان ان يبدي وجهة نظره لكن ابداء وجهة النظر لا تعني انه توجه وقرار يسير من اجل تحقيقه الآن.
س- لماذا تمسككم بالعماد عون؟
ج- صدقيته. اولا يتسم بالصدقية كرجل يلتزم بما يقوله وما يتعهد به. مستقل في قراره وينأى بقراره عن كل الضغوط مهما تعاظمت ومن اي جهة اتت وهو يترجم شعارات ما يسمونه ثورة الارز منذ بدأنا حوارا معه والى حين التوصل الى صيغة التفاهم المكتوب والممارسة التي لمسناها منه ومن تياره كما لمسها منا ومن قواعدنا هي ممارسة ملتزمة بما تم التوافق عليه.
س- ولكن قيل انكم فاوضتم على اسم آخر غير العماد عون خلال المفاوضات على الرئاسة؟
ج- هذا غير صحيح على الاطلاق.
س- ماذا عن جلسة يوم غد هل ستحصل برأيك؟
ج- اعتقد ان الاجواء تميل الى تأجيل انعقاد الجلسة لان اي بحث حول توافق بعد تعثر المساعي السابقة لم يبدأ بفاعلية بعد.
س- ماذا ستطلبون في مرحلة ما بعد الرئاسة؟
ج- تطبيق الدستور في ما يخص حفظ التوازن في تشكيل الحكومة وحفظ التمثيل لشرائح المجتمع اللبناني.
س- براميرتس قدم تقريره كيف سيكون وقفكم من النائج التي سيتوصل اليها التقرير مهما كانت الاسماء التي ذكر انها باتت بحوزته ومهما كانت جنسياتها؟
ج- هذا الامر نواكبه عن بعد ونفترض ان التقارير المهنية تفصح عن نفسها اذا وجدنا ان هناك تسييسا ما لبعض المعطيات لن نتردد في اعلان ملاحظاتنا. لكن هل المحكمة الدولية ضمن دائرة هواجس التسييس لدينا. بالتأكيد. المسألة ستأخذ وقتا.
س- ولكن ما رأيكم في سير التحقيقات بما ظهر حتى الآن؟
ج- بما ظهر حتى الآن هناك نوع مهم من المهنية برزت في تقارير براميرتس لكن لسنا
معنيين باعطاء شهادات.
نهار نت
http://www.naharnet.com/domino/tn/arabicNewsDesk.nsf/getstory?openform&6E4D6B24CF695B7EC22573A100565BED